شخصية الامام الحسن ع

[حبيبتي فاطمة]

شخصية الامام الحسن عليه السلام

نقل عن الامام الحسن بن علي (ع) انه اغتسل وخرج من داره في حله فاخره ,وبزه طاهره , ومحاسن سافره , وقسمات ظاهره ,ونفحات ناشره،ووجهه يشرق حسناً،وشكله قد كمل صورة ومعنى،والأقبال يلوح من أعطافه،ونضرةالنعم تعرف في اطرافه وقاضي القدر قد حكم ان السعاده من اوصافه ثم ركب بغله فارهةغير قطوف وسار مكتفا من حاشيته وغشايته بصفوف فلو شاهده عبد مناف لأرغم بمفاخرته معاطس أنوف وعده وآبائه وجده في اٍحراز خصل الفخار يوم التفاخر بألوف فعرض له في طريقه من محاويج اليهود هم, في هدم, قد أنهكته العله, وارتكبته الذله, واهلكته القله, وجلده يستر عظامه, وضعفه يقيد اقدامه, وضره قد ملك زمامه ,وسوء حاله قد حبباليه حمامه, وشمس الظهيرة تشوى شواه, وأخمصه تصافح ثرى ممشاه, وعذاب عرعريه قدعراه, وطول طواه وقد أضعف بطنه وطواه, وهوحامل جره مملوءا ماءا على مطاه, وحاله يعطف عليه القلوب القاسيه عند مرآه, فاستوقف الحسن عليه السلام وقال ياابن رسول الله انصفني فقال عليه السلام في اي شيىء فقال جدك يقول الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وأنت مؤمن وأنا كافر فما أرى الدنيا اٍلا جنه لك تتنعم بها وتستلذ فيها وما أراها اٍلاسجنا لي قد أهلكني ضرها, وأتلفني فقرها ,فلما سمع الحسن عليه السلام كلامه أشرق عليه نور التأيد, واستخرج الجواب بفهمه, من خزانه علمه, وأوضح لليهودي خطء ظنه وخطل زعمه وقال ياشيخ لو نظرت اٍلى ماأعده الله لي وللمؤمنين في الدارالآخرة مما لاعين رأت ولاأذن سمعت لعلمت اٍني قبل انتقالي اٍليه في هذه الدنيا في سجن ضنك ولو نظرت اٍلى ما أعد الله لك ولكل كافر في الدار الآخره من سعير نارالجحيم ونكال عذاب المقيم لرأيت انك قبل مصيرك اٍليه ...الآن في جنه واسعه ونعمه جامعه فانظر الى هذا الجواب الصادع بالصواب كيف قد تفجرت بمستعذبه عيون علمه وأينعت بمستغربه فنون فهمه فيها له جوابا ما أمتنه وصوابا ما أبينه وخطابا ما أحسنه صدر عن علم مقتبس من مشكاة نور النبوة وتأييدموروث من أثار معالم الرساله هذا آخر كلام ابن طلحة
منقول من كتاب كشف الغمه للشيخ الأربلي الجزء الثاني صفحه(167)