بقلمي: اما ان لك مثلها

[فداء شسع نعل فاطمة]

لقد اتفق المؤرخون في السيرة النبوية ان علياً (عليه السلام) هو الذي كان يكتب بنود صلح الحديبية الذي تم بين الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) وقريش في السنة السادسة من الهجرة وذكروا ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يملي على امير المؤمنين (عليه السلام) فقال له:

اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو (الذي كان ينوب عن قريش في مفاوضاتهم مع الرسول الكريم): لا اعرف من هو الرحمن الرحيم بل اكتب بأسمك اللهم، فوافق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على ذلك ثم قال لعلي(عليه السلام) : اكتب هذا ما تصالح عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو فأعترض سهيل قائلاً: لو كنا نعترف بأنك رسول الله لما قاتلناك فأكتب اسمك او اسم ابيك فقال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي(عليه السلام) : امحها واكتب مايريد فقال علي(عليه السلام) :بل انت رسول الله فوالله لاامحوها، فأخذها الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) من يد علي(عليه السلام) ومحا كلمة رسول الله وقال لعلي (عليه السلام) عندذلك: اما ان لك مثلها وستأتيها وانت مضطر لذلك.]هذا الحدث رواه جماعة من المحدثين الثقاة منهم ابن ابي حديد في شرح النهج والنسائي في خصائصه وكذلك رواه البخاري[

لقد صدق رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)"وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحيٌ يوحى" فقد ذكرت الاخبار عندما وقعت الهدنة بين الامام علي(عليه السلام) وجيش معاوية في معركة صفين بعد مكيدة ابن العاص الذي اشار على معاوية برفع المصاحف على رؤوس الرماح، بعد ان اصبحوا فوجدوا جيش الامام علي (عليه السلام) الى جانبهم وقد خالطوهم، فأضطر ان يقبل بالمفاوضة وعندما ارادوا ان يكتبوا بنود الاتفاق امر علي(عليه السلام) الكاتب ]عبدالله بن العباس[ ان يكتب: هذا ما اتفق عليه امير المؤمنين ومعاوية، فقال وفد معاوية: لو كنا نعترف بأنك امير المؤمنين لما قاتلناك ولكن اكتب اسمك او اسم ابيك، فأمر علي(عليه السلام) عبدالله بن العباس ان يكتب اسمه واسم ابيه فأمتنع ابن العباس فأخبره علي(عليه السلام) بما اخبره به الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في صلح الحديبية ثم اخذها (عليه السلام) ومحاها بيده.

أليس هذا الموقف يؤكد بأن المتفاوضين مع الامام علي(عليه السلام) كانو بنفس تلك النفوس المريضة التي يحملها مشركي قريش وبنفس الحقد؟؟ كيف لا وهم آبائهم!!!! فورثوا منهم الحقد والجهل والكفر فقد كان مشركون قريش يحقدون على الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) ويحسدوه وها هم ابنائهم و ورثتهم بالكفر والظلال يحقدون ويحسدون امير المؤمنين(عليه السلام) ويحاربونه وينصبون له العداء ولولا انهم كانوا يتخذون من الدين غطاءاً لهم لأعترضوا حتى على كتابة البسملة كما فعل آبائهم، ففي عهد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) كان رأس الكفر هو ابي سفيان(لعنه الله) وفي معركة صفين كان رأس النفاق هو ولده معاوية(لعنه الله) فالعجب كل العجب ممن يدافع عن هؤلاء ويصفهم بأنهم صنعوا التأريخ الاسلامي وبنوا الدولة الاسلامية

وليتها انتهت الى هنا فقد استمر حقدهم وعدائهم واستمرت هذه الشجرة الخبيثة تحمل ثمار الخبث والرجس التي تنصب العداء لرسولنا الكريم واهل بيته (عليه وعليهم صلوات الله وسلامه) فبعد معاوية وظلمه وعدائه للامام علي(عليه السلام) و ولده الحسن(عليه السلام) جاء ولده يزيد الفاجر (لعنه الله) ليقوم بأبشع جريمة في التأريخ حيث ذبح سبط الرسول وريحانته الحسين(عليه السلام) وسبى مخدرات الرسالة وبنات النبوة و دار بهن البلاد حافيات حاسرات وفي قلوبهن جمرات المصاب التي تحرق الفؤاد، ولا زلنا الى اليوم نعاني هذا الظلم فها هم احفاد يزيد(لعنه الله) يحاربوننا لا لذنب اذنبناه سوى اننا شيعة امير المؤمنين(عليه السلام) فيقتلوننا ويحاربونا كما قتل آبائهم بالامس وحاربوا محمد واهل بيته(عليه وعليهم صلوات الله وسلامه) ولكننا سنبقى شيعة علي مهما فعلوا ومهما حاولوا ان يغيرونا وسنبقى على حب آل بيت النبوة ناصرين لهم ومدافعين عنهم ولن يبقى الحال هكذا فسيأتي اليوم الذي وُعِدنا به سيأتي اليوم الذي ننتصر فيه وينتصر كل مظلوم اليوم الذي ينتصر فيه نهج آل محمد وترفع سيوف الحق لتأخذ بثأر محمد وآل محمد (عليه وعليهم صلوات الله وسلامه) تحت لواء صاحب العصر والزمان (روحي وارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء)