الحب

[هداتي ولاتي]

قد تجف عواطفنا في بعض الأحيان .... نتيجة لعوامل حيوية تتردد بين الضغط والإنفعال ... وقد تختفي في أحايين أخرى ... بفعل الإنشغال بهموم الدنيا ... ومشاغلها ...

لكننا كثيرا ما نكتشف أن هذه العواطف ما زالت موجودة في أعماقنا ...
وأن الكثير من الناس يشكلون لنا أهمية قصوى ... ويؤثرون في حياتنا تأثيرا كبيرا ... بمجرد أن تنقلب أحوالهم ... أو يتعرضوا لأي مكروه أو يقعوا تحت طائلة المرض ...

ذلك لأن المشاعر الصادقة لا تموت ... ولكنها ربما تتوارى مؤقتا ... وربما تتداخل في وقت من الأوقات فلا يتبين الإنسان أهو يحب هذا الشخص أم لا ... أو أنه لا يحمل له أي نوع من أنواع المشاعر ...

لكنه يستطيع أن يتبين حقيقة هذه المشاعر بمجرد أن يتعرض من يحبه لمكروه ... أو يقع في شرك صعب ... أو يسقط في مغارة من مغارات الحياة ...

عندها نشعر بأن مشاعرنا قد تحركت .... وأن إحساسا جياشا قد طغى عليها ... نحو هذا الإنسان ...
وربما يسأل الإنسان نفسه ... أين كانت هذه المشاعر الغافية من قبل ؟
لربما إختفت هذه المشاعر عند شعوره بأن هذا الشخص لا يستحق هذه المشاعر وأنه ليس في مستوى التعامل الكريم معه ... ومن ثم فإن إمساكها أمر طبيعي ... لأن المشاعر لا تعكس سوى مستوى التجاوب بين الطرفين ...
وإذا لم يجد الإنسان تجاوبا من الطرف الآخر ... فإنه يمسك عنه ... ويفضل أحيانا قطع صلته به ...

وربما تتحول هذه المشاعر بفعل الصدمة إلى مشاعر باردة ...
كومة من الأحاسيس المقتولة والمتوترة ... لكنها أيضا لا تزول من الصدر ولا تختفي ...

لأن بذرة الحب تضل قابلة للحياة ... وللعودة متى ما وجدت سببا لإنعاشها من جديد ...
وهكذا تتأكد إنسانية الإنسان وقابليته لأن يصفح ويتسامح ... وأن يفهم الطرف الثاني ... بروح كريمة منصرفة عن الشر ... فلا شيء أروع في هذه الدنيا من الحب ... فهو يبني علاقات البشر ... وينمي مشاعرهم تجاه بعضهم البعض ...