كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء ![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
๑♣ فاطمية نشيطة ♣๑
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في قلب أمي
المشاركات: 113
معدل تقييم المستوى: 109 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءعم أجمعين من الأولين والآخرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لماذا توجّه الحسين (عليه السّلام) بهجرته في البداية إلى مكّة المكرّمة ؟ قوله تعالى : ( وَلَمّا تَوَجّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السّبِيلِ ) . هذه الآية الكريمة تمثّل بها الحسين (عليه السّلام) عندما دخل إلى مكّة مهاجراً مِنْ مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، وذلك في الخامس مِنْ شعبان سنة ( 60 ) من الهجرة ، وتوجّه الحسين (عليه السّلام) بنهضته المباركة إلى مكّة ، وحلوله فيها أمر معقول ومشروع للغاية ، يقرّه الشرع والعرف السياسي . أمّا من الناحية الشرعية ، فإنّه يجب على الإنسان أنْ يحلّ بلداً يمكنه فيه القيام بواجباته ، مع الحفاظ على حياته ما أمكن . ومكّة المكرّمة هي البلد الوحيد في ذلك اليوم الذي يتمكّن فيه الحسين (عليه السّلام) الجمع بين هذين الأمرين معاً ؛ لأنّه حرم مقدّس ومأمن لكلّ شيء حتّى الحيوان والطير والنبات ؛ بنص الكتاب العزيز : ( وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) . حتّى قاتل النفس المحرّمة إذا دخل مكّة آمن على حياته من القصاص . نعم ، يُضيّق عليه حتّى يخرج عنها ، ثمّ يُقتص منه . وأمّا من الناحية السياسية ، فإنّ الحسين (عليه السّلام) قائم بثورة فكريّة إصلاحيّة ، وهي بحاجة إلى إعلام ودعوة وأنصار . ولا شكّ أنّ مكّة يومئذ أنسب بلد للقيام بذلك كلّه ؛ لأنّها مختلف الناس ، وممرّ المسلمين مِنْ جميع الأقطار ، وكلّ حدث يحدث في مكّة ينعكس صداه فوراً في كافة الأقطار الإسلاميّة ، وتسير به الركبان إلى جميع العالم الإسلامي ، وكلّ دعوة تنبثق في مكّة سرعان ما تصل إلى أسماع المسلمين في كلّ مكان . وفعلاً استطاع الحسين (عليه السّلام) بفضل إقامته في مكّة أنْ يبلغ أنباء ثورته على الحكم الاُموي إلى أكثر الأقطار ، ويتّصل بكثير من الوجوه والزعماء والوفود ؛ ولذا فقد اجتمع له في خلال تلك المدّة بين الستة آلاف والعشرة آلاف رجل ، وهم الذين تفرّقوا عنه أثناء الطريق عندما ظهر لهم غدر أهل الكوفة بالحسين (عليه السّلام) ، وفي خلال تلك المدّة تسلّم اثني عشر ألف كتاب ، دعوة مِنْ أهل العراق بالتوجّه إليهم . وعلى كلّ حالٍ ، كان في إقامة الحسين (عليه السّلام) في مكّة المكرّمة دعماً كبيراً لقضيته وإعلاناً واسعاً عن ثورته ، ولكنّ الذي حدث بعد ذلك وجعل الحسين يضطرّ إلى الخروج مِنْ مكّة بكلّ سرعة واستعجال هو : أنّ الاُمويِّين قرّروا هتك حرمة مكّة وانتهاك كرامتها ، وصمّموا على قتل الحسين فيها ، ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة . واتّخذوا لذلك جميع الإجراءات ؛ فبعث يزيد جيشاً يتألّف مِنْ ثلاثين ألف رجلٍ ، فأحاط بمكّة خوفاً مِنْ أنْ يقوم الحسين (عليه السّلام) بثورة مسلّحة فيها ضدّهم ، وعزل والي مكّة وعيّن مكانه عمرو بن سعيد الأشدق المعروف بعدائه الشديد للهاشميين ، وضمّ إليه إمارة الحرمين مكّة والمدينة ، حيث كان قد عزل والي المدينة أيضاً ؛ لتهاونه في أمر الحسين ، ولمْ يعجّل في قتله قبل خروجه من المدينة . وبالإضافة إلى ذلك كلّه بعث ثلاثين جاسوساً اندسوا مع الحجّاج ( لغرض قتل الحسين (عليه السّلام) ) أينما وجدوه ، ولو كان معلّقاً بأستار الكعبة . ولو تأخّر الحسين (عليه السّلام) مع ذلك في مكّة لمدّة قليلة اُخرى لقُتل غيلة على يد اُولئك الجواسيس ، ولذهب دمه هدراً وعفي أثر الجريمة تماماً ، ولأُنكر قتله نهائياً وبتاتاً ، ولذهبت ثورته المقدّسة أدراج الرياح بدون أثر ، وقبل أنْ يقوم بتلك التضحيات التي هزّت ضمير العالم ، وزلزلت العرش تحت أقدام آل أبي سفيان . إنّ الحسين (عليه السّلام) لمْ يخرج من المدينة ، أو مِنْ مكّة هرباً من القتل مِنْ حيث هو ؛ لأنّه كان يعلم أنّ مصيره القتل على كلّ حال ، خرج أو لمْ يخرج ، ولكن هرب من القتل قبل الأوان من القتل ، قبل أداء الواجب ، أو قل هرب مِنْ قتلة عقيمة ، وهرب أيضاً مِنْ شيء آخر ، وهو هتك حرمة البيت الحرام بسببه ، كما صرّح بذلك لبعض المعترضين عليه بالخروج ، فقال (عليه السّلام) : (( إنّي اُحبّ أنْ أُقتل خارج مكّة بباع خير مِنْ ذراع ؛ لئلاّ أكون الذي تستباح به حرمة هذا البيت )) . وما انتهكت حرمة مكّة والبيت الحرام منذ حرّمهما الإسلام إلاّ على يد الاُمويِّين ؛ فهم أوّل مَنْ هتكوا الحرمات وسحقوا المقدّسات ، فكره الحسين (عليه السّلام) أنْ يكون دمه أوّل دم يُسفك في البيت ، وأوّل إنسان به تُهتك حرمة الحرم ؛ لذا خرج يوم التروية ، أي يوم الثامن مِنْ ذي الحجّة ، حيث لمْ يتمكّن مِنْ إتمام الحجّ ، فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ، وأحلّ مِنْ إحرامه وجعلها عمرة مفردة . قال الفرزدق الشاعر : حججت بأمّي سنة ستين للهجرة ، فبينا أنا أسوق بعيرها وقد دخلت الحرم ، وإذا بقطار خارج مِنْ مكّة ، فقلت : لمَنْ هذا القطار ؟ فقيل : للحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) . فدنوت منه وسلّمت عليه ، وقلت له : يابن رسول الله ، ما الذي أعجلك عن الحجّ ؟ فقال (عليه السّلام) : (( يا عبد الله ، لو لمْ أعجل لأخذت )) . وقال لسائل آخر : (( إنّ بني اُميّة لا يدعونني حتّى يستخرجوا هذه العلقة مِنْ جوفي )) . والخلاصة : لقد أصاب (عليه السّلام) وعمل بمقتضى الحكمة في توجهه أولاً إلى مكّة ، ثمّ في خروجه منها بعد أنْ أحدق به خطر القتل ؛ فهو (عليه السّلام) بدخوله إلى مكّة وإقامته فيها طيلة أربعة أشهر مهّد لثورته المقدّسة تمهيداً إعلامياً ودعائياً كاملاً ، وبخروجه منها حفظ حياته للقيام بمهام الثورة مِنْ حيث العمل والتطبيق . وأخيراً : فهذه حياة المصلحين الأحرار ، حياة تشريد ومطاردة وخوف واضطهاد ، ولله در الحاج مجيد الحلّي (رحمه الله) حيث قال : أيـطيبُ عيشٌ وابنُ فاطمةٍ iiنَهبتْ حشاهُ البيضُ والسمرُ تاللهِ iiلا أنـسـاهُ مضطهداً حـتّى iiيضمُّ عظاميَ القبرُ ومـشرّداً ضاقَ الفضاءُ بهii فـكـأنّ لا بـلدٌ ولا مصرُ مُنعَ المناسك أنْ يؤدّيها بمنى iiفكانَ قضاءَها النحرُ إنْ iiفـاتهُ رميُ الجمارِ فقد iiأذكـى لهيبَ فؤادهِ الجمرُ يسعى لإخوانِ الصفاءِ وهمii iiفوقَ الصعيدِ نسائكٌ جزروا ويطوفُ حولَ جسومهم وبهِ انتظمَ iiالمصابُ ودمعهُ نثرُ أفـديـهِ مـستلماً بجبهتهِii حـجراًً iiإذا ما فاتهُ الحجرُ مأساة الحسين (ع) بين السائل والمجيب نسالكم الدعاء أختكم الفاطمية زينب قدوتي
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لماذا نبكي على الحسين | ولائية عمانية | كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء | 1 | 30-11-2011 11:37 AM |
لماذا يختلف فعل الحسن عن فعل الحسين (عليهما السلام) ؟! | زينب قدوتي | كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء | 2 | 28-11-2011 11:24 PM |
لماذا لمْ يقم بالسيف أحدٌ من الأئمة (ع) بعد الحسين (ع) ؟! | زينب قدوتي | كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء | 2 | 28-11-2011 09:57 PM |
لماذا حارب الحسين يزيداً ولم يحارب معاوية | حروف فاطم | أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) | 6 | 28-11-2011 06:17 PM |
البداية | شيعية موالية | الأهداءات و التهاني و الترحيب بالفاطميات الجدد و التهاني و التبريكات و المناسبات السعيدة | 9 | 14-08-2009 02:30 AM |