![]() |
#1 |
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() ![]() في غرفته المغلقة اعتاد قضاء أيامه ولياليه ، فكم قضى ساعات متسمراً أمام شاشة الحاسوب ، وبضغطة أصبع يتنقل من موقع لموقع ، ومن محادثة لمحادثة على شبكة ( الانترنت ) ، أياماً عاشها ليس له رفيق سوى الشيطان ، وليس له أنيس سوى الضلال ، كان الشيطان يسكنه ويسكن كل شيء لديه ، يحركه لنزوة هنا ، وشهوة هناك. وصاحبنا مخمور في حضنه ، مولع به ، قد أعاره قلبه ، وعقله ، وروحه ، وجوارحه ، فإن رأى فلا يرى إلا محرّماً ، وإن سمع فلا يسمع إلا لغواً ، لا يملأ فراغه إلا بلهو ، ولا يقضي يومه إلا بمعصية ، وإن ملّ شبكته العنكبوتية التي أحكمت قبضتها عليه ، انتقل للقنوات الفضائية الماجنة ، يتراقص على أوتارها ، ويتمايل مع نغمات مزاميرها ، ولا يكاد يصحو من سكرة إلا إلى سكرة ، ومن غفلة إلا إلى أختها ، وها هو كعادته ، يغلق غرفته عليه ، ولا يعلم أنه حين يغلقها ، فإنما يغلق بصيرته التي لو نمّاها لكانت نافذة ، ويحبس روحه التي لو رعاها لكانت ملائكية ، ويغتال قلبه الذي لو ربّاه لكان إلهياً ، وبدأ بلهفته المعتادة يتصفح الشيطان ويستعرض إبليس أمامه ، ليعيش في عالمه كمّاً غارقاً في بحر من الظلمات ، وبينما كان كذلك ، إذ اقترب صوت موكب حسيني يلامس بنغماته الروحانية جدران منزله ، وتنير راياته الحمراء أزقة قريته ، وإذا بصوت المعزين يصل لآذانه الميتة ، ويسمعهم بصرخة واحدة ينادون : " أبد والله ما ننسى حسينا " عبارة لم تكن غريبة على مسامعه ولكنها غريبة على روحه وقلبه ، وقف مذهولاً وهو ينادي : آه .. نعم .. هذه ليلة العاشر من المحرم ، ركض للنافذة ، فتح منها زاوية ضيقة ، ولكنّ عينيه – ولأول مرة – رأت ما هو أوسع وأوسع ، رأت بهاء موكب الحسين ، رأت الأعلام الحمراء والخضراء وكأنها مشاعل تخترق الأرض وتسمو في السماء ، ورأى المعزين بسوادهم وكأنهم أرواح ملائكية ، وكلما سمع كلمة ( الحسين ) كلما خشع بصره ، وقال في نفسه : نعم هو الحسين حبيبنا المظلوم ، أحس بقطرات من الدموع تترقرق من عينيه ، وشعر بقشعريرة في جسده ، وضع رأسه على الحائط ، وأجهش في البكاء ، ركضت رجلاه ، ولم يرَ نفسه إلا بين المعزين ، يلطم ويبكي ويتحسر ، الناس يبكون على الحسين ، وهو يبكي على نفسه التي أضاعت الحسين ، وهم يلطمون على الحسين ، وهو يلطم على جسده الذي أفناه يزيدياً ، والناس يتحسرون لمقتل الحسين ، وهو يتحسر على مقتل روحه وقلبه ، وهاهو الآن نسيه الجميع وأيقظه الحسين ، وأماته الشيطان وأحياه الحسين ، وكلما يلطم على صدره ورأسه كان يقول : الحسين أيقظني .... ونسألكم خالص الدعاء ![]()
__________________
![]() كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب وبيده يمضي مكتوبك ![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الصينيون مع خدام الحسين يخدمون زوار الامام الحسين | نورعلي -ع- | صور الدينيـة,صور أسلامية - صور علماء - صور مراقد و أضرحة المعصومين | 7 | 23-12-2013 08:07 AM |
ماء الحسين | الإعلام المهدوي | منتدى التجارة و التسوق - مشاريع تجارية - shopping - أنستغرام Instagram | 0 | 24-08-2011 04:34 PM |
إذا كنت تحب الحسين .. فادخل لحب الحسين ع | عاشقة أبى تراب | أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) | 7 | 08-01-2011 12:14 AM |