الخصوبة الإنسانية في خطر

[زهرة الياسمين]

للكبار فقط ولمن هم فوق سن الثامن عشر

المؤشرات العالمية عن الخصوبة ودراساتها المختلفةتؤكد وجود أزمة إنسانية حقيقية , الخوف من إنقراضالإنسان المخلوق عن الوجود أمراً وارداً وعلى شفى حفرة
!!
التغير السكاني العالمي يعتمد على ثلاثة عناصر هي المواليد والوفيات
والهجرة من بلد إلى آخر حيث ينقص العدد هناك ويزيد العددهنا في الدولة المهاجر إليها , لن نناقش هنا موضوع الهجرة فهيلا تهمنا كثيرا لأنها لا تنقص عدد السكان العالمي

وسنتجهللوفايات التي تشكل حالياً مشكلة أخرى وخصوصاً في الدول الناميةوالصناعيةحيث زاد العمر الإفتراضي للإنسان في أوروبا إلىمعدلات صارت تهدد أوروباوبدأ يرمز لأوروبا ( بالقارةالعجوز ) بسبب كثرة كبار السن فيها وقلة الشباب والأطفال , وبالتالي فإن تلك الدول تدفع مبالغ طائلة في سبيل العلاج للكهولوالمسنينالذين لا فائدة ترجى منهم

المشكلة الأخرى في المواليد وربما تكون هذه المشكلة قليلة غير موجودة
في مجتمعنا الخليجي الذي تعتبر نسبة المواليد فيه الأكثرعالمياً وتصل إلى 4% سنوياًولكن هذه النسبة مفقودة في دولأجنبية كثيرة ولا تصل نسبة النمو السكاني عندهمفي أحسنالأحوال عن 0,5 % سنوياً وذلك لعدة أسباب
يأتي على رأسهاأن الغالبية العظمى من المجتمع هم من كبار السن نساء ورجالوهم غير قادرين على الإنجاب لأسباب بيولوجية طبيعية ,
السبب الثاني يكمن في العزوف عن الزواج كفكرةوذلكبسبب قدرة الإنسان على الحصول على المتعات الجنسية والعاطفية
من غير الحاجة للإرتباط التقليدي ( الزواج)

استطاعت دول أوربا أن تعالج هذا النقص الهائل في المواليد عن طريق مجموعةمن الإبتكارات الذكية ومن أهمها الإستيراد للمواليد منخلال شراء أطفال منكوبي الحروب
وكذلك فسح المجال للتجنيسلمواطني الدول التي يعيش شعوبها الإضطهاد ,
لكن هذهالطريقة لا تخلوا من مشاكل تتمثل في ولاء المجنسين وحبهم لبلدانهمالأصلية
ثم الدين الذي كانوا ينتسبون إليه واللون والفصيلة والعادات والمورثات الجينية المختلفة , وكذلك مشكلةالإنخراط في المجتمع الغربي
والإندماج فيه وهي مشكلة عويصةوهائلة .

الإبتكار الآخر هو الإستغناء عن الأشخاص في عملياتالتلقيح وإستبدالهم
ببنوك تشتري السائل المنوي من الرجالوالبويضات من النساء وأيضا تشتري الحاضنات
(شغلة تجاريةمائة بالمائة ) وبإمكان هذه الطريقة إختيار الجسم المنوي المميزوالبويضة المميزة والنتيجة الحصول على ( شعب مميز)
هذه الطريقة وجدت رفضاً دينياً كبيراً من الكنائس الغربية
ووجدت فيها شذوذاً عن الفطرة الطبيعية للإنسان , بالإضافة إلى تكلفتهاالعالية نسبياً

لكن الإشكالية الكبرى لدى دول العالم قاطبةهذه الأيام هو الإنخفاض العام
في نسبة الخصوبة لدى المرأةوالرجل وذلك ما استدعى الكثير من الدول الموردة للبشريةوالمستوردة لها تقف عاجزة عن فعل شيء !!

إنخفاض الخصوبةيعني في مجمله إنخفاض الكمية والنوعية للسائل المنوي والبويضات النسائيةوفي أحيان كثيرة تشوهها وعدم قدرتها على الإندماج في عمليةالتلقيح ,
ثم أيضاً تأتي وبدرجة أقل إنخفاض الخصوبة الناتجعن إنخفاض الهرمونات المحفزة للعمليةالجنسية وكذالك مشاكلالإحجام عن التواصل العاطفي بين الذكور والإناثوظهورالكثير من حالات الشذوذ المتصلة بنفس الجنس أو بأدوات التقنيةالمختلفة التي توفر المتعة الجنسية و التي صنعها الغرب يوماً ليحقق الرضا الجنسيلكلا الجنسين !! ها هي اليوم تشارك في سحق الإنسانيةكاملة

التعرض الإشعاعي الناتج عن تسربات من كوارث بيئيةعارضة أو حادثة بفعل فاعلهي الأخرى تشارك في إنحسارالخصوبة وليس أدل من ذلك ما حدث
في إنفجار المفاعل النوويالياباني إثر الزلزال توسنامي أضف إلى ذلك كل الحروبفيالعصر الحديث الذي أستخدم فيها اليورانيوم المنضد وغيره من الموادالمشعة

إذا علمت بأن عدد سكان العالم في 2009 يساوي سبعةمليار نسمة
ستشعر بالكثير من السعادة ولكن إذا علمت عددالزيادة السكانية العالمية
ستصاب بدوار شديد وستنزعج كثيراإذ تصل في مجملها إلى أقلمن 1%
الحلول المفترضة لهذهالمشكلة لا تبدوا عملية فكلا يغني على ليلاه
وكل دولة تحددمصالحها طبقاً لميزانياتها وإمكانياتها وليس طبقاً لما يحتاجه العالم كله ,
فأخوتنا في الصين يرفضون الإنجاب المتعدد ويحتكرونالإنجاب على طفل واحد لكل عائلة , بينما تفتح في بعض دولالخليج والدول الأوربية الباب على مصراعيه للإنجاب بلا حدود لا وأيضا بمباركة وبدعم حكومي كي يزداد عدد شعبها وتستطيع البقاء ضمن منظومة الديموغرافيةالسكانيةالعالمية

الحل في منظورهتلر يكمن في الفسح والتشجيع وبالتالي فإن الشعب الألمانيسيتفاعل مع بعضه ويموت الضعفاء ويقل نسلهم ويزيد الأقوياء والأذكياءولهذا فإن قاعدة البقاء للأقوى الطبيعية هي الحلالأمثل

الحل الإسلامي بين مفترقين يجتمعان في الإلزام بالحشمة ومنع أي تسريب جنسي إلا في إطار الزواج الشرعي بين ذكر وأنثى وهما ( أي التيارين )

الأول : التشجيع المنضبط المحكوم بالناحية المادية الآية الكريمة ( ذلك أدنى ألاتعولو)

الثاني : التشجيع شبه المفتوح مثل قوله الله تعالى) وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله(
ومن هذا أيضاالتشجيع على التعدد ( مثنى وثلاث ورباع(
مع إشتراط العدلضمان لأسرة صالحة
وكذا الحديث الشريف (( تناسلوا تكاثرواأني مفاخر بكم بين الأمم))

منقووووول