[شرح] والشمس تجري. مجموع من مصادر

[أمة الرحمن]

قال تعالى: ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لاالشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولاالليل سابق النهار
وكل في فلك يسبحون) 40، 39، 38سورة يس.
في ثلاث آيات بين القرآن الكريم أن الأرض والشمس والقمر كل منها يجري، على حين ظل العلم قرونا يفترض أن الشمس ثابتة في مكانها بعد أن أقام الحجةعلى أن الأرض تدور حول نفسها محدثة عن حركتها الليل والنهار، وأن حركة الشمس من الشرق الى الغرب إنما هي حركة ظاهرية.. ولكنه لم يدرك وقتئذن أن للشمس حركة أخرى يعتبر اكتشافها من امهات حقائق العلم الحديث.
وهنا تظهر عظمة القرآن ودقته المتناهية في تصوير حقائق الكون الراهنة وجمع المعاني المتعددة في لفظ واحد كلما قلّبته بدت لك المعجزة من كل جانب.
ولبيان ذلك نأخذ كلمة" لمستقر" نجد ان للام في اللغة العربيةثلاثة عشر معنى من بينها الملكية، كما تقول: هذا السيف لي. وشبه الملكية كما تقول: السرج للدابة. وكذلك تأتي بمعنى" في " كقوله تعالى: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة) 47 الانبياء
او تأتي بمعنى انتهاءالغاية، مثل قولك : وصلت للبيت. وتأتي بمعنى إلى كقولك:
ذهبت للمنزل أي الى المنزل، وهي تستعمل للسببية كقولك: أتيت لأراك ، وغير ذلك من الأوجه. وعلى ضؤ هذه المعاني نستنتج من " لمستقر لها" حقيقتين فلكيتين :
أولا : اذا اعتبرنا اللام في كلمة " لمستقر" بمعنى " في " وبهذا يكون معنى الآية الكريمةأن الشمس تدور في مستقر لها أي في مكان مستقر لها ، وهذا مابينه العلم الحديث فهي تدور حول نفسها في ستة وعشر ين يوما.
ثانيا: اذا اعتبرنا اللام بمعنى" الى" أو لانتهاء الغاية، وبهذا يكون معنى
الآية الكريمة أن الشمس تجري نحومكان معين سوف تستقر عنده في النهاية، وهذه
الحقيقة تم اكتشافها وتعد من مفاخر العلم الحديث. يقول بذلك العالم الفلكي
" سيمون": لوسئلت ماهي أعظم الحقائق التي اكتشفها العقل البشري لقلت انهاالحقيقة التي تقول أن الشمس والكواكب السيارة وأقمارها تجري في الفضاءنحو برج النسر الواقع بسرعة غير معهودة لنا على الأرض .
ولكي نتصور هذه الحقيقة فما علينا إلا أن ننظر الى برج النسر الجميل ونتصور اننا نقترب منهعشرة أميال كل ثانية. وبما للعلم من معلومات عن هذه المسافة فإن المجموعة الشمسية لن يكون في استطاعتها الوصول الى المكان الذي يقع فيه هذا البرجالا بعد مدة تتراوح بين مليون ونصف مليون سنة من وقتنا الحاضر.
هذه هي المعجزة العلمية ، أما المعجزة البلاغية فهي أن اللفظ الواحد ( لمستقر) يجمع الوجهين، كونها تدور حول نفسها وكونها تندفع في الفضاء بسرعة هائلة الى هدف خاص رسمه الله تعالى. وتحرك المجموعة الشمسية هو ماعناه القرآن الكريم بقوله( وكل في فلك يسبحون). أي أن الشمس والقمر والأرض التي كني عنها بالليل والنهارالذين هما ملازمان لهما يجرون في فلك واحد . فسبحان الله.*