معنى (( وبنور وجهك الذي أضاء له كل شيء ))

[زهرة الياسمين]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما معنى كلمة "اضاء" في جملة "وبنور وجهك الذي اضاء له كل شيئ" في دعاء كميل ولماذا قال " اضاء له كل شيئ " ولم يقل " اضاء به كل شيئ "أو قال : "اضاء كل شيئ " أو " اضاء لكل شيئ" .

الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم
اشتمل هذا المقطع الكريم من الدعاء المعروف بدعاء كميل على مفردتين بتحليلهما ينكشف لنا المعنى المقصود إن شاء الله تعالى.

أ ) الوجه:
قال ((وبنور وجهك))، والوجه هو كل ما يستقبل به غيره والمقصود به جميع الوسائط بينه وبين خلقه والبارز منها هم الأنبياء، والأولياء، والقرآن، وغيرها، ولعله لهذا ورد في حق جميع هذه الأمور أنه لو رفعت لساخت الأرض..

وكأنما الأرض ومن عليها بمثابة الضياء الذي يتلاشى إذا تلاشت النار أو الشمس أو غيرها من الأجسام المضيئة!
والأبرز من هذه الأمور هي أسماء الله سبحانه فإنها أيضا وسائط بين الله وخلقه .

ب) الضياء:
قال:((أضاء له كل شيء))، والضوء بفتح الضاء وضمها: يراد به ما يُــتبع ويستهدى به في الطريق: قال تبارك وتعالى:{كلما أضاء لهم مشوا فيه}، وبما أن كل شيء مخلوق هو آية من آيات الله سبحانه، فإن كل شيء يمكن أن يدل على الله سبحانه وتعالى إذن فكل شيء آخذ من ضوء نور الله عز وجل، وهو القائل: {الله نور السموات والأرض}.

وجمع بين النور والضياء لأن الضياء يخرج من النور قال علي عليه السلام: " لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق... ".

وأما قولك لما لم يقل: " أضاء به كل شيء"، فقد جاء في بعض النسخ تبديل اللام بالباء، ولكن هذا لا يعني أن القراءة باللام خطأ وذلك لمجيء اللام بمعنى التعليل .

والحمد لله رب العالمين

سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد

منقول