اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 06-04-2010, 03:23 PM   #1
النور الفاطمي
~¤ مراقبة سابقة ¤~
 
الصورة الرمزية النور الفاطمي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 1,736
معدل تقييم المستوى: 153
النور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond reputeالنور الفاطمي has a reputation beyond repute
افتراضي حقيقة النظر إلى الذات المقدسة

حقيقة النظر إلى الذات المقدسة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين محمد وآله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
التوحيد لله سبحانه وتعالى من المسائل العقائدية الأساسية ، التي بها إثبات الصفات لله سبحانه وتعالى وحده ، وقد قام على أساس تنزيهه عن صفات المادّة ، وهو (واحد أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد) ، خالق وليس بمخلوق ورازق وليس بمرزوق ، يخلق تبارك وتعالى ما يشاء ، ويفعل ما يشاء ويُصوِّر ما يشاء كما يشاء ، جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه وتعالى عن أن يكون له شبيه ، ليس كمثله شيء وهو السّميع البصير.
فعندما نرى أحد الدعاة السلفية في بعض القنوات الفضائية يرفع يديه إلى السماء ، طالبا رؤية وجه الله يوم القيامة ، وراغبا في تكحيل ناظريه بهذه الطلعة البهية ، والنظر إلى وجه الذات المقدسة ، فإنه مضحك محزن مؤلم ، بل إنه من المفارقات العجيبة والأمور الغريبة ، لهذا الفكر المجسم للذات المقدسة ، وإذا كان هذا تفكير الدعاة منهم ، فما بال الرعاع.....!
لكي نصل لهدفنا المنشود يجب التطرق بصورة مبسطة لمعرفة الحقيقة الكونية والذات المقدسة وما هما عليه ، وما يتركب منهم الوجود وهم ثلاثة عنواين:
1- واجب الوجوب: يلزم وجوده ويمتنع عدم وجوده ، وهو ثابت لا يتغير، موجود بذاته ، الموجود الذى وجوب وجوده من ذاته ولذاته - أى لم يكتسب وجوده من أى شىء آخر وهو الضرورى الوجود الذى يترتب على عدم وجوده ، فيلزم من هذا أنه كان فيما لم يزل ممكن الوجود بذاته ، وهو الأزلى الأبدى.
2- ممكن الوجود: هو الذي يستمد وجوده من غيره , فهو إذا موجود بغيره لا بذاته ، فهو لا يلزم وجوده ولا يلزم عدمه ، بمعنى آخر أن وجوده غير ضروري وكذا عدمه فهو متساوي الطرفين.
3- ممتنع الوجود: هو ما يكون وجوده مستحيلا كاجتماع النقيضين ولا يمكن ان يوجد بحال منالأحوال.
أما صفاته جل شأنه فهي تندرج في التالي:
1- صفات الجمال والكمال: وهي صفات حقيقية ثابتة له جل شأنه ، كالعلم والقدرة والغنى والإرادة والحياة ، وهي صفات ذاتية.
2- الصفات الثبوتية: وهي إضافية كالخالقية والرازقية والتقدم والعلية فهي ترجع في حقيقتها إلى صفة واحدة حقيقية القيومية منه لمخلوقاته.
3- الصفات السلبية: التي تسمى بصفات ( الجلال:لأنها تُجل الله تعالى و تنزّهه عن النقص) ، وهي ترجع جميعها إلى سلب الجسمية والصورية والحركية والسكونية والثقل والخفة وما إلى ذلك ، بل سلب كل نقص عنه جل وعلى.
حقيقة المجسمة أمثال صاحبنا ، أخذوا ظاهر الآية بمعناها اللفظي من دون النظر إلى حقيقة المعنى ، فهم وأمثالهم لم يعرفوا الله حق معرفته ، فمن عرف الله كما يجب ، مجده كما يستحق ونزهه عن كل شيء ، فهذا مولانا الإمام الباقر عليه السلام يتعرض لبعض من التعريف للذات المقدسة: روى الصدوق عن عبد الله بن سنان عن أبيه قال : حضرت أبا جعفر ( محمد الباقر) ، (عليه السلام) فدخل عليه رجل من الخوارج فقال له : يا أبا جعفر أي شيء تعبد ؟ قال : الله ، قال : رأيته ؟ قال : لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، لا يعرف بالقياس ، ولا يدرك بالحواس ، ولا يشبه بالناس ، موصوف بالآيات ، معروف بالعلامات ، لا يجور في حكمه ، ذلك الله لا إله إلا هو ، قال : فخرج الرجل وهو يقول : الله أعلم حيث يجعل رسالته.
هذا التعريف المبسط هدفه لنصل به إلى غاية السائل ، فلو تمعنا لكلامه في رؤية الذات المقدسة ، وهو يتكلم عن النظر إليه جل شأنه يوم القيامة ، والقرآن صريح على أن الله سبحانه وتعالى لا يرى في الدنيا ، فعندما نادى موسى ربه قائلاً: (ربِّ أرني أنظر إليك) ، فكان الرد إياه: ((لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربُّه للجبل جعله دكاً وخرّ موسى صعقاً فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أوّل المؤمنين) ، فإذا كان لا يرى في حال الدنيا وهذا متفق عليه ، فكيف يرى في الآخرة.......؟
النقطة الأخرى هذه الذات المقدسة في الدنيا هل هي نفس الذات المقدسة في الأخرى أم لا...؟ ، هل تختلف عنها...؟ ، لأنها إن كانت هي التي في الدنيا فقد صرح القرآن الكريم على عدم رؤيتها بالنفي المطلق ، وإن كانت غيرها فهذا دليل واضح على التعددية ، بمعنى أن في الدنيا إله وفي الآخرة إله ، وهذا في ذاته كفر وإلحاد ، وإن كان هو نفس الإله في الدنيا والآخرة ، فهو يحمل نفس الصفات والخصائص فلا يمكن رؤيته.
إذا لو رجعنا لإمكان الرؤية للذات المقدسة ، الجواب أنه لا يمكن رؤيتها مطلقا لا في الدنيا ولا في الآخرة لعدة أسباب:
Ø أن النظر إلى الذات المقدسة خارج عن إطار العبودية ، لأن خاصية النظر داخلة في الصفات الجلالية.
Ø نزع الصفات عن الذات المقدسة في الآخرة ، يوحي بالاختلاف عن الذات المقدسة في الحياة الدنيا وهذا يلزم التعدد ، ولا يقول بهذا مسلم.
Ø إن صفات الجوارح كلها تدخل ضمن الصفات السلبية عنه في الدنيا والآخرة ، كالجسمية وما يتبعها من تفريع كاليد والعين والساق وما شابهه. وإنها تندرج تحت العرف الكلامي للتشبيه ، التي تعارفت عليه العرب ، فعندما أقول اقبل بوجهه علي ، أي توجه إلي بمقدمه ، واستخدم لفظ الوجه لأنه المركز الرئيسي للمواجهة ، وليس المقصود بها ذات الجارحة.
Ø عدم قدرة الإنسان على معرفة نفسه الملموسة والمحسوسة التي هي مخلوقة بين يديه ، وعدم الإلمام بمعرفة محتواها ، وهي التي يقلبها متى يشاء وهو عاجز عن معرفة حقيقتها ، فكيف يمكن القدرة على معرفة المسبب لهذا الوجود وواجده.
Ø إن القول بالنظر إلى التركيبات الجسمية التي أشار لها القرآن الكريم ، يلزم مجموع أمور:
§ أنه محدود
§ أنه جسم
§ إذا فإنه معدود
§ له حيز ومكان ، فإذا وجد في مكان خلا منه المكان الآخر.
§ بهذه الصفات أخرجناه من موجد الوجود إلى ممكن الوجود وهذا لا يكون للذات المقدسة.
مدرسة أهل البيت والتوحيد:
يلخص كل التوحيد في ما نقله لنا سيد المتكلمين وإمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام حين سأل: هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين . . ؟ فقال : أفأعبد ما لا أرى . . ؟ فقال السائل : وكيف تراه . . ؟ قال : لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان . . قريب من الأشياء غير ملامس ، بعيد منها غير مباين ، متكلم بلا روية مريد لا بهمة . صانع لا بجارحة . لطيف لا يوصف بالخفاء كبير لا يوصف بالجفاء بصير لا يوصف بالحاسة . رحيم لا يوصف بالرقة تعنو الوجوه لعظمته ، وتجب القلوب من مخافته قريب من الأشياء غير ملامس بعيد عنها غير مباين . صانع لا بجارحة لطيف لا يوصف . . بصير لا يوصف . . رحيم لا يوصف . كل شئ خاشع له . كل شئ قائم به . غنى كل فقير، وعز كل ذليل ، وقوة كل ضعيف ، ومفزع كل ملهوف . من تكلم سمع نطقه ، ومن سكت علم سره ، ومن عاش فعليه رزقه ، ومن مات فإليه منقلبه ، لم ترك العيون فتخبر عنك بل كنت قبل الواصفين من خلقك . لم تخلق الخلق لوحشة ، ولا استعملتهم لمنفعة ، ولا يسبقك من طلبت ، ولا يفلتك من أخرت ، ولا ينقص سلطانك من عصاك ، ولا يزيد في ملكك من أطاعك . ولا يرد أمرك من سخط قضاءك ، ولا يستغني عنك من تولى عن أمرك . كل سر عنك علانية . وكل غيب عندك شهادة . أنت الأبد فلا أمد لك ، وأنت المنتهى فلا محيص عنك ، وأنت الموعد فلا منجى منك إلا إليك . بيدك ناصية كل دابة وإليك مصير كل نسمة ، سبحانك ما أعظم شأنك ، سبحانك ما أعظم ما نرى من خلقك وما أصغر عظيمة في جانب قدرتك ، وما أهون ما نرى من ملكوتك ، وما أحقر ذلك فيما غاب عنا من سلطانك ، وما أسبغ نعمك في الدنيا وأصغرها في نعم الآخرة . وارتفع عن ظلم عباده وقام بالقسط في خلقه وعدل عليهم في حكمه . .
هذا ما تعتقده مدرسة أهل البيت في التوحيد بأنه سبحانه وتعالى ليس بجسم وليس محدود حتى يرى ، ولكن رأته القلوب بنور الإيمان وحقيقته ، والعقول بالبصيرة وليس بالبصر، وأن عقيدة التوحيد هي الأساس للنجاة أو الهلكة ، وعليها تقوم الشريعة ، كما أن تنزيه الخالق عن مثل هذه التفاهات هو التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى وأساس الدين ، وهذا ما سعت إليه مدرسة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين عبر الأزمان ، لإرساء هذا التفكير في توحيده كما يجب ، أما تفكير المجسمة فدخيل علينا وهو من تفكير اليهود والنصارى وضعه أعداء الإسلام في مناهجنا حتى اعتبره البعض منهجا لا حياد عنه.
إلهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ.

__________________








النور الفاطمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف يتشكل مفهوم الذات لدى الطفل؟؟ جنات الخلد التربية والطفل 3 28-02-2010 01:01 AM
أشباح الذات هي كل ما يهدد الذات!! بنت الهدى الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع 17 20-06-2009 01:36 AM
تــــغـير الذات نحو الايــجاب } درة الشيعة الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع 12 16-06-2009 12:59 PM
تقدير الذات درة الشيعة الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع 11 16-06-2009 12:53 PM
تعلـــم مهارات توكيد الذات درة الشيعة الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع 11 16-06-2009 12:48 PM


الساعة الآن 12:11 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir