كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء ![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
♣ مشرفة سابقة ♣ محرومة من تربة المظلوم
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: في قلب فاطمة الزهراء عليها السلام
العمر: 29
المشاركات: 634
معدل تقييم المستوى: 676 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() ![]() حِكَايَةٌ مِن دَمعٍ و دَم ! حُزْنٌ لا يُقْبَرُ , وجرحٌ لا يَندَمِل , وجَعٌ مُلتَهِبٌ يَمْتَدُّ مِن عُمقِ الطفِّ ويسكُنُ مشَاعِرَنَا الّتِي تتضخَّمُ حُزنَاً , حِكَايَةٌ خُطَّت بِدِمَاءِ العظَمَة , ورُسِمَت بِدُمُوع الخُلُود , ونُعِيَت بِصَوتِ الحقّ , لِتسْتَقِرًّ فِي قُلُوبِنَا , وتُوشَمَ فِي ذَاكِرَتِنَا ... حِكَايَةٌ مِن دَمْعٍ و دَم .. ! حِكَايَةُ طِفْلَة الحُسَين الَّتِي بَقِيَت تُعانِقُ المَدَىَ البَعِيد بِنَاظِرَيْهَا تنتَظِرُ عَوْدَة قَمَرِهَا الّذِي ذَابَ فِي سَمَاء العَظَمَة وشَعَّ نُورُهُ لأهلِ السَمَاوَاتِ بَعْدَ أن استَبَاحَ دمُهُ أهْلُ الأرض! عَلَىَ بَابِ الخَيْمَةِ جَلَسَت تَنْظُرُ لِلسَمَاءِ المُتشِّحَةِ بِلَوْنِ الدَم , تُرَاقِبُ الحُمْرَةَ وهِيَ تَتَفَاقَمُ فِي سمَاءِ يَومِ العَاشِر , يتضَخَّمُ الحُزْنُ فِي قَلْبِهَا الّذِي حمَلَ نبُوءَةَ الحُسَين , تَنْحَدِرُ الدُمُوعُ عَلَى خَدَّيْهَا , وتَنْكَسِرُ فِي قَلْبِهَا أمْنِيَّةُ اللِّقَاءِ ! رُقيَّة , الَّتِي أبَىَ القَدَر إلاَّ أن تُشَارِكَ النِّسَاء مَرَارَة السَّبْيِ , وتُشَارِكَ الرِّجَال حَلاوَةَ الشَهَادَة , وتُشَارِكَ اليَتَامَىَ ألَمَ اليُتم , إنَّ أصْدَاءَ الصَرَخَات الَّتِي أطْلَقَتْهَا رُقيَّة فِي خَرِبَةِ الشَام بَقِيت تَدْوِي فِي أسمَاعِ الدهر وستَبْقَىَ كذَلِكَ إلى يَومِ يُرجَعُون ! هِيَ ابْنَةُ أبِيهَا الَّتِي مَا شَهِدَ التَارِيخُ مَثِيلاً لِعِشْقِها لأبِيهَا , إلاَّ عِشْقُ فَاطِمَة (ع) لَسيِّدِ الخَلْقِ مُحمّد (ص) ,كَأنَّ التَارِيخَ يُعِيدُ نَفْسَهُ , وكأنَّ القُلُوبَ الأبِيَّة تَشْتَرِكُ فِي لَوْنِ الوجَعِ , رُقيَّة قَد عَافَتِ الحيَاةَ بَعْدَ أفُولِ النَّجْمِ , وجدّتُهَا (ع) قَالت بَعْدَ رَحيلِ سيّدِ الخَلْقِ مُحمَّد (ص) على الدُنيَا مِن بَعْدِكَ العفَا , وكِلتَيْهما لَم يدُم بَقَاؤُهُمَا طَوِيلاً بَعْدَ فُقْدَانِ الأحبَّة .. ! و مِن بَعْدِ قَطْعِ شَجَرَةِ الأرَاك الَّتِي كَانَت تَسْتَظِلُ بِهَا فَاطِمَة فِي لَحَظَاتِ أنِينِهَا على أبِيهَا , هَا هِيَ السِيَاطُ تتلَوَّى على جسَدِ رُقيَّة لمَّا اسْتَظَلَت بِنَخْلَةٍ لتَغفُو هُنَيْهَة بَعْدَ أن أرهَقَهَا النَحِيبُ والمَسِير .. , وكَأنَّها كُلُّهَا تُؤدِّي إلَىَ ذَلِكَ الصَوْت الَّذِي أطْلَقَهُ جَوَادُ الحُسَين وهُوَ يقُول [الظَلِيمَةُ الظَلِيمَة مِن أمَّةٍ قَتَلَتِ ابنَ بِنتِ نبِيِّهَا !] أضْنَىَ يعقُوب شَوْقَهُ إلَىَ يُوسُف , فبَكَاهُ حتَّى ابيَّضَت عَيْنَاهُ مِنَ الحُزْنِ وهُوَ كَظِيم , وأضْنَىَ رُقيَّة شَوقُهَا إلَىَ الحُسَين , فبَكَتْهُ حتَّى رَحَلَت إلَىَ الفِرْدَوسِ الأعْلَىَ , بِشَفَتَيْنِ ذَابِلَتَين , وقدَمَيْنِ مُتوَرِّمَتينِ , وجسَدٍ نَحِيلٍ يَتلظَّىَ شَوْقَاً لِعِنَاقِ أبِي الأحْرَار ! فما أعْظَمَ طِفْلَةَ الحُسَيْن , الّتِي وجَبَ علينَا أن نَقِفَ على أعتَابِ سنِينِهَا الأربَعِ , ونتأمَّل طَوِّيلاً فِي سنَتَهَا الأخِيرَة المُثخَنَةَ بِالجِرَاحات , نتأمَّلُ حِكَايَةَ الصَبْرِ , ودَمْعَةَ اليُتم الّتِي اهتَزَّت لهَا أظِلَّةُ العَرش .. ! آن لنَا أن نُقبِّلَ جَبِينَ الحَقِيقَة الَّتِي كُتِبَت بِدَمَاءِ الطفّ , أنّ لأبِي الأحرَار طِفْلَةٌ حمَلَت نبُوءَة الحُسين (ع) , وصَبْر زَيْنَب (ع) , وجِرَاحَات فَاطِمَة (ع) , وحُزنَ النبيِّ يعقُوب (ع) بَل وأعظَمُ ! [حُلمٌ مُقدَّس] حُلْمٌ يَلتَصِقُ بِجُفُونِهَا , ويُدَاعِبُ قَلْبَهَا الأبيَض , إنَّهُ الحُلمُ المَلائِكِيِّ الَّذِي عَكَسَ لَنَا عِشْقَهَا اللاَّمُتنَاهِي لِلحُسيَنِ (ع) , فبَعْدَ غِيَابِهِ الطَّوِيلُ , ها هُوَ ذَا بِرِدَائِهِ الأبيَض , يقتَرِبُ مِنْهَا , ويُقدِمُ على مُعانَقَتِهَا , يَمُّدُ يَدَيْهِ لِيَحْتَضِنَ جسَدَهَا المُدمَىَ بِالجِرَاح , المُحمَّرِ المَقْرَحِ , ولكِنَّ .....أفَاقَت مِن حُلْمِهَا على وَاقِعٍ مَرِير , فِي خَرِبَةٍ بَالِيَة , بِلا اليَدِ الحَانِيَة , بِلا النَظْرَةِ العَطُوفَة , بِلا السجَّادَةِ والجَبِين! أخَذَهَا الجَزَعُ , صَرَخَت بِلا توقُّف , يَقتُلُهَا الحَنِين إلَىَ وَالِدِهَا الّذِي أيتَمَهَا لِيَلْقَىَ ربَّه فُوجِئَت بِآنِيَّةٍ مُغطَّاةٍ بِمِنْدِيلٍ تُوضَعُ بِيَدِ أحَدِ الجُنْدِ بَيْنَ يَدَيْهَا , ارْتَجَفَت , ذُهِلَت .. , مَدَّت الطُهْرُ زَيْنَب (ع) ورَفَعَت المِنْدِيل ....... ! إنَّهُ صَوْتُ الأصْدَاءِ الحَزِينَة , إنَّهَا الدَّهْشَةُ والذُهُول .. إنَّهُ الإنْكِسَارُ حينَ يَرْتَسِمُ عَلَىَ الشِفَاهِ الذَابِلات , ويَنتَقِلُ إلْينَا عَبْرَ الأزْمِنَةِ الغابِرَة ليُحرِّكَ فِينَا ذَلِكَ الإحسَاس الّذِي يتدفّقُ ألمَاً .. ! رُقيَّة المُضرَّجَة بِالحُزنِ , تَصْرُخُ بِعُمقِ شُعُورِهَا , ذُهُولاً .. فقَد كانت رُوحُها تهفُو للقَاءِ أبيهَا , ولكِنّها رأتهُ بِحالٍ مُخْتَلِف شيبَتُهُ مُخضَبَّة بالدَمِ , مَنحَرُهُ يَدْمِي ,ثناياهُ مُكسَّرَة بِفِعْلِ قَضِيبِ يَزِيد , بَكَت على رأسِ أبِيهَا , قبَّلَت جبَينَهُ الطاهِر , الـ يشُعُ نُوراً حتّى عِنَان السمَاء , قبَّلَت شَفَتَيهِ الذَابِلَتِينِ , ناجَتْهُ بَصَوْتِهَا الحَزِين , [يا أبتاه من الذي خضّبك بدمائك، يا أبتاه من الذي قطع وريدك، يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سني، يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر!] صَرخت , وأعوَلَت فِي البُكَاءِ حتَّى غُشِيَ علَيْهَا ! , وكَانَ القَدَرُ , أن تَرحَلَ رُوحَهَا , وهِيَ تشُمُّ مَنحَرَ أبيهَا وتَحتَضنُ شَيْبَتَه ! •••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••••••••••••••••••••• [هَمْسَة] تَرْنِيْمَةُ الحُزنِ , الّتِي خَلُدَت بِرَغْمِ سنِّهَا الصَغِير إلاَّ أنَنا نَقِيسُ عظَمَتَهَا بمَا قدَّمَتْهُ وَ بَذَلَتْه , ولَو أرَدْتَ أن تَشُمَّ رِيحَ العَظَمَة .. اتِّجَهِ إلَىَ الشَام , لِتَرَىَ قَبْرَهَا الشَامِخ .. وتُحِسَّ بِحُزْنِهَا العَمِيق , وتسْمَعُ أصوَات البُكاء والنَحِيب ..! إنَّهَا رُقيَّة .. وَرْدَةٌ , قَطَفَهَا القَدَرُ ..!. نسألكم خالص الدعاء ![]()
__________________
![]() كون حسين محبوبك ... أبشر طاحت أذنوبك لو غـطـاك الــــتراب ... يوكفلك بالحســاب وبيده يمضي مكتوبك ![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صلوات محمديه وجزء من القرانـ .. الى روح الامام الجواد وامه الزهراء البتول | روحي فاطميه | القرآن الكريم والأدعية والزيارات الأذكار اليومية أدعية لقضاء الحوائج ختمات | 39 | 12-06-2011 03:54 PM |