بيت فاطمة وبركاته
إن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، الذي كان خليفة المسلمين وحاكم بلاد قد تقدر مساحتها بعشرة أضعاف مساحة إيران؛ إذ كانت تمتد من الحجاز إلى مصر وأفريقية وجزء من أوربا أيضاً.. إن هذا الخليفة الإلهي عندما كان يتواجد بين الناس كان كأحدهم، ويجالسهم كما نجلس الآن إلى جوار بعض؛ بل أنه لم يفترش حتى مثل هذا (يقصد البساط المتواضع الذي يجلس عليه الحضّار في مكان إقامته بقم) ، إذ لم يكن عنده –حسب ما يروى– غير جلد كبش اتخذه هو والصديقة الزهراء فراشاً في الليل، وكان يضع عليه علف ناقته في النهار. والرسول الأكرم أيضاً كان يتسم بهذه البساطة. وهذا هو الإسلام.
إن بيت فاطمة المتواضع هذا، ومن تربوا في رحاب هذا البيت، الذين بلغ عددهم بلغة الأرقام خمسة (يقصد أبناء الإمام علي من الصديقة فاطمة الزهراء، أي الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم، الذين تربوا في أحضان بين النبوة، ومثّلوا الطليعة الممتازة لبني الإنسان)، وبلغة ما يجسد قدرة الحق المتعال كلّها، أدّوا خدمات جليلة أثارت إعجابنا وإعجاب البشرية جمعاء.
امرأة ربَّت في حجرة صغيرة وبيت متواضع، أشخاصاً يشعّ نورهم من بسيطة التراب إلى الجانب الآخر من عالم الأفلاك؛ ومن عالم الملك إلى الملكوت الأعلى. صلوات الله وسلامه على هذه الحجرة المتواضعة التي تبوّأت مركزَ إشعاع نور العظمة الإلهية، ودارَ تربية خير ولد آدم..
كان لدينا في صدر الإسلام كوخ ضمّ بين أطرافه أربعة أو خمسة أشخاص، أنه كوخ فاطمة عليها السلام. وكان أشدّ بساطة حتى من هذه الأكواخ (يقصد سماحته البيت والحجرة المتواضعة التي يقيم فيها.).
الإمام الخميني "قدس سره الشريف "