السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-07-2011, 02:13 PM   #1
زهرة الياسمين
●• فاطمية متميزة •●
 
الصورة الرمزية زهرة الياسمين
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
زهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond reputeزهرة الياسمين has a reputation beyond repute
افتراضي البنت المدللة.. هل تصلح للزواج؟

مقال عبارة عن دراسة متكاملة ميدانية صحيح طويله و لكن شامله و مفيده وخاصة أخذة برأي كلا الطرفين و الأخصائيين
من موقع لحواء عالم المرأة العربية


أترككم مع المقال



البنت المدللة.. هل تصلح للزواج؟



* تحقيق: ريما كيروز

"مبروك رُزقت بنتاً" عبارة تستدعي عاطفة الأهل فوراً، فالبنت بحسب رأيهم ضعيفة ورقيقة وحسّاسة، وتحتاج إلى رعاية وإهتمام وخوف وقلق. والأهم، هي في حاجة إلى إغداق وفير من الدلال والغنج، وكيف لا يكون لها ذلك وهي ابنتهم؟ ومعاملتها مثل أميرة قليل عليها.
الدلال مطلوب للفتاة لكي تبقى أنثى. رأي لا يختلف عليه الكثيرون، لا بل يذهب بعضهم ليكرم ابنته إلى حد جعل طلباتها أوامر لا تُرفَض ولا تؤجّل، وكلّ ذلك من أجل أنوثتها.
لكن، ألا ينعكس واقع التربية التي تغالي في تدليل الفتاة، سلباً عليها؟ وهل يعي الأهل للحظة، أن دلال ابنتهم الذي أفرطوا فيه، قد يفسدها؟ أو قد يدفع المجتمع إلى الحكم عليها بأنّها مدللة ولا تصلح للزواج؟ واقع الفتاة بين الدلال وتهمة إنعكاساته السلبية عليها، هو ما نتناوله في هذا التحقيق الذي يستعرض المواقف المتنوعة حول هذا الموضوع.


- عانس مدللة:

"للأسف، إن إتهامي بأنني فتاة مدللة، جعلني عانساً مدللة". شكوى مها محمد، تبدو صادرة عن القلب، وكأنّها أرادت من خلالها أن تقول: "أنا مظلومة من الدلال أوّلاً ومن الناس ثانياً، لأنّهم فكّروا وحللوا وأطلقوا الأحكام جزافاً في حقي". تزم مها شفتيها بعصبية، تعيد خصلة شعرها إلى الوراء وقد غطت جبينها العريض، فتنفرج خطوط العمر بوقاحة لتفضح عمرها الأربعيني، تكاد ترتبك أمام نظراتنا، ولكنها تعود لتكمل حديثها قائلة: "لا أنكر أنني أعيش مثل الأميرات في بيت أهلي، ولكني أخشى أن كلّ من تعرّف إليَّ، خاف من أن يكون مستقبله معي مهدداً أو معقداً". "هم يخافون أن أكون عديمة المسؤولية وسخيفة وسطحية، وأن تكون طلباتي منزلة ويجب تنفيذها مهما يكن الثمن"، تكمل بإسهاب، وتضيف مبررة: "أنا لست كذلك، الدلال لم يفسدني. وأقسم بأنني قادرة على أن أتزوج وأكون مسؤولة أمام زوجي وأولادي وبيتي" ولكنها تعود لتردد بيأس: "هذا ظلم كبير، فقد أكون حريصة على تقديم تنازلات كبيرة جدّاً أكثر من أيّة فتاة أخرى، من أجل رجل رائع وأسرة مثالية".



- أميرة:

يبدو أن هشام معوض (مهندس كهربائي) لم يعجبه ما قالته مها، فهو وقف إلى جانبنا، يستمع إلى حديثها، وينتظر دوره ليعلق على الموضوع، منتظراً مغادرة من أسمت نفسها الـ"عانس المدللة". وإذ يسارع هشام ليعلق ساخراً، يقول: "إنّ تجربتي مع فتاة مدللة، تثبت عكس ما سمعته للتو. ذلك أنني أستطيع بضمير حي أن أؤكد، أنّ الدلال الزائد للفتاة يفسدها تماماً، لا بل يجعل منها فرداً غير منتج أو فعّال في المجتمع، لأنّ همها الوحيد يرتكز على توفير ما يرضيها بأي شكل من الأشكال". نظرة هشام إلينا كانت كافية لقراءة علامة الدهشة التي ارتسمت على وجوهنا، فابتسم وهو يوضح: "لقد خطبت فتاة أفسدها الدلال، لفترة تجاوزت 5 أشهر. وقد دفعني حبي الشديد لها إلى مساعدتها على النزول من عليائها إلى الأرض، ولكني فشلت". يضيف: "في الواقع، كانت تحسب نفسها أميرة الأميرات، وأنّ الأرض تدور حولها وحدها". ويتردد هشام وهو ينهي حديثه قائلاً: "لم أجرؤ على الإرتباط بشريكة فاشلة، لا تحسن القيام بأي عمل في البيت وخارجه، وخفت من حقيقتها التي كانت تنبئني في كل لحظة بأنّها قد تتخلى عني أو عن أولادي، من أجل مصلحتها وراحتها".


- مواجهة وتماشِ:

قد تكون لهشام تجربة في هذا الإطار، ولكن ماذا يقول من لم يمرّ بتجربة مثله؟ هل يوافقه الرأي أم يختلف معه؟
تتوقع كريمة الزياتي (موظفة) "أنّ الفتاة المدللة لا تصلح للزواج، خصوصاً إذا أحبت رجلاً لا يستطيع أن يدللها مثلما يفعل أهلها". "فالطبع يغلب التطبّع"، تعلق كريمة متابعة، وتضيف: "سوف يؤلمها الأمر كثيراً. وهي لو صبرت على معاناتها في الفترة الأولى لزواجها، لابدّ وأن تنفجر في النهاية وتفضح نفسها".
من ناحية ثانية، ترفض كريمة أن تلقي باللوم على الأهل بسبب تدليلهم ابنتهم، وتقول: "من حقي كفتاة أن أحظى بدلال أهلي، ومن حقي أن أعيش أميرة في بيتهم، أمّا قرار الزواج بشخص غير قادر على معاملتي مثلهم، فيعود إليَّ وحدي. فأنا أرفض أن أحب شخصاً غير مناسب لي". وفي محاولة منها للدفاع عن الفتيات المدللات، تقول بخجل وبصوت متقطّع: "أنا مدللة عند أهلي، لكن ذلك لم يحُل دون تربيتهم لي على التمييز بين الخطأ والصواب، وبين الخير والشر". تضيف: "أعرف أن بعض الظروف قد تحكم على الفتاة بالتصرف عكس ما تؤمن به، لكني متسلحة والحمدلله بشخصية قوية، ومعتادة على مواجهة الظروف والتماشي معها بمسؤولية".


- خامة:

باختصار شديد تدلي نانيس عبدالرزاق (مدرسة حضانة، متزوجة منذ 10 أعوام ولديها ولدان) برأيها جازمة، وتقول: "من المؤكد أنّ المدللة غير صالحة للزواج، لأنّها لا تستطيع تحمل المسؤولية، في حين أنّ الزواج هو مسؤولية كبيرة وكبيرة جدّاً". تضيف: "إنّ البنت غير المدللة، تجد صعوبة في تحمّل مسؤوليات الزواج وما يترتب عليه، فكيف بالتالي بفتاة مدللة؟" وإستناداً إلى رأيها هذا، تلفت نانيس إلى أنها، وعلى الرغم من وجود خادمة في بيتها، جعلت ابنتها "تتحمّل مسؤولية ترتيب ألعابها في غرفتها، لكي تعتاد على الأمر، فتكبر وفي نفسها حب للترتيب والتنظيم". تتابع: "قد يكون هذا تفصيلاً صغيراً ويعتبره البعض سطحياً وغير أساسي، لكني أرد على هذا البعض بالقول: "إنّ الطفل خامة، ونحن الذين نشكل شخصيته منذ ولادته من خلال التربية، لذا علينا الحرص على مسألة التشكيل، لنبني أسرة صالحة".


- إفساد:

في رأي متمايز، تصرّح نجاة السراج (ربة منزل متزوجة منذ 50 عاماً ولديها 4 أولاد) قائلة: "أنا لا أرى مانعاً أن تكون الفتاة المدللة صالحة للزواج. فإذا كانت هذه الفتاة تدللت في بيت أهلها، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنّ الدلال أفسدها". تفكر نجاة ملياً قبل أن تعود لتبوح بما تفكر فيه بصوت عال. تضيف: "يجب أن نميّز بين الدلال والتسيّب. وأنا لا أعتقد أنّ الأهل الذين يحبون أولادهم، ويتمنون أن يحالفهم النجاح والتوفيق في حياتهم، يقبلون بإفسادهم أو بتنشئتهم بشكل غير مشرّف". تتابع: "المدللة في رأيي، هي فتاة "شبعانة"، سبق وحصلت على ما رغبت فيه في بيت أهلها، وهي اليوم إذ ترتبط بحبيب قلبها، ستكون قادرة على إسعاده ولعب دورها كزوجة مثالية على أكمل وجه". تبتسم نجاة إبتسامة عريضة وهي تعلّق: "لقد تزوج أبنائي بفتيات مدللات وهم سعداء جدّاً معهنّ، كما أنني سعيدة بهم جميعاً".


- تأقلم:

على صعيد متصل، ترى كريمة علي (موظفة) أن "على الفتاة أن تميّز بين الدلال الذي عاشته في بيت أهلها، والدلال الذي سوف تعيشه في بيت زوجها. وحين تستوعب الفرق بين الاثنين، يكون في وسعها تقييم الحياة التي هي مقبلة عليها". المعادلة التي تطرحها كريمة، لا تعني بها أنّ الزواج لن يدللها كما دللها والداها، أو هو لن يهتم بها أو ينفّذ كل طلباتها. وهي توضح موقفها قائلة: "في أحيان كثيرة يتجاوز الرجل أهل زوجته في موضوع تدليل ابنتهم، ليشعرها بحبه لها، إلا أنّه بفعل ذلك لشهر أو اثنين أو ثلاثة أو حتى أربعة، وبعدها يتراجع لأنّه، بحسب رأيه، يكون قد أثبت مكانتها في قلبه، ويتوقع منها التأقلم مع حياتها الأسرية الجديدة". وعلى الرغم من افتقاد كريمة خبرة الزواج، إلا أنّها تتوجه إلى المرأة لتقول: "هذه هي حال الزواج، على المرأة تستعد له خير إستعداد، وترى الأمور على حقيقتها. وقد يكون الأهل مسؤولين عن تحضيرها للدخول في هذه الشركة، بإقناعها بحب العطاء والإهتمام بالزوج أوّلاً وبالأولاد لاحقاً، ليبادلها الجميع هذه المشاعر، بدل الإنفراد بالمطالبة بالرعاية لنفسها فقط".


- ضرورة:

من جانبها، توضح إيمان الشريف (متزوجة منذ 25 عاماً ولديها 3 أولاد) أن لا مانع عندها من تزويج ابنها بفتاة مدللة "إذا رأى فيها المرأة المثالية التي تحافظ على بيته وتسعده". نسألها: إذن، أنت تضعين الشروط على المدللة؟ فتجيب: "على العكس، لقد قلت إنّه لا مانع عندي في ذلك، لأني أميّز بين المدللة الصالحة، وتلك التي أفسدها الدلال إلى أن أصبحت عديمة المسؤولية، وأنانية، ولا تكترث إلا لسعادتها الشخصية". وتستعيد إيمان رؤيتها للفتاة المدللة لتدافع عنها بقولها: "حين ترتبط المدللة برجل تحبه، تستمد دلالها من حبه، فتسعد وتسعده. وتكون الحياة حلوة معها، لأنّها تملك الكثيرمما اختزنته في بيت أهلها، لتعطيه أسرتها الجديدة". في المقابل، تتوجه إيمان إلى الأهل مخاطبة إياهم بالقول: "من حق أولادنا علينا أن نربيهم على المبادئ والقيم. فالدلال هو أمر ضروري، لكنه لا يلغي الحب والعطاء والتضحية، فإذا كان من دون هذه القيم، يتحوّل إلى دلع يفسد الفتاة، ويحجز لها مقعد الفشل في كل محطات حياتها".

- رأس السلطة:

بعد منطق النساء في موضوع المدللة، ومدى صلاحيتها للزواج، يأتي دور الرجل، فهو من سيتزوج وهو من سيربط حياته بشريكة مدى الحياة.
"هل تصلح المدللة للزواج؟" سؤال لم يعجب كثيراً أمجد الطويل (محامٍ) ففكر فيه جيِّداً قبل أن يختار كلماته بعناية ويجيب: "قد تكون الفتيات جميعهنّ صالحات للزواج، إلا أنّ الدلال يفسد البعض منهنّ، ويحرضهنّ على إفتعال المشكلات أينما ذهبن من غير أن يدرين".
ألهذه الدرجة تخيف المدللة الرجل؟ تساؤل يقرأه ابن القانون المحنك بسهولة فيقول: "بالتأكيد إن هناك مدللات صالحات للزواج، ولكني أخشى التي أفسدها الدلال، لكونها نشأت على أن تكون الآمرة الناهية، ومحاطة بمن يهتم بها دائماً، في حين أنني قادم من المجتمع الذكوري، ومثل غيري من الرجال، أريد أن أكون رأس السلطة، وأحتاج إلى مَن يهتم بي لا العكس". إضافة إلى ما ذكره، يجد أمجد أسباباً أخرى تضع الحواجز بينه وبين الفتاة المدللة. يضيف: "أخاف أن أتزوج بمدللة غير مؤهّلة للزواج، ولا تقنع بما أوفره لها، أو أن يتمحور همها الأوّل والأخير حول الخروج والتسوق والمظاهر الكاذبة، ما ينعكس سلباً على إهتمامها بأولادها وزوجها وبيتها. أعتقد أن ذلك سوف يكون كارثياً عليّ".


- المثقفة:

أيمن حسن (إداري) أيضاً يعترف بأنّه يخاف الزواج بفتاة مدللة. ويؤكد أيمن أنّه لا يمزح في هذا الموضوع، ويعلق قائلاً: "لو حصل وتزوجت بمدللة فلن أسلمها المال، ولن أثق بقدرتها على تحمل مسؤوليات زوجة ومنزل، وربّما لن أرتاح أو يهنأ لي بال إلا بمراقبتها بشدة". لماذا الأفكار هذه؟ سؤال نطرحه على أيمن فيجيب: "هذا الإرتباك سوف يميّز المرحلة الأولى من الزواج، وزوجتي المدللة ستكون في المرحلة الثانية، قادرة على التغيّر والتعايش مع نمط حياتها الجديد". يضيف: "أنا لا أقول إن دلال الفتاة يفسدها"، ويعود ليبرر موقفه قائلاً: "هي دائماً قادرة على وضع حياتها على السكة الصحيحة. لكني إذا خيّرت بين المدللة وغير المدللة، أختار الفتاة المثقفة التي تتمتع بصفات أحبها، لتكون زوجتي وأُم أولادي".


- معاناة للرجل:

"لا، هي لا تصلح في ظنّي للزواج، وأنا أخشى كثيراً الزواج بمدللة". بهذا التعبير، يجيب حسام سيد (موظف مبيعات) عن السؤال، موضحاً أنّ لخشيته من المدللة "أسباباً عديدة، منها إنّ المدللة هي في العادة فتاة غير مسؤولة، كما تكون متطلباتها كثيرة وأحياناً تعجيزية. لذا، أحاول أن أبتعد عن وجع الرأس بقدر الإمكان".
في المقابل، يعترف حسام بما يصفه بأنّه "أمر ملح"، قائلاً: "إنّ دلال المرأة أمر مطلوب عند الرجل، لكي يشعر بأنوثتها ولكي تكون جاهزة لمعاملته معاملة جميلة وحنون. إنّما دلال المرأة يجب أن يبقى ضمن المعقول، فلا يتحوّل إلى معاناة للرجل، أو إلى درجة تفسد الزوجة، وتقودها إلى الفشل في لعب دور الأُم والمربية الصالحة".


- عبء:

متضامناً مع آراء الآخرين، يعلن صبحي عبدالله (مبرمج كمبيوتر متزوج منذ 7 أعوام ولديه 3 أولاد) أنّه "متزوج بإمرأة غير مدللة"، لافتاً إلى أنّ "هذا يعني أنني لا أعرف الكثير عن المدللات، ولكنني أتوقع أن تفتقر المدللة إلى معطيات كثيرة، لتصبح زوجة مسؤولة". ويقول: "حين يقرر أحد أولادي في المستقبل الزواج بفتاة مدللة، سوف أخبره عن صفاتها وعنادها لنيل ما اعتادت الحصول عليه في بيت أهلها. وإذا كان مستعداً لأن يعاملها مثل أميرة تأمره فيطيع، فله القرار". من جهة ثانية، يعترف صبحي بأنّه من النوع الذي يدلل ابنته كثيراً، "ولكن ضمن حدود لا تهدد بإفسادها". يتابع: "وصيتي للأهل أن يحرصوا على عدم تجاوز الخطوط الحمر في هذا الأمر، حتى لا ينقلب السحر على الساحر، ويتحول دلال ابنتهم إلى عبء عليها وعليهم".


- تفانٍ:

"الَمّيه تكذّب الغطاس"، مثل شعبي يتسلّح به هاني غالي (مصمم غرافيك، متزوج منذ 10 أعوام ولديه ولدان) وهو يصرّح قائلاً: "أنا متزوج بمدللة، وزواجي ناجح وعلى أحسن ما يرام. ومن يقول إنّ المدللة فاشلة، هو مخطئ". يضيف هاني مزهواً: "لقد درست مع زوجتي في الكلية نفسها، وفهمنا بعضنا جيِّداً، وعرفت عن أخلاقها الكثير قبل الإرتباط بها. لم ألحظ يوماً أنّ الدلال الذي كانت تنعم به في بيت أهلها، جعلها تنحرف في سلوكها، أو تتمسك بأنانيتها، بالعكس لقد أثبتت لي يوماً بعد يوم، تفانيها في القيام بواجباتها معي ومع ولديّ". يسكت هاني لحظة ويعود ليعلق قائلاً: "في ظل التفاهم بين الزوجين، يصبح هناك نوع من التوازن في تنفيذ طلبات الزوجة من جهة، وطلبات الزوج من جهة ثانية. وهذه هي الشراكة الحقيقية في الزواج المعمّر".


- مضار الدلال:

في بداية تعليقه على الموضوع، يوضح الدكتور خليفة السويدي، أستاذ في التربية "أنّ الدلال المفرط للفتاة، يجعل شخصيتها غير مستقرة، وبالتالي غير صالحة للزواج".
ويتابع شرحه قائلاً: "إنّ هناك دلالاً إيجابياً وآخر سلبياً. وفي رأيي، أنّ الدلال الإيجابي مطلوب للبنت، فهي مخلوق رقيق جدّاً، وينبغي أن يُربّى بمنهج يتناسب مع رقته، شرط ألا يقتضي هذا الدلال، أن نهمل الجوانب الأخرى في شخصيتها. إذن، فالمطلوب هو أن تُربى نفسياً على الدلال، وعقلياً على الحكمة وإستخدام المنطق، وجسدياً على تحمل تحديات الحياة". يضيف: "إذا كانت هذه الأمور تلقن للفتاة إلى جانب الدلال، فبالتأكيد سيصب ذلك في مصلحتها، ويجعلها قادرة على التعايش الناجح مع زوجها، لكونها ببساطة، تتمتع بشخصية مستقرة". هذا في إطار الدلال الإيجابي، أمّا في سياق إشارته إلى الدلال السلبي، فيشرح الدكتور السويدي الأمر قائلاً: "إذا ربينا الفتاة على الدلال ولم نقم بتربية الجوانب الأخرى في شخصيتها، فإنّ هذا الدلال السلبي يوجد فيها على الأرجح، شخصية حسّاسة لا تستطيع التكيّف مع متطلبات الحياة، لأنّها اعتادت أن تتكيّف متطلبات الحياة معها".
وبالإرتكاز على تعليقه على وجهي الدلال، يكمل د. السويدي مداخلته، ويضيف: "تكمن المسألة كلها في تفسير بسيط، وهو أننا إذا ركزنا في تربيتنا على جانب واحد من شخصية الإنسان، نقوده في النهاية إلى الفشل". ويتوجه إلى الأهل ناصحاً: "تقول الحكمة العربية القديمة: "لاعبه سبعاً"، وذلك في إشارة إلى حق الطفل في مرحلة اللعب إلى عمر السبعة أعوام، وهي مرحلة يمكن للأهل قضاءها بسعادة مع أولادهم، من دون أن ينسوا تعليمهم أموراً كثيرة من خلال اللعب". ويشير إلى أن "تكملة الحكمة تقول: "وأدّبه سبعاً"، أي أنّ الولد من عمر السابعة إلى الرابعة عشرة من عمره، يجب أن يُلقَن القواعد والآداب الأخلاقية بأسلوب مباشر، وبلغة تعتمد افعل ولا تفعل ويجوز ولا يجوز، لأن مستواه العقلي يسمح له بفهم هذه الأمور". يتابع د. السويدي في تفسير الحكمة العربية فيقول: "ثمّ صاحبه سبعاً"، وهي تكملة للحكمة وتعني أنّ الولد بين الرابعة عشرة والواحدة والعشرين، يصبح قادراً على أن يكون صاحباً لوالديه، ومُهيأ للتعلم بالصحبة". ويقول: "إنطلاقاً من هذه الحقيقة، أرى أن من واجب الأُم أن تصطحب ابنتها في اللقاءات الإجتماعية، وأن تجذبها إلى المطبخ، وإلى كل شيء مفيد تقوم به، وتكون قدوة لها، لتتعلم الأخيرة منها، أصول النجاح في حياتها الأسرية والإجتماعية". يختم قائلاً "يكون الإنسان في عمر 21 عاماً قد أعدّ للنجاح وليس للفشل، إذا اتّبع الأهل في تربيته، تطبيق الحِكم الثلاث المذكورة. وأذكر في هذا الإطار أنّ الفتاة المدللة، في إمكانها في أي لحظة، أن تعيد ترتيب حياتها من جديد. وهذا يحصل في العادة في عمر الـ21، حين تختار نمط الشخصية التي تريد أن تعيشها بقية حياتها".


- عبء على الرجل:

من جهته، يتناول الدكتور ممدوح مختار (خبير وإستشاري الصحة النفسية) الموضوع من الجانب النفسي، مستهلاً حديثه بالإشارة إلى أن "علم النفس لا يرفض أو يقبل المرأة المدللة، في المطلق، إنّما هناك نسبة وتناسب في هذا الأمر". علماً بأن "نسبة الدلال المقبولة لدى معظم الرجال"، في رأي الدكتور مختار "تتراوح بين 30 و40% فقط، وذلك لأنّ الرجل يقبل الجزء الذي يشعره برجولته كرجل وبأنوثتها كإمرأة وزوجة له". ويقول: "إذا زادت نسبة الدلال عند المرأة، فلن يكون لديها وقت للقيام بواجباتها الأساسية مع زوجها، وتصبح هذه الزيادة عبئاً عليه". يضيف: "إذا تكلمنا في نطاق آخر، وبالتحديد في علاقة الرجل بعشيقته أو صديقته، نراه يوافق على أن يصل دلالها إلى نسبة 80%، ما يؤشر إلى أنّ الزوج لا يتوقع علاقة متبادلة مع العشيقة، على غرار ما يتوقع من زوجته". ورداً على سؤالنا حول ما إذا كان الدلال يفسد الفتاة؟ "عندما يكون دلال الفتاة من دون واقع عقلاني، نعم يفسدها. أمّا إذا تم وضع إطار عقلاني للفتاة مع منطلقات دلالها، فلا خوف عليها، حيث إنّ دلال البنت الزائد، لا يعني بالضرورة أنها غير مسؤولة، كما يجب أن ننتبه إلى أن من تغالي في دلالها على الرجل، تفعل ذلك ربّما لتلفت إنتباهه إلى أنّها أنثى وتحتاج إلى إهتمامه ورعايته".
وينتقل د. مختار ليجري مقارنة بين ما كانت تعيشه وتراه الفتاة في بيت أهلها، وما تراه في بيت زوجها، فيقول: "تشير الدراسات إلى أنّ الدلال الذي تنعم به الفتاة في بيت أهلها، لا يستتبعه دلال أقل في بيت الزوج. لا بل على العكس، نكتشف كأصحاب تخصص، أن دلال الزوج يفوق ويتجاوز نسبة دلال الأهل في بعض المرات. لذا، على المجتمع ألا يحكم عشوائياً في هذه المسألة، وخصوصاً عند سماع مجاهرة تكرّر في مناسبة وفي غير مناسبة، أنّها كانت مدللة عند أهلها، وهي لا تحصل على الدلال الكافي من زوجها". وعلى الصعيد نفسه، يلفت الدكتور مختار إلى أن "هناك إنعكاساً نفسياً خطيراً على الفتاة، إذا كانت حقا مدللة جدّاً في بيت أهلها، ووجدت نفسها محرومة من الدلال نفسه في بيت زوجها. بحيث سيكون الأمر مع الوقت، مقدمة للإنحراف على مستوى السلوك والأخلاق، إذ إنّ الدلال في هذه الجزئية، هو مثل ضغط نفسي لابدّ أن ينفجر في وقت من الأوقات". ويتوجه إلى الزوج فيحثه على "إخراج هذا الضغط من نفس الزوجة بدلاً من أن يتركها تنفجر وتنحرف في السلوك، وذلك من خلال ترويضها تارةً والقبول بتدليلها تارةً أخرى، كما عليه الإجتهاد في التخفيف من دلالها إلى ما نسبته 40%، ليحوله إلى دلال إيجابي يسعد كليهما". "إنّ علم النفس كالإسلام، ينزل إلى السلوك البشري بمنطق الوسطية"، يكمل د. مختار كلامه، ويقول: "إذا منعنا الدلال عن الفتاة، نكون كمن يربي رجلاً بدلاً من أنثى. وإذا غالينا في دلالها، أسهمنا في إفسادها".





منقووووول
زهرة الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الزوج اللا مسؤول والزوجة المدللة ام شبر السعادة الزوجية - عالم الحياة الزوجية - الأسرة و العلاقات الاجتماعية 4 29-09-2010 01:38 PM
الكلاب المدللة تفتك بالأطفال في بريطانيا رحيق مختوم الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع 0 25-08-2010 03:17 PM
ماذا سيحدث لك ان كنت لآ تصلي nono moon اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 7 23-01-2010 08:20 PM


الساعة الآن 10:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir