درجات الزهد

[حور عين]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أوضح علماء الدين والمراجع الدينية العظام والعظمة لله أن درجات الزهد تكون على أربع درجات , يصنف فيها عموم المؤمنين كل حسب الدرجة التي ينتمي اليها وهذه الدرجات هي;

زهد الفرض وزهد السلامة وزهد الثقل وزهد الفضل

فزهد الفرض ; يعرف على أنه زهد المحرمات وقد سميت بذلك لأنها فرض من الله تعالى في أتباع شرائعه وأجتناب المحرمات . وهذه الدرجة من الزهد ينتمي أليها القسم الأكبر من عموم المؤمنين في ألتزام الطاعات وما فرضه الله على المكلفين والرغبةعن المحرمات الكبيرة. ولكن يتورط بعذر أو دون تقية واجبة الى الدخول ولو بجزء سطحي أو مادي أو لفظي أو معنوي في بعض المحرمات بأعتقاده أنها بسيطة ليست ذا أثر أو مدعاة لعدم مغفرة من الغفور الرحيم . ويوهم بعض المؤمنين أنفسهم بأن جتناب مثل هذه الأمورهي من التعقيد والتعسير في أمور الدين. فتنزلق قدمه الى الشبهات,لأن الدخول في الشبهات تدريجيا يوقع في المحرمات وقد يتفنن البعض في التبريروخلق المعاييرفي عدم حرمة ذلك المشتبه.

الدرجة الثانية من الزهد يعرف بزهد السلامة; وهي درجة أعلى من درجة زهد الفرض وتعني الأعراض عن الشبهات, فمن ترك الشبهات نجى ولذلك سميت هذه الدرجة بزهد السلامة. ربما الأصول الشرعية والبراءة الشرعية والعقلية قد تكون متوفرة ومتواجدة في بعض المواقف ولكن تترك لعدم أحجيتها الكاملة في براءتها من الشبهات أو قد تكون سببا بعد حين لشبهة. والشبهات ذا باب واسع ومن بعض هذه الشبهات شبهة الأكل في بيت صديق رزقه مشكوك به أو شبهة قبول هدية أو جزيةأو التصدق من مال حرام أو الأحتفاظ بأي علاقة أجتماعية تكون أحد أركانها قد أسس على غير رضا الله.

والدرجة الأعلى من زهد السلامة يعرف بزهد الثقل وتعني الرغبة عن مالايحتاج اليه الفرد والتنزه عن أمتلاك أكثر مما يستلزمه لعيشه .
فلايسعى لأمتلاك الأغلى والأجود وآخر الموديل والراقي من أمور الدنيا وهويعلم أنه تارك لها يوما لامحالة.ولايأسى لعدم أغتنام فرصة لزيادة في مال أو ربح أو مقام أو جاه يقنع بالقليل واليسير من مأكله وملبسه ومسكنه وحاجياته

وتركتم ماخولناكم وراء ظهوركم

الدرجة الرابعة والمتقدمة تعرف بزهد الفضل وهذه الدرجة لايعرف حقيقتها القسم الأعم, فقط تعرف ألفاظها وتعني الرغبة عن أي شئ وكل شئ ماعدا الله ورضاه. فالزاهد هنا يأكل مايحتاج أليه وينام فقط ليقوى على العبادة. عابدٌ تقيّ قد باع نفسه لله
لايسعى في عبادته طلب أجابة دعاء لحاجة في دنيا من رزق شتى في مال أو ولد أو مقام وجاه وسمعة. ولاتكون علاقاته الأجتماعية بأخوته من المؤمنين طمعا بهم في دعاء أو تكريم أونيل حظوة ما. لاينتظر من الله في دعائه لأغاثة على كرب أو مرض أو فقر أوعوز.
غاياته كله هي الله وحده وسعيه خالص لوجه الله الكريم ومرضاته.
لايسعى لنيل مكانة أو مقام ديني بل أعماله لله وفقط الله.
كلكم يمشي رويد وكلكم يطلب صيد