الفقه - مسائل دينية - احكام شرعية - فتاوي عامة .. ![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
~ مشرفة نور الفقة & الحج & الاستخارة وتفسير الأحلام ~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Dec 2008
الدولة: البحرين
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
اللهم صل على محمد وآل محمد
حديث الموت بين الابن والاب لا أكتمكم أني ساعة بدأ أبي حواره عن الموت كنت متوتّراً، مستفّز الاعصاب، مستنفراً، قلقاً، مشدوداً شداً عنيفاً الى وجه أبي ونبرات صوته وانحناءاتها وهو يتحدث عن الموت ببطء حذر، ينمُّ عن توجس محسوب. لا أكتمكم كذلك أني كلما تفوَّه أبي بكلمة «الموت» ـ تلك الكلمة المخيفة المرعبة المجهولة ـ أحسست بتسارع غير طبيعي لنبض بات لفرط خوفي مما أصغي اِليه يصبغ وجهي وأذنيّ على غير قصد مني بلون قاتم وينثر فوق جبهتي وأنفي حبات مكتنزة من عرق محموم . واِذ اكتسبت نبرة صوت أبي الخفيضة وشاحاً رماديّاً من توجس حذر وهو يسرد التفاصيل عن «الموت والميّت» راحت وتائر خوفي وقلقي تتصاعد شيئاً فشيئاً حتي فضحتني . ثمّ زادت، فضيقت عليّ بعد افتضاح أمري فرجة بوابة الاعتراف . وحين لاحظ أبي امارات الخوف على تضاريس وجهي وحدقات عينيَّ طاغية مستحكمة سألني. . ـ أأنت خائف..؟ وكيف لا أخاف! . ـ أخاف أنت من الموت أم من الميت؟ واِذ كنتُ أخاف من الميت أكثر ممّا أخاف من الموت قلت: . من الميت. لقد كان خوفاً مرعباً ذاك الذي اعترفت به اليوم. فلم أكن قد شاهدت طيلة عمري شخصاً يحتضر أو يموت، بل لم أكن قد سمعت قبل يومي هذا سرداً عمّا ينبغي عليّ أن أفعله وأمامي من يحتضر أو يموت . كنت قبل هذا اليوم حين اشاهد جنازة محمولة تنتابني حالة اكتئاب مضجر، وضيق موجّع، حتي لاُحولُ بصري عنها لاَقطع خيط الذّاكرة من أن يسترسل . نعم أخاف من الميّت . قتلها مرة أخرى لاُعيد تثبيت قناعتي . ـ أتخاف من الميت أكثر مما تخاف من الموت وما بعد الموت؟ قال أبي وأضاف: أتخاف من كان قبل لحظة موته حياً مثلك يأكل ويشرب، ويبكي ويضحك، ويتنزه ويحلم، وينام . ثمّ..ثمّ هجم عليه ما لو هجم على كل حيّ لصرعه . لماذا لا تكون واقعياً أكثر، فتخاف من الموت أكثر مما تخاف من الميت؟ أسألت نفسك أين ذهبت كل تلك الامم السالفة وأجيالها المتعاقبة يوم «اصبحت مساكنهم أجداثاً، وأموالهم ميراثاً، لا يعرفون من آثارهم، ولا يحفلون من بكاهم، ولا يجيبون من دعاهم» . فكم.. و (كم تركوا من جنات وعيون * وزورع ومقام كريم * ونعمة كانوا فيها فاكهين * كذلك وأورثناها قوماً آخرين) . ثمّ أين ذهب من تعرف ممن ذهب؟
أين آباؤك السابقون، واجدادك الماضون.. أين فلان.. أين فلان.. أين فلان..؟! لقد «استبدلوا بظهر الاَرض بطناً، وبالسعة ضيقاً، وبالاَهل غربة، وبالنّور ظلمة» . ثمّ أنشد أبي: كلنا في غفلة والموت يغـدو ويـروح نح على نفسك يا مسكيـن ان كنت تنوح لست بالباقي ولو عمّرت ما عمـرّ نـوح وران صمت كثيف على وجهه كانت الدّقائق تمر فيه ثقيلة بطيئة متأنّية كمن يعيد ترتيب صورة ما في ذهنه، أو يعيد تجميع شيء متناثر هنا وهناك في ذاكرته حتّى قطع صوته حبل ذلك الصمت قائلاً: رحمك الله يا أبا الحسن يومَ قلت قبل ساعة موتك: «أنا بالاَمس صاحبكم، وأنا اليوم عبرة لكم، وغداً مفارقكم، ليعظكم هدوِّي، وخفوت اِطراقي، وسكون أطرافي، فانّه أوعظ للمعتبرين من المنطق البليغ والقول المسموع » ويوم قلت يا سيدي: . «واعلموا أنّه ليس لهذا الجلد الرّقيق صبر على النار، فارحموا نفوسكم فانّكم قد جربتموها في مصائب الدنيا . أفرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه، والعثرة تدميه، والرمضاء تحرقه؟ فكيف اِذا كان بين طابقين من نار ضجيع حجر وقرين شيطان؟ أعلمتم أن مالكاً اِذا غضب على النار حطّم بعضها بعضاً لغضبه، واذا زجرها توثّبت بين أبوابها جزعاً من زجرته»؟! . وأردف أبي: آن لك وقد تكلفت أن تخاف الموت لهول ما بعد الموت (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد). (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد). وليكن الميّت أو المحتضر مذكراً لك بما سيؤول اِليه مصيرك.. لا مخيفاً مرعباً لك. قالها أبي وصمت ومنذ قالها بدأت أعيد النظر بترتيب مخاوفي من جديد بتأمل واعٍ الى أن قطع أبي عليَّ تأمُّلاتي مؤكِّداً:. اِذا صادف أن حضرت محتضراً مسلماً فدع مخاوفك جانباً [ووجِّهه الى القبلة]. وكيف اوجِّهه؟ ـ ضعه على قفاه واجعل باطن رجليه الى القبلة. معنى هذا أن أمدِّد رجليه باتجاه القبلة. ـ بالضبط سواء أكان المحتضر رجلاً أم امرأة، كبيراً أم صغيراً. ويستحب أن تلقّنه الشهادتين. والاقرار بالنبي صلّى الله عليه وآله والاَئمة عليهم السلام وتقرأ عنده سورة «الصافات» ليسهّل عليه النزع ويكره أن يحضر المحتضر مجنب أو حائض. وأن يمس حال النزع. واذا مات؟ ـ اِذا مات يستحب أن تغمض عينيه، وتغلق فمه، وتمد يديه الى جانبيه، وساقيه، وتغطيه بثوب، وتقرأ عنده القرآن وتضيء البيت الذي كان يسكنه وتخبر المؤمنين بموته ليحضروا جنازته، ويستحب الاسراع في تجهيزه اِلاّ أن تشتبه بموته وتشك فيه. واذا اشتبهت بموته؟ ـ عندئذ يجب تأخيره حتى تتأكّد من موته، فاذا تأكّدت وجب تغسيله رجلاً كان أو امرأة، صغيراً كان أو كبيراً. والسقط..؟ ـ حتى السقط اِذا أتمِّ أربعة أشهر [بل وان لم يتمّها اِذا كان مستوي الخلقة] ولكن لا تجب الصلاة عليه ولا تستحب.
__________________
![]() الشكر الجزيل لاختنا المباركة يا فاطمة الزهراء - الميامين - على هذا التوقيع المبارك لا ننساكم في نافلة الليل . اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك اللهم عرفني رسولك فانك ان لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني اللهم لاتمتني ميتة جاهلية ولاتزغ قلبي بعد اذا هديتني ![]() ![]() الرجاء من الاخوات الكريمات عدم ارسال المنامات على الخاص ويمنع وضع اي منام بعد غلق الركن ![]() شكرنا الجزيل للاخت الفاضلة احلى قمر |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طريق الموت | عاشقة العتره الطاهره | الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع | 6 | 03-06-2009 02:40 PM |
رجال امنياتهم قبل الموت | حروف فاطم | الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع | 8 | 02-06-2009 06:25 PM |
لتفادي خطر الموت المفاجئ | الصبح تنفس | الصحة والطب - مواضيع العلمية,الطبية,الثقافية -تحذيرات ,المخاطر الصحية .. | 4 | 02-06-2009 09:53 AM |
العديلة عند الموت | الصبح تنفس | الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع | 7 | 13-05-2009 09:25 PM |
المحتضر عند الموت | الصبح تنفس | الفقه - مسائل دينية - احكام شرعية - فتاوي عامة .. | 5 | 31-01-2009 12:10 AM |