إلهي ان طردتني من بابك فبمن ألوذ ؟

[حور عين]

الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَّآل مُحَمَّد وَعَجِّل فَرَجَهُم

وَالْعَن اعْدَائِهِم

الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا
وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

روي ان شيخاً كان يمشي في احد الطرق فرأى طفلاً
جالسا يبكي...
فسأله مم بكاؤك ؟

فقال أن أمي أخرجتني من البيت
وكلما أستجير بالبيوت الاخرى لايفتح لي باب.

فجلس الشيخ عند الطفل وأخذ يوافق الطفل في البكاء
وقال أمن طفلاً نهرته أممه وطردته من البيت
لايفتح له باب آخر.

فمن ينهره الله تعالى عن بابه الى أين يذهب
وكيف ينفتح له باب آخر؟

ثم قام الشيخ لكي يذهب في طريقه فتعلق
به الطفل وطلب منه ان يشفعه لدى أمه فوافق الشيخ
على ذلك وأخذ بيد الطفل الى بيت أمه

وشفعه عندها فبكت الام وقالت ياشيخ نعم الشفيع
أنت ولكنه قد شفعه قبلك قانون

(أولادنا اكبادنا)

ولكنه ياشيخ اني كلما أمنعه عن اللعب لا ينزجر
فأعلم أيها الشيخ لو خرج مرة أخرى من دون أذني
من البيت ليلعب قطعت عنه علاقة
الأممومة والبنوة

فوافق الشيخ على ذلك فطلبت منه أن يكتب رسالة
بهذا المعنى كي لايلعب بعد هذا مع الاطفال
فأخذت بيد الطفل وأدخلته البيت فما مضت الا سويعة
واذا رأى الشيخ أن الطفل قد خرج من البيت وأنشغل
باللعب مع الاطفال

فغضبت الام وسدت عليه الباب الى أن انتهوا من اللعب
وذهب كل واحد منهم الى بيته وبقي وحده فجاء الى البيت ولكن كلما دق الباب لم يتفتح عليه الباب

فألتجأ الى بيوت الجيران واحد واحد ولكنهم
لم يفتحوا له أبوابهم فاحتار في أمره ورجع مرة اخرى
الى بيت أمه وكلما دق الباب لم يفتح له

فقال: ياأم أن لم ينفتح علي باب الجيران ليس
لي وجه للرجوع الى باب آخر

فأخذ يبكي ويئن وجعل وجهه على الارض الى
ان أخذه النوم وأمه تراقب حاله
من على السطح

حينما رأت الطفل قد نام بكمال الذل والانكسار
على الارض رمت
بنفسها ورفعت رأس طفلها من على الارض
وأخذت تمسح وجهه وهو نائم

ولما أستيقظ الطفل ونظر الى وجه امه قال :

يا أم لو تقطعي عني الماء والخبز فهو مقبول
ولو تفركي أذني فانا مستحق لذلك
ولو تركتني في البكاء والحنين أتحمل ذلك ولكن
الذي اطلبه منك أن لا ترسليني من باب بيتك
الى ابواب الاخرين

فلما رأى الشيخ هذه القصة شق قميصه وقال;
أتضح لي من هذه القصة

.ان العبد ليس له باب وطريق غير
باب الله عز وجل

. ياترى ان الام تفرح برجوع ولدها وتوبته
وتتجاوز عن سيئته ولكن الله تعالى الذي ألهم
الأم هذه الرحمة وهو أرحم الراحمين ليقبل توبة العبد
وليفرح برجوع المؤمن وأن عطفه تعالى ورحمته
على العباد ثابتان حتى يوم المعاد
في حين أن عطف الام وحنانها لايبقى لهما
أثر في ذلك اليوم

.((يوم ترونها تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت وتضع
كل ذات حملٍ حملها وترى الناس سكارى

وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)).