روحي زاحفة معكم

[عشقي حسيني]

من أعماق القلب الذي خفق توقاً لجمعكم ومن صميم النفس التي تتمنى أن تكون بمعيتكم ومن مشاعر الود التي هاجها ما تراه عيناي من خلف الشاشة المرئية لزحفكم الكبير إلى رض الخلود بعيونٍ بكت دماً وأيدٍ لطمت بقوة على صدوركم وأرجلٍ لم يُتعبها طول المسير فأعانتكم على الوصول إلى حيث الجنان وما حويت من جمال الحياة الخالدة من خلال ذلك المرقد الزاهر والمآذن الشامخة والقبة المنيرة لمن جاد بالغالي والنفيس من أجل عزة وكرامة الإنسان والتي كادت أن تطمس حينما تقلد شئون الأمة شخص غارق في الفسق وملذات الدنيا الزائلة ،

فثبتها سيد الشهداء عليه السلام بدمائه الزكية وروحه التي أُزهقت في سبيل الله ومن أجل إعلادء كلمة لله ، وإخراج الناس من ذل عبودية ذلك الطاغي إلى التحرر من تلسط كل طاغي أراد أن يبيد الزرع ويقطع النسل ويعثوا في الأرض الفساد عبر العصور والأزمان
نعم من قلبي النابض وفكري السارح وروحي الُمحلقة حول ضريح أبي عبد الله الحسين والناظرة إلى حشدكم الكبير بملوينته التي زادت على العشرة بكثير أهديكم سلامي أيها لزائرون لذلك القبر الطاهر والنادبون للنائم تحت ترابه قرير العين مطمئن النفس راضياً مرضياً بعد ما لبى نداء ربه وثار بمهجته على الظلم والجور الذي كاد أن يقضي على دين الله ويُعيد الأمة إلى ظلمة الجهل ، ملتمساً بركة دعاءكم لي ولكل مؤمن أجبرته الظروف على البقاء بعيداً عنكم

ولم يُوفق للزحف معكم ولم يتطيب بريح الجنان كما أنتم مع أنه يحمل ما تحملون من توق وعشق وهيام إلى ذلك المرقد الطاهر ، فإن لم يكن جسمه المادي بمعيتكم فقلبه رورحه ونفسه قريبة منكم يلطم الهام كما أنتم ويجدد العهد كما لو أنه معكم ويُمسك الشباك بروحه المرفرفة ويصب الدمع منادياً لبيك يا حسين ويبدي السلام كجابر بن عبد الله الذي أُغشي عليه بعد أن لمس تراب ذلك القبر لمن أظهر مصابه حرارة في قلوب المؤمنين لن تنطفئ أبداً وبعدها نادى نادباً يا حسين ، يا حسين ، يا حسين ، ولما لم يسمع جواباً قال حبيب لا يجيب حبيبه وأنى لك والجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك وفرق بين جسمك وبدنك ،

ومن ثم أبدى شهادته بأنه قد شارك الحسين وأصحابه عملهم ولما استنكر عليه غلامه أبدى له الدليل القاطع لحديث سمعه عن رسول الله صلى الله عيه وآله ( من أحب قوم حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم ) وأنا والله وكل مؤمن نشهد بأنا معكم أيها الزائرون وقلوبنا تهوى وتحب عملكم وتبارك زحفكم إلى ضريخ سيد الشهداء ومصباح الهدى وسفينة النجاة ولو وفقنا لكنا معكم زاحفين لنُفبِل تراب قبر الحسين كما أنتم ونُمسك بشباك ضريحه كما تفعلون ونُسلم عليه زائرين لنهنأ بعبير الجنان الفواح من قبره الطاهر

حفظكم الله وأتم لكم زيارتكم وجنبكم البأس والبلاء ونار الحقد امشتعلة من قِبل عملاء الإستعمار الإرهابيون اللعناء ، وتقبل منكم زيارتكم وأعادكم إلى أوطانكم سالمين غانمين رحمته ورضوانه قد وفقتم لبركة الحسين وأصحابه عليهم سلام الله في الدنيا وشفاعتهم في الآخرة لتنعموا بمجاروتهم في جنان الخلد

نسألكم الدعاء