توهم الاصابة بالمرض حالة خطيرة

[فرقان]

توهم الإصابة بالمرض حالة خطيرة

برلين :كثيرا ما تتردد على ذهن الكثير من الأطباء عبارة «يا إلهي إنه هو أو هي مرة أخرى»، وذلك عندما يعود إليه مريض بسرعة في غرفة الفحص يشكو من أعراض أكثر غموضا. فقبل أسبوع ربما كان يشعر بآلام صدر شديدة جعلته يشتبه أنها بوادر نوبة قلبية، والآن من صداع يمكن أن يكون مؤشرا على ورم بالمخ.

ولا يعني عدم وجود شيء خطأ من الناحية البدنية في المريض أن هذه الأعراض تكون مختلقة، ولكن على العكس، فالمريض بحق لديه مشكلة خطيرة، انها بالتحديد الوسواس المرضي أو التوهم بالمرض. وفي حين أن المخاوف الصحية يمكن أن تكون ضرورية من أجل البقاء، فإن المصابين بالوسواس المرضي يميلون إلى تفسير احاسيس أو متاعب جسمانية عادية على إنها بوادر مرض عضال.


وقد توفر لهم زيارة الطبيب الطمأنينة، لكن لفترة قصيرة، يبدأ المرضى بعدها بالشك في انه يوجد شيء خطأ فيهم، فتطلق الأعراض الجديدة مخاوف جديدة يتبعها المزيد من الزيارات للأطباء، حتى تصبح هذه الزيارات إدمانا.

وغالبا ما تمر السنون قبل أن يتلقى مرضى التوهم بالمرض العلاج السليم. في ذلك الوقت يكونون قد قاموا بملحمة من زيارات الأطباء، وأحيانا يخضعون لإجراءات تشخيص مؤلمة. وللتغلب على مخاوفهم يجب أولا أن يعترفوا بأنهم يعانون من اضطراب نفسي.


ويعالج الاضطراب بعلاج سلوكي إدراكي تلعب فيه إعادة تشكيل الإدراك جزءا مهمًّا، إذ يجب ان يدرك المرضى انه من الطبيعي تماما بالنسبة للجسم أن يتفاعل مع الأشياء. فعلى سبيل المثال يمكن ان يثير التوتر الشعور المفاجئ بالضعف والفرح، مما يمكن أن يسبب عدم انتظام ضربات القلب.

ويتدرب مرضى العلاج السلوكي الإدراكي على التحكم في مخاوفهم وان تكون نسبية. وإحدى الوسائل التي يستخدمها المعالجون هي جعل المرضى يضعون قائمة بالأدلة المؤيدة والأخرى المعارضة لشكوكهم: «ما الدليل على أنني
مريض؟ وما الدليل على أنني غير مريض؟»، وهذا يهدف إلى تحديد الأدلة التي أعطيت وزنا أكبر أو وزنا أقل.

ويقول المختصون ان الوراثة يحتمل أن تكون عاملا أقل أهمية في توهم المرض من الاضطرابات الأخرى، اذ تلعب العوامل الخارجية دورا أكبر ويمكن أن تتضمن تجارب مؤسفة مثل وفاة شخص محبوب، أو التشخيص الطبي الخاطئ، أو وجود آباء يخافون جدا على أولادهم أو يعتنون بهم بشكل زائد ودائما ما يتوقعون الأسوأ.