الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع ![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
●• فاطمية متميزة •●
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتأمل مجموعة من الشموع المعلقة أمامي في احد المحلات التي يقع مكان عملي قبالتها.. انها تتدلى من خلال خيوطها المعلقة بالمسامير اشبه ما تكون باناس معلقين على حبال المشانق.. أجسادها ملتفة بأشرطة ملونة (الأحمر – الأبيض – الأزرق – الأخضر) هل هي أكفانها؟ انها تنتصب أمامي بانتظار يد تمتد اليها لتنزلها من حبل مشنقتها.. كل واحدة من تلك الشموع مشروع اشتعال وتوهج وذوبان.. ترى لو امتلكت لسانا تتحدث به هل ستبوح بأسرارها؟ من منا لم يجرب إيقاد شمعة ولو واحدة في عمره؟ حتى طفلي الصغير جرب ذلك ولسعته حرارة الجسد الذائب.. رغم ذلك هو يشعر بالفرح والزهو في مغامرته الأولى لإيقاد شيء ما وإشعاله.. انها لذيذة تلك التجربة الأولى للنار و النور.. وربما الفضول يدفعه لان يراقب ذوبان هذا الجسد أمامه حتى اخر ثمالة فيه.. ام تراه يفكر بأمه التي تضيء بسمتها أيامه ولياليه ام بابيه يكد ويكدح لاجله؟ بماذا يفكر الإنسان الأكبر سنا؟ هل يتأمل تلك الشمعة أمامه؟ ام انه يكتفي بالتحديق الأبله إليها؟ ام انها لاتثير انتباهه؟ فالفضول الاول انقضى منذ سنوات طويلة بحكم العادة والاستمرار.. والرغبة في الاكتشاف تدثرت باغطية التجارب الطويلة التي عاشها.. ام تراه الان يفكر بالفناء والموت الذي تقوده خطواته اليه مثلما هذه الشمعة امامه آيلة لذبول وفناء مؤكد. يمد يده نحوها.. يحاول ان يلمس لهبها الضئيل باطراف اصابعه.. انه يعرف انها ستحرق ذلك الاصبع إن تمادى في الاقتراب منها.. لكن اليس الاحساس بالاحتراق دليل اكيد انه حي وانه يستطيع ان يمارس حياته الطبيعية على اكمل وجه؟ ما لهذه الافكار تغزوه الان وتغزو غيره.. لماذا لا يتامل تلك الشمعة من منظور اخر؟ يكتنف الشموع عالم من الاسرار.. قسم منها قابل للانكشاف وقسم آخر يبقى مستغرقا في سريته. ماذا عن اوقاتنتا الحميمة ؟ الشمعة شاهدة على لحظات الحب والشغف والتحليق عاليا، لكنها لا تبوح الا نادرا .. لماذا الشمعة وحدها لها حضور مميز في رحلة التحليق والطيران تلك؟ الا تكفي أضواء النيون بالوانها المتعددة لاضاءة دروب الطيران تلك؟ هل جربتم الفرق يوما؟ انها لحظة الانخطاف التي يوفرها وهج الشمعة ولا توفرها تلك المصابيح.. هل تذكرون بروميثيوس؟ الذي قام بسرقة النار، والتي تعني النور والمعرفة والدفء، قام بسرقتها من الآلهة وإعطائها للبشر. وهل تذكرون باندورا التي تحرق الرجل دون جذوة؟ المرأة – النار في الأساطير الإغريقية يمكن على الأقل اتقاؤها لكن المرأة نار يتعذر إخمادها.. إنها تحرق الرجل بالهموم، إنها تستهلكه. النار هي الحياة والذي يخبئ النار تكون لديه فعلا بذرة الحياة. ما الذي يمكن ان نقراه في لهب الشمعة ايضا؟ اللهب الذي يتصاعد نحو السماء والذي لا يمكن ادراكه كان احيانا رمز الروح.. وكان كذلك في الديانات القديمة جدا في امريكا اللاتينية حيث توجب على الكاثوليكية ان تتآلف مع الوثنية.. ففي كنائس قرية في غواتيمالا الكثير من الشموع المشعلة على اطباق تشغل الممر المركزي.. فكل واحدة منها سوف تكون روح ميت بواقع عائلة بكل طبق. ومنذ العصور القديمة قربت الشعلة من الروح ومن البقاء وذلك هو السبب الذي من اجله كان المسيحيون الاوائل يدفنون موتاهم مع مصابيح صغيرة من الطين المشوي. واليوم ايضا توقد الشموع على راس سرير الاموات... ومصابيح الموتى نوع من المصابيح المقامة في القرن الثاني عشر وهي تعيد التذكير بخلود الروح في القرون الوسطى. بالمقابل توقد الشموع أيضا بمناسبات أعياد الميلاد والحنة التي تسبق الزواج بليلة واحدة وعند الأضرحة المقدسة للأولياء والصالحين لطلب النذور. لماذا نوقد الشموع ؟ هل هي لتذكيرنا بان أعوامنا تحترق ببطء ولا يتبقى منها غير رائحة الشمع المذاب ورماد خيوطه؟ ولماذا نوقد الشموع في أعراسنا؟ هل هي للتذكيرلاقتران الرجل بالمرأة؟ ولماذا نوقد الشموع للموتى والغائبين؟ هل هي للتذكير بالروح الراحلة والتي نتمنى ان تبقى مرافقة وحارسة لنا؟ ولماذا نوقد الشموع في الاضرحة المقدسة؟ هل هي تطلع للوصول والذوبان في الروح الكلية؟ أسئلة كثيرة تطاردني وانا انتظر يد البائع الذي ارقبه من مكان عملي لتمتد لإنزال شمعة الى زبون سيعيش تجربة الاشتعال والتوهج وربما الطيران تحت لهبها الصاعد الى السماء والذي لا يمكن إدراكه. مما راق لي منقووول
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 (0 فاطمية و 2 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نور روح الله - الأمناء على تربية الأجيال | زهرة الياسمين | التربية والطفل | 2 | 13-04-2011 07:56 PM |