كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 29-11-2010, 08:17 PM   #12
النوراء
~¤ مشرفة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النوراء
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: سيهآآت
العمر: 31
المشاركات: 267
معدل تقييم المستوى: 31
النوراء is a splendid one to beholdالنوراء is a splendid one to beholdالنوراء is a splendid one to beholdالنوراء is a splendid one to beholdالنوراء is a splendid one to beholdالنوراء is a splendid one to behold
افتراضي رد: ألم ذلك الحسين ,, رواية رآئعة لـ كمال السيد

الجزء الثالث

3



القافلة تطوي في طريقها إلى أم القرى .. قافلة عجيبة . لم تكن قافلة تجارية ،


ولم تبدُ – كذلك – قافلة للحجاج ..

ففيها أطفال كثيرون .. أطفال يشبهون ورود الربيع ..

قافلة يتقدمها رجل في عينيه بريق الشمس

وفي جبينه يتلألأ القمر ، وفي حنايا صدره تنطوي الصحارى .

إلى جانبه وجه يشبه البدر .. شاب في الثلاثين من عمره أو يزيد ..

يدعى ((أبو الفضل)) أو قمر بني هاشم ..

دائم النظر إلى أخيه يتأمله بخشوع .. يخاطبه : يا سيّدي .

ويظهر خلفه فتى عجيب يشبه النبي خلْقاً وخُلُقاً ومنطقاً .. إنه علي .. علي الأكبر .

وفي القافلة هوادج كثيرة .. كثيرة جداً .. وأطفال ... .

القافلة تسير ، والتاريخ يحبس أنفاسه ، وكلمات تتردد بخشوع ، فتمتزج مع تمتمات النوق .

-ولمّا توجّه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل .

-الطريق محفوفة بالأخطار ، فلو تنكبت الطريق .

قدر عجيب يسيّر القافلة .. قافلة صغيرة تحاول تصحيح المسار الإنساني .

الكلمات التي قالها الحسين ما زالت تدوّي في الآذان . الأهداف العظيمة ..

الروح السامية في جلال الملكوت . كلماته تذهب مع نسائم الصحراء بذوراً

تنبت في أعماق الأرض ..

هل يكون الموت هدفاً .. كيف تخرج الحياة من رحم الموت ؟.

وإذا كان الموت هو النهاية لكل كائن ، فلم لا نختار الطريقة التي سنموت بها ؟
هل يكون الموت جميلاً أحياناً ،

لكي يقول الحسين : خُطّ الموت على ولد آدم مَخَطّ القلادة على جيد الفتاة ،
وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف .

-ولكن إذا كان هدفك الموت ، فلم تأخذ معك الأطفال والنساء ؟ وإذا كانت الآفاق مظلمة ،

لماذا تصطحب كل هذا الحَشْد من الضعفاء ؟ ... .

-شاء الله أن يراهن سبايا .. شاء الله أن يراني قتيلاً .. سوف أموت عطشاً ..

سأسقط قرب نهر يموج بالمياه كأنه بطوت الحيّات .


-ماذا يريد الحسين ؟.

-يريد أن يموت ظامئاً .

-لماذا ؟!

-إنها مشيئة الله !

-مشيئة الأمة .. .


القافلة تقترب من مكة .. أم القرى واد غير ذي زرع ..

أول بيت وضع للناس .. مهبط جبريل فوق جبل النور ..

غار حراء ، حيث التقت السماء بالأرض .. طفولة محمّد .. شبابه ..

آخر النبوات في التاريخ .. .


المساء ينشر ظلاله الخفيفة .. وأنوار واهنة تحاول أن تتلألأ كالنجوم ..

أضواء مدينة حائرة هزّتها أنباء قادمة من دمشق .

لقد هلك هرقل وجلس مكانه هرقل آخر .


شعبان يطوي ثلاثة من أيامه .. القافلة تدخل مكة ، وتلقي عصا الترحال

عند البيت العتيق .


الحسين يحنّ إلى زيارة قبر جدته خديجة الكبرى .. يذكر تضحياتها من أجل محمّد ..

وهو يريد أن يواصل ذات الدرب .. يريد إعادة نهج النبي العظيم .

-ماذا تريد يا سيدي الحسين .. ألا تبقى هنا في حرم الله ؟.

-إنهم لن يدعوني أعيش بسلام .. إنهم يريدون الفتك بي ،

حتى لو تعلقت بأستار الكعبة .. إنهم يطلبون مني شيئاً عظيماً ..

هل رأيت النخيل ينحني أو الجبال ؟ هيهات .. هيهات .

-ولِمَ العراق ؟ .. أليس هناك مكان آخر ؟ العراق الذي قتل أباك واغتال أخاك ، وسلّم المنبر لمعاوية ! .. .

-ولِمَ الذهاب الآن .. ألا تمكث قليلاً .

-إن لم أذهب اليوم ذهبتُ غداً ، إن لم أذهب غداً ذهبت بعد غد ،

وما من الموت والله بُدّ .. وإني لأعرف اليوم الذي أُقتل فيه .

تنبعث من الأرض أسئلة .. تتفجر علامات استفهام سرعان ما تتلاشى أمام

كلمات سماوية كأنها تأتي من وراء أستار الغيب .


ينظرون فلا يرون سوى بيارق أمويّة .. سيوفاً تقطر غدراً وخناجر

مسمومة .. أما هو فيرى ينابيع تتدفق ..

أنهاراً وسواقي .. إنه يرى ما وراء الآفاق ..

يرى المستقبل القادم من رحم الأيام .

عجيب أمر هذا الرجل .. يحاول أن يلوي القدر ..

أن يقهر كل شياطين الأرض .. أن يهزم نظاماً مدجّجاً بالسلاح .. كيف ؟!

بقافلة صغيرة .. سبعين أو يزيدون .. أطفال ونساء .. وتصغي الصحارى

لكلمات متمرّدة ثائرة .. كلمات تختصر النبوّات ..

تبدأ ببسم الله .. مجراها ومسراها .. .

-هذا ما أوصى به الحسين بن علي إلى أخيه محمد بن الحنفية .

إن الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده

ورسوله .. جاء بالحق من عنده .

وأن الجنة حق ، والنار حق ، والساعة آتية لا ريب فيها .

وأن الله يبعث من في القبور .

وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً ،

وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي .

أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدّي ،

وأبي علي بن أبي طالب .

فمن قبلني بقبول الحق ، فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي

الله بيني وبين القوم بالحق ، وهو خير الحاكمين .. .



انطلقت الثورة وصدر بيانها الأول . أسلحتها الصبر والمقاومة والموت .

الموت سلاح .. بل حياة .. حياة .. كيف ؟

-أجل .. إن من يموت كريماً سيحيا .. سيحيا إلى الأبد ..

هكذا علّمني أبي قال على شاطئ الفرات بصفين :

الموت في حياتكم مقهورين ، والحياة في موتكم قاهرين ..


،
يتبع ~>

__________________
عظم الله لكم الأجر

لكم وحشة فاطميات ..
النوراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مذا يقول السيد كمال الحيدري في أم المؤمنين عائشة nono moon أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) 4 20-09-2010 12:03 PM
كلام رأس الأمام الحسين (ع) حور عين أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) 3 17-07-2010 03:20 AM
إصدار جديد الدر المنتقى من كلام السيد الرضا مهندسة اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية 1 25-01-2010 08:28 PM


الساعة الآن 01:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir