بقلمي: القربان

[فداء شسع نعل فاطمة]

"اللهم تقبل منا هذا قرباناً لوجهك الكريم وضحيةً من اجل ِدينك القويم"

ما اعظمها من عبارة رددتها العقيلة زينب في ارض كربلاء وهي ترفع


جسد اخيها المقطع بالسيوف الى السماء وتدعو الله بصوت مختنق بالعبرة


وبدموع تسيل كالأنهار على خدها

بالله اي قلب تملكين يامولاتي يازينب وانتِ ترين اخيكي مقطع بالسيوف


ودمائه تروي الارض التي حوله....كيف نظرتي لجسم اخيكي المليء


بالجراح؟ كيف نظرتي الى اخيكي وهو محزوز النحر؟؟ كيف ؟؟ وكيف؟؟ وكيف؟؟

مهما ابحرنا في صبركي فأننا لن نجد نهاية لهذا البحر....اي امرأة هذه


ترى اخوتها واولادها وبنو عمومتها صرعى مقطعين الاوداج مشخوبين الدم على الاثباج فتبارك الدماء السائلات وتقبل الشفاه الذابلات، ثم تتجه الى الله


بصوت رفيع اضعفته الاحزان والاهوال وتدعوه ان يقبل هذه الاجساد الطاهرة


والدماء الزكية قرباناً لنصر دينه والاصلاح في امة رسوله الكريم حيث قال سيد الشهداء(عليه السلام):"لم اخرج اشراً ولا بطراً وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله، امرناً بالمعروف وناهياً عن المنكر"

اي امرأة مثلكي سيدتي صبرت على جور الزمان وغدره لها؟؟ اي امرأة تحملت ماتحملتيه من المصائب فبعد العز اصبحتِ مسبية وبعد الاهل والاخوة اصبحتِ وحيدة غريبة وبعد ان كان لها اسد العشيرة وقمرها كافلاً اصبحت هي من تتكفل بالعائلة........حقاً انتِ قلعة الصبر ياسيدتي....وحقاً انتِ رمزاً للستر والحشمة فرغم كل ماعانيتيه من قتل الحماة والسلب والنهب وجمع الاطفال والنساء وحرق الخيام لم يرى احداً وجهكي بل بقيتي كما انتِ كشمس محجوبة بالسحب تسترين وجهكِ بكفيكي وتمنعين السياط بساعديكي والاطفال يلوذون بأذيالكي وهم يصرخون .....عمه زينب.....عمه زينب

السلام على المجاهدة في ساحات النزال والناهضة بالاعبال الثقال من ضيافة الرجال وحفظ العيال، ومعقل الصبر والامتثال، ومن هي للبطولة خير مثال

السلام عليكِ يامعقل النهى، وسليلة التقى، وربيبة بيت الهدى، الناشئة في ظل اصحاب الكساء، والمترعرعة في حجور الاولياء