نحو كربلاء الحسين ( عليه السلام )

[مجلة الصديقة]

بقلم : ماجدة هادي شنوننحــــــــــــو
كربلاء الحســـــــين (ع) تتجه أبصار العالم شاخصة في هذا الشهر العظيم نحو كربلاء الحسين (ع) لتقرأ المشهد ، وتُبصر بالعين الملكوتية عظمة ما ترى من حقائق لم تشهد لها البشرية والإنسانية مثيل على مرِّ القرون من وقوع الفاجعة من كلِّ عام ، نتفاجئ بزخم حُسَيني ومشهد أكبر نحو كربلاء فقط بل من مُختلف العالم قادمون لِيَستلهموا الدروس دروس الإباء والعزِّ والكرامة والفداء ، لتتشرف أقدامهم في المسير في طريق الأحرار ولِتَكتَحِل أبصارهم في المحطة الأخيرة تحت قُبّة أبي الأحرار الإمام الحسين (ع) ، الذي يُمثل مَشروعاً إنسانياً ورسالة مُحَمّديّة لإنقاذ الإنسان من الظُلم والإستبداد ، وليتعلَّموا من الإمام الحسين (ع) كيف يقولوا كلمة ( لا ) ويقفِوا بوجه العدوان والبغي والضلال ، ولِيُعاهدوا الإمام الحسين (ع) بالإلتزام بنهجه وفكره فيها الكمال الإنساني والوجداني ، وهم يرفعون شعار ( أبد والله ما نِنسَى حُسَيناه ) ، أنَّ هذه الحشود المليونية القادمة تَسير لِتُعزز مسيرة الإمامة وتُؤيد إمام العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الذي يتقدَّم هذه الحشود وهم يُرَددون (هيهات مِنَّا الذِلّة ) وسوف لن يتراجعوا عن موقفهم تجاه أعداء الدِّين والمذهب وكلّ من يترصد بالمؤمنين ، وكلّ مَن يَستَخِف بحقوقهم وشعائرهم ، ويستلهمون دروس الصبر والصمود والعزيمة والإصرار لِمُواصلة درب الإمام الحسين (ع) في إقصاء أعداء العراق المُتَمثِلُون بالبعث الصدامي الكافر المجرم ومن لف لفهم وساندهم في جرائمهم . هؤلاء هم عُشاق الإمام الحُسَين (ع) الذين يتحدون الموت والإرهاب مُضَحِين بالغالي والنفيس ، وعلى الرغم من التفجيرات يُلبّون نداء العقيدة ولسان حالهم ( لو قُطَّعوا أرجُلنا واليدين نأتيك زحفاً سيدي يا حُسَين ) في مسيرة ليس لها نظير ، سيدي أبا عبد الله هؤلاء الحُُسَينيون يُعاهدونك في الحفاظ على الوطن والدِّين والمذهب والشعائر في إختيارهم لمن يُمثلهم في إدارة البلاد لتحقيق الأمن والرفاه والإعمار والبناء والتنمية الشاملة ، وهاهي النساء تَقطَع مئات الكيلومترات مُواسِية الحوراء زينب (ع) في مَسِيرَها نحو قبر أخيها ، تلك المرأة المُعجِزَة المُحيرة للعقول المرأة المؤمنة القيادية التي أُُسِرَت وسُبيِت مع أهل بيتها من النساء والأطفال في الأوّل من صفر وتعرضت لأبشع أنواع الظُلم والعُدوان لكنّها كانت قويَّة في إرادتها وتحديها لكلّ الطغاة والظلمة بقولها كلمة الحق من دون ذل أو خوف أو خنوع ، بل قالتها بِقُوَّة أذهلت الأعداء وَوَجَهت العقول والقلوب نحوها حتى شَعَرَ الجميع بالندم لما إقترفوه بحقِّ هذه الأُسرة ، وتعزيزاً لهذا اليوم الذي إتخذناه (يوماًً إسلامياً لمُناهضة العُنُف ضد المرأة) بناءاً على مُبادرة (عزيز العراق ) حجَّة الإسلام والمُسلمين السيد عبد العزيز الحكيم (قدس) تلك المبادرة التي أطلقها في العام الماضي ، ولِنَنطَلِق من الظُلم والإضطهاد والعدوان الذي تعرَّضت له العقيلة زينب (ع) وأُسرتها لنَشر السلام والمَحَبة ، والمبادئ العظيمة الإنسانية التي جاء بها الدِّين الإسلامي العظيم ، لِنُدافع عن كلّ المظلومين والمُضطهدين في المجتمع سعياً ًللإسهام في إرجاع الحقوق وتوعيِّة الناس لإحقاق الحق ، ودحض الظُلم والباطل .
كما أنَّ المرأة اليوم تسعى لبناء بلدها وعراقها على أُُسس المحبة والإيمان بالشراكة الحقيقية بين كافة مكوناته ، وذلك من خلال اشتراكها بالإنتخابات القادمة بقوَّة وفاعلية وتعمل جاهدة لتعزيز الثقافة الإسلامية ، والقيم الأخلاقية وتعميقها والحفاظ عليها ، وستعمل المرأة على استنفار كافّة الطاقات المعنوية والتعبئة الجماهيرية لإنجاح مشروع الدولة سعياً لبناء حكومة وحدة وطنية ، وعراق مزدهر آمن .