04-12-2010, 06:44 PM
|
#31
|
~¤ مشرفة سابقة ¤~
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: سيهآآت
العمر: 31
المشاركات: 267
معدل تقييم المستوى: 31
|
رد: ألم ذلك الحسين ,, رواية رآئعة لـ كمال السيد
11
أشرقت الشمس .. حمراء .. بركة من دماء . التمعت ذرى النخيل ،
وتوهجت ذرات الرمال ، واصطبغت وجوه القبائل بلون الجريمة ..
واستيقظ الشيطان يعربد ويدمّر... .
صرخ شيطان من القبائل :
-يا حسين .. أبشر بالنار .
-كذبت بل أقدم على ربّ غفور كريم .. فمن أنت ؟ .
-أنا ابن حوزة .
-اللّهم حِزه إلى النار .
لا أحد يعرف كيف حدث الأمر . ما الذي أغضب الفرس ؟
ما الذي دفعها تركض كالمجنونة .. تدور وتدور .
وفي فورة غضب تمكنت الفرس أن تقذف من على ظهرها الفارس ..
لحظات مرّت تحول فيها ابن حوزة إلى رماد ..
في قلب الخندق المشتعل .
تحولت أحلام السلب والنهب وشهوة القتل إلى هشيم تذروه الريح ... .
لو كان هناك رجل من الحواريين لقال هذا ابن الله .
ولقال له الحسين :
-أنا ابن نبي الله .
هتف السبط :
-اللّهم إنا أهل بيت نبيك وذريته وقرابته ، فاقصم من ظلمنا
وغصبنا حقّنا إنك سميع قريب ... ما أقرب السماء للإنسان إن سما .
وتذكر الحسين رجلاً سأل أباه :
كم هي المسافة بين السماء والأرض ؟
فأجاب ((باب مدينة العلم)) : دعوة مستجابة .
وقف ابن سعد منتشياً بأحلامه ...
ما هي إلّا ساعة ، ثم ينتهي كل شيء ...
سوف يُحكم قبضته على الري وجرجان ... لم تبق إلّا خطوة واحدة ..
أن يعبر جثة الحسين .. بركة صغيرة من الدم ..
ثم ينطلق صوب الشرق .. إلى عالم يزخر بالجواري والحريم .
تقدّم الحرّ .. أيقظه من الحلم :
-أمقاتل أنت هذا الرجل ؟!
-إي والله قتالاً أيسره أن تسقط فيه الرؤوس وتطيح الأيدي .
-دعوه ينصرف إلى مكان في هذه الأرض ؟
-لو كان الأمر بيدي لقبلت .. إنها أوامر ابن زياد .
أدرك الحرّ أن الساعة آتية لا ريب فيها ، ولسوف تذهل كل مرضعة عما أرضعت ،
وترى الناس بسكارى وما هم بسكارى .. وبدأ الحرّ يخطو صوب القافلة ..
قال ((ابن أوس)) وقد ذهبت به الظنون .
-أتريد أن تحمل ؟!
-...
ضرب الزلزال الأعماق مرّة أخرى ، وشعر الحرّ بالأنقاض تتراكم بعضها فوق بعض ..
هتف ابن أوس متعجباً :
-لو قيل لي من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك ؟ فما هذا الذي أراه منك ؟.
التفت الحرّ وصوّب نحوه نظرة تحمل كل معاني الاكتشاف :
-إني أخيّر نفسي بين الجنّة والنار .. والله لا أختار على الجنة شيئاً ولو أُحرقت ... .
تمتم ابن سعد مذهولاً :
-ماذا أرى ؟.. ماذا يفعل هذا المجنون ؟..
كيف يختار الإنسان الموت !.. انظروا إليه ..
كيف يبدو خاشعاً أمام الحسين .. .
-انصتوا إنه الحرّ .
قهقه أحدهم :
-إنه يريد موعظتنا هو الآخر .. .
هتف شبث بن ربعي :
-أيها الأحمق ، دعنا نسمع ما يقول .
وجاء صوت الحرّ جهورياً مدويّاً منطلقاً من أعماق نفس اكتشفت ينابيع الخلود:
-يا أهل الكوفة لأمّكم الهبل والعبر ، إذ دعوتموا هذا العبد
الصالح وأحطتم به من كل جانب ومنعتموه التوجه إلى بلاد الله العريضة
حتى يأمن هو وأهل بيته ، وأصبح كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرّا
وحلأتموه ونساءه وصبيته وصحبه عن ماء الفرات الجاري الذي
يشربه اليهود والنصارى والمجوس ، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه !
وهاهم قد صرعهم العطش . بئسما خلفتم محمداً في ذريته ..
وانطلقت نحوه السهام كالمطر .. وتقهقر الحرّ متفادياً نبال القبائل الغادرة .
،
يتبع ~~>
__________________
عظم الله لكم الأجر
لكم وحشة فاطميات ..
|
|
|