نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها ![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
::: لجنة تحفيظ القرآن ::: نائبة المديرة & مشرفة ركن أهل البيت (ع) وعاشوراء ~¤ حياتي مماتي علي ع ¤~
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: فى ارض الله الواسعه
المشاركات: 8,327
معدل تقييم المستوى: 20 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صلى على محمد وال محمد بَيْت الأحزَان ![]() لا أعلم ما كان تأثير بكاء السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في النفوس المريضة ، حتى شعروا بالانزعاج ، و هل بكاء امرأة جالسة في بيتها ، يسلب الراحة من أُولئك الشخصيات الفذة!!؟ فاجتمع شيوخ أهل المدينة ، و أقبلوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ، و قالوا له: يا أبا الحسن ، إن فاطمة تبكي الليل و النهار ، فلا أحد منا يهنأ بالنوم في الليل على فُرشنا ، و لا بالنهار لنا قرار على أشغالنا ، و طلب معايشنا، و إنا نخبرك ، أن تسألها إما ، أن تبكي ليلاً أو نهاراً. فقال عليّ (عليه السلام): حبّاً و كرامة!! فأقبل الإمام عليّ ، حتى دخل على فاطمة الزهراء ، و هي لا تفيق من البكاء ، و لا ينفع فيها العزاء ، فلما رأته سكنت هنيئة ، فقال لها: ( يا بنت رسول الله ، إن شيوخ المدينة ، يسألونني أن أسألك إما أن تبكي أباك ليلاً و إمّا نهاراً ). فقالت ![]() فقال عليّ: افعلي يا بنت رسول الله ما بدا لكِ(1). نعم، إن شيوخ المدينة ، لا يعرفون حق رسول الله (صلى الله عليه وآله) و قدره و منزلته، فلو كانوا يعرفون ذلك لكانوا يشاركون ابنته الوحيدة في البكاء ، و يساعدونها في ذرف الدموع على أشرف ميت و أعز فقيد. و يا ليتهم ، حين لم يشاركوها ، و لم يساعدوها ، كانوا يسكتون ، و لا يمنعونها عن البكاء على مصائبها العظيمة. و لكنهم معذورون ، لأن السياسة ، فرضت عليهم ، أن يمنعوا حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن البكاء على سيد الأنبياء. يحق للسيدة فاطمة ، أن لا تمتنع عن البكاء على تلك الفاجعة العظمى و الكارثة الكبرى لأجل أُناس لهم غايات و أهداف ، يعلمها الله تعالى. فبنى لها الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ، بيتاً نازحاً عن المدينة ، سُمّي (بيت الأحزان) ، و كانت إذا أصبحت قدّمت الحسن و الحسين أمامها ، و خرجت إلى البقيع باكية ، فلا تزال بين القبور باكية ، فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين إليها، و ساقها بين يديه إلى منزلها. فليهنأ أُولئك المنزعجون عن بكاء فاطمة !! ، و لترتاح ضمائرهم ، و ليناموا على فُرشهم ليلاً نومة عميقة هنيئة بدون ، أن يشعروا بالأذى من بكاء فاطمة العزيزة. ون رى - هنا - الشعراء يشيرون إلى هذه المأساة ، التي يظهر فيها الجفاء بأسوأ منظر: يقول أحدهم: منعوا البــتول عــــن النياحة إذ غدت تبـــكي أباها ليلها ونهارهاقالوا لها: قَــرّي فـــــقد آذيتنا أنّـى؟ وقد ســـلب المصاب قرارها و يقول الآخر: و القائلين لفاطم: آذيتنا في طول نَوح دائم و حنين. و قد رأي أحد علمائنا ، و هو السيد باقر الهندي في المنام الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) ، فقال له الإمام مشيراً إلى هذه المأساة: أترانـــــي اتخذتُ لا و علاها بعد بيــــت الأحزان سرور؟ أسفي عليها. أسفي على شبابها، أسفي على آلامها، أسفي على قلبها المتوقد الملتهب. أسفي على خاطرها المنكسر. صارت طريحة الفراش، أخذ المرض و الهزال منها كل مأْخذ. و استولى الذبول على تلك الزهرة الزهراء. إنها لا ترجو العلاج و الدواء، و لا تأمل في البقاء. إنها تنتظر الموت ، تنتظر التخلص من هذه الحياة. تتمنى ، أن تلتحق بأبيها الرسول. لقد اقتربت شمسها نحو الغروب. لقد كادت شمعة الرسول أن تنطفئ. لقد ضاقت الدنيا وضيقت عليها. تنظر إلى زوجها العظيم ، جليس الدار ، مسلوب الإمكانيات ، مغصوباً حقه ، و إلى أملاكها قد صودرت ، و إلى أموالها قد غصبت. استغاثت فلم يغثها أحد، و استنصرت فلم ينصرها أحد. منعوها عن البكاء على أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، أشرف الآباء ، فكانت تقول في أيام مرضها ![]() و في العاشر من البحار عن مجالس المفيد و أمالي الشيخ عن الإمام زين العابدين عن أبيه الحسين (عليهما السلام) ، قال : ( لما مرضت فاطمة ، بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وصَّت إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، أن يكتم أمرها ، و يخفي خبرها ، و لا يؤذن أحداً بمرضها ، ففعل ذلك ، و كان يمرّضها بنفسه ، و تعينه على ذلكأسماء بنت عميس على استسرار بذلك .. ، الخ ). يستفاد من هذا الحديث ، مدى تألُّم السيدة فاطمة الزهراء من ذلك المجتمع ، الذي عرفت موقفه اتجاه بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقد يكون الاستياء عميقاً ، في النفس كالجرح الغائر في البدن ، الذي يطول بُرؤُه أو لا يبرأ على مرّ الزمان. و هكذا يزهد الإنسان المتألِّم في المجتمع ، و يختار الاعتزال عنهم ، و بعد أن كان يستأنس بهم ، صار لا يحب الالتقاء بهم و التحدث معهم. و إنما يدرك هذه الحالة كل من رأى الجفاء و القسوة من أقاربه أو أصدقائه أو مجتمعه ، فإنه ينزعج ، حتى من رؤيتهم فكيف بالتحدث و المجالسة معهم ، و قد يبلغ الأمر بالإنسان ، أن يملّ الحياة ، و يفضّل الموت كي يستريح من الحياة ، التي يعيشها مع أهل الجفاء و القسوة. اختارت السيدة فاطمة ، زوجها العظيم ليقوم بتمريضها ، و لا أعلم كيفية تمريض الإمام إياها ، فهل كان الإمام ، يصنع لها طعاماً يليق بالمرضى ، أو يتولى هو أُمور بيته بنفسه ؟ ، و على كل تقدير ، فقد كانت أسماء بنت عميس لها شرف التعاون في تمريض السيدة فاطمة ، و لعل السبب في انتخابها لهذه المهمة ، هو أنّه كانت العلاقات بين السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) و بين أسماء بنت عميس وُديّة و طيبة للغاية ، إلى درجة أنها كانت تعتبر نفسها من أُسرة بني هاشم، و خاصة ، و أن جعفر بن أبي طالب ، قد تزوجها. و كانت هي بالذات امرأة عاطفية ، تؤمن بالوفاء و الإنسانية، و تقدر الحقوق لأهلها. و تلتزم بالقيم و المفاهيم العليا. و يستفاد من مطاوي التاريخ ، أنها كانت - بالإضافة إلى ذكائها الوافر و عقلها الوقاد - حسنة الأخلاق ، طيبة المعاشرة ، و كانت السيدة فاطمة الزهراء ، تبادلها الحب و المودة و الشعور. و لما استشهد جعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة ، و بلغ رسول الله الخبر بكى الرسول (صلى الله عليه وآله) ، و بكى الصحابة، و وصل الخبر إلى حجرات الرسول ، فبكت الهاشميات ، و أقبل الرسول ، و دخل على أسماء ، فدعى بأولاد جعفر، و جعل يمسح على رؤُوسهم ، و يشمهم ، ويضمهم إلى صدره ، فأحست أسماء بالشر ، و قالت: يا رسول الله هل بلغك شيء عن جعفر؟ ، فبكى الرسول ، و قال لها ![]() و أقبل الرسول إلى دار ابنته فاطمة ، و قال لها ![]() فعمدت السيدة فاطمة إلى الدقيق ، و عجنته ، و خبزت خبزاً كثيراً ، و عمدت إلى مقدار من التمر ، و أرسلت بالخبز و التمر إلى دار آل جعفر. و العجيب أن الرسول ، لم يأمر إحدى زوجاته ،و لا سائر الهاشميات بذلك ، فلعل السبب في ذلك أن الرسول ، أراد أن يكون هذا الثواب الجزيل من نصيب ابنته فاطمة. أو أن الرسول (صلى الله عليه وآله) ، اختار لها هذا العمل نظراً للعلاقات الطيبة و السوابق الحسنة و الخدمات الجمة ، التي أسدتها أسماء بنت عميس إلى أهل بيت الرسول. فلقد مرّ عليك أن أسماء حضرت عند السيدة خديجة ساعة وفاتها ، و أنها ساهمت في التدابير ، التي اتخذت في زواج السيدة فاطمة الزهراء ، بل و حضرت أسماء عند السيدة فاطمة ساعة ولادة الإمام الحسين ، و قامت بدور المولِّدة ، وساعدْنها بعض النساء أيضاً. وبالرغم من أنها تزوجت بأبي بكر بعد مقتل زوجها جعفر ، فإنها استمرّت على ولائها ، و لم تتغير قيد شعرة ، و حتى بعد وفاة الرسول ، و موقف أبي بكر اتجاه أهل البيت ، كان موقفاً معروفاً. و بالرغم من الحرب الباردة بين أهل البيت و بين السلطة المتمثلة في أبي بكر ، فإن أسماء بنت عميس ، لم تتأثر بعواطف زوجها ، و تحدّت السلطة تحدّياً لا تنقضي عجائبه. فكيف كان أبو بكر، يسمح لها بالذهاب إلى دار عليّ لخدمة الزهراء و خدمة أولادها؟ ، و كيف لم يأمرها بقطع علاقاتها مع أهل البيت في تلك الظروف الخاصة؟ و على كل حال ، فقد كانت السيدة فاطمة الزهراء ، تستأنس بأسماء ، و تنسجم معها ، و تسكن إليها ، و تبثُّ إليها آلامها ، و كأنها أختها ، و كأنها أحب الناس إليها ، و أقربهن إلى قلبها. قالت لها السيدة فاطمة في أواخر أيام حياتها ![]() منقوول |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الزهراء في بيت الاحزان | عشق فاطمة | نور فاطمة الزهراء(ع) موسوعة شاملة عن سيرة الزهراء(ع) وكل ما يتعلق بحياتها ومظلوميتها | 6 | 06-03-2010 01:32 PM |
عندما نفرح الاحزان | المتلألئه | الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع | 4 | 10-06-2009 03:45 PM |