وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ..مكرمة للإمام النقي (ع)

[حور عين]

اللهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك

وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ

روى السيد أبن طاووس وآخرون أنّه لما أراد المتوكل
العباسيّ أن يبّين حظوة وزيره
الفتح بن خاقان عنده, وقربه منه دون الناس جميعاً,
وكان يخفي غرضه
الحقيقي وهو الحطّ من شأن
الإمام الهادي النقي سلام الله عليه والأستخفاف به,

ركب هو والفتح بن خاقان في يوم قائظ شديد الحرّ, وأمر الأشراف والأعيان والقادة بأن يخرجوا مشاة بين أيديهما, وأخرجوا في جملة الأشراف

النقي الزكيّ أبا الحسن الهادي (ع)
قال حاجب المتوكّل; رأيت الإمام ع في ذلك اليوم يمشي
وقد شّق عليه مالقيه من الحر والزحمة والعرق يتصبّب
من بدنه الطهر المبارك,
فأقبلت إليه وقلت له;
ياسيدي, يعزّ والله عليّ ماتلقى من هؤلاء الكفر الطغاة, وماتكلّفته من التعب والمشّقة
فقال سلام الله عليه;
إنّ قلامة ظفري أكرم عند الله من ناقة صالح وفصيلها.

قال الحاجب; فودّعته وأنصرفت إلى منزلي, وقصصت
ماجرى على مؤدّب (معلّم) ل ولدي كنت أظنّه يتشيّع
فقال لي المعلّم; بالله عليك هل سمعت هذا اللفظ
من الإمام, ويقصد
قلامة ظفره الشريفة؟
فأجاب الحاجب; فحلفت للمعلّم أننّي سمعت منه كذلك!!!!
فقال المعلمّ; أعلم أن المتوكلّ لايبقى في مملكته وملكه
أكثر من ثلاثة أيام ثم يهلك .فأنظر في أمرك وأحرز
ماتريد إحرازه وتأهّب كي لايصيبك ضرر بهلاك المتوكلّ.

فقلت له, ومن أين لك هذا؟
فأجابني; أما قرأت كتاب الله في قصّة الناقة,
وقوله تعالى; قل تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك
وعد غير مكذوب .

ولايجوز أن تُبطل قول الإمام.

قال الحاجب; فغضبت منه وشتمته وطردته من منزلي,
فلّما خلوت بنفسي تفكّرت وقلت; مايّضرني أن آخذ بالحزم,
فإن كان من هذا شيء ف بها. وأنّ لم يكن كذلك
فلايضرّني شيء. فأنصرفت في تدبر أموري وأموالي
وجلست أنتظر نفاذ الأيام الثلاثة
فلّما كان اليوم الثالث هجم المنتصر بن المتوكلّ ومعه
غلمانه الأتراك
على أبيه المتوكل فقتلوه وقطعوه مع وزيره الفتح
بن خاقان قطعاً إربا حتى لم يعرف أحدهما من الآخر,
فلقيت الإمام أبا الحسن بن محمد (ع)
وعرّفته بما جرى مع معلّم ولدي وماقاله الأخير;
فقال عليه السلام; صدق المعلم; فأنّه لما بلغني الجهد
في يوم الحر
دعوت عليه , فأستجاب المولى تعالى عزّ وجل
دعائي.
إن ينصركم الله فلاغالب لكم
السلام على تقي الإيمان ونقي السريرة المطهر بالزهد
والإحسان

وردة 30