الاسرة والطفل المعوق

[مجلة الصديقة]

وردة 30الأسرة وأزمة ميلاد طفل مُعوَّق يُمثل ميلاد طفل معاق عقلياً في الأسرة بداية لسلسلة هموم نفسية لا تحتمل ، كما تُمثل تكليف بأعباء مادية شاقّة وهي قضية تخلق المخاوف والشكوك المتزايدة في نفوس الآباء ، وكذلك هي تُعَد بداية لصراعات داخل جو الأُسرة واختلاف في وجهات النظر والآراء وتبادل للإتهامات ولوم الذات .. ألخ ، بذلك يبدأ الهجران لمناهج الحياة ، وإعاقة الروح وتفريغ لكلّ معنى من معان الحياة وتبدأ سيطرة لنزعات التشاؤم والإنكسار النفسي ، وتحطيم الثقة بالذات وتعطيل للإرادة وخفق للآمال .
لا يُمثل ميلاد طفل معوق داخل الأسرة في حدَّ ذاته حادثة ضغط أو أزمة في المجال الأسري ، ولكن تَكمُن المُشكلة الرئيسية في اعتبار وجود مثل هذا الطفل أَزمَة للأسرة عن طريق التعرف على معنى ميلاد هذا الطفل لدى أفراد الأُسرة وإدراكهم لطبيعة الإعاقة به وتأثيرها على نسق الأُسرة ويُصاب الوالدان بصدمة أليمة عندما يبلغهما أنّ ابنهما مُتخلِّف عقلياً ، يشعران بالغم والهم والإحباط ، وتضطرب حياتهم الأسرية وتُطرُق أذهانهما العديد من الأسئلة التي قد لا يجدون لها إجابات مُقدَّمة بدون إرشاد (الأخصائيين ) ، ومع تقدُم العمر بالطفل ، وتراكم سلبياته ومشاكله ، وزيادة اليقين بعجزه وتأخره تبدأ مرحلة الخصام والشقاق بين شريكي رحلة الحياة ، ويهجران التسامح ويتبادلان إلقاء اللَّّوم كلّ على الآخر ويرى كلا منهما نفسه على أنّه مظلوم ، ويُعَد كلاً منهما نفسه خاسراً ويبق كلا منهما مُقتَنِعاً بأنّه غير مسؤول ، وكأنّهما يبحثان عن فاعل ليوجهان إليه الإتهام ويحملانه العبء ، ويُمثل تشخيص الطبيب وقراره بأنّ الطفل لديه عجز في النمو صدمة مؤلمة للوالدين ، بعدها يكونان بحاجة إلى دعم عاطفي للتخفيف من حدِّة القلق الناتج عن تلك الصدمة ، ولذلك لا بد ّمن الأرحام من ذوي الزوج ، ومن ذوي الزوجة الوقوف إلى جانب الأُسرة التي يُولَد لها طفل مُعاق ، وكذلك أخواتنا المؤمنات الوقوف إلى جانب الأُم التي يُولَد لها طفل بهذه المواصفات ومواساتها ، وتثقيفها على أن ّهذه المشيئة للّلّّه وعليها وعلى الوالد الصبر والتحمل والشكر فلّلّّه في خلقه شؤون .
أيمان الرماحي
جامعة الكوفة كلية التربية