أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 03-03-2010, 06:50 PM   #1
~|*|الوردة الهاشميه|*|~
๑♣ فاطمية نشيطة ♣๑
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: بين الياسمين
العمر: 26
المشاركات: 153
معدل تقييم المستوى: 21
~|*|الوردة الهاشميه|*|~ has a spectacular aura about~|*|الوردة الهاشميه|*|~ has a spectacular aura about~|*|الوردة الهاشميه|*|~ has a spectacular aura about
~*¤®§(*§ السلاآم على خاآتم الانبياآء والمرسلين وعلى حفيده الصادق §*)§®¤*~ˆ°


♀♂√بسم الله الرحمن الرحيم♀♂√
〖اللهم صلي وسلم وزد وبارك على رسول الله وآله الاطهار〗

مرحبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأبكم
₪₪₪₪اعـــــزائـــــــــي نتــقدم لكـــن انــــــــــــــا غريب طوس &عاشقة آل البيت (عليهم السلام)
وللقائم المنتضر
التبريـــــــــكات والتـــــــــــهانـــــــــــــــــــــــــي لمولــــــــــــــــــــد
خــــــــــــــاتم النبــيين اباالزهراء محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى اهل بيته الاطهار المكرمين المعصومين
كما نتقدم بالتبريكات لاهل البيت وللمراجع العظام ويضا ليس لمولده لمولد حفيده الصادق₪₪₪₪
سوف نبتداء في موضعنا عن النبي محمد
۝ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ث تــــــــــــــــــــــــــــــهاني مــــــــــــــن كـــــــــــــــــــــل كيـــــــــــــــــــــــاني عبــــــــر الزماني لطـــــــــــــــــــــــــ محمد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه۝


۝يـــــــــــــأغـــــــــــــــــــرآمــــــــــــ ي بـــــــــــــــكل حيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
يـــــــــــــــــــــــــــــــآملاذ المؤمنين۝
************************************************
احـــــــــــــــــــــــــــــبــــــــــــتي
هيـــــــــــا بنـــــــــــــــــــــــــــــــا لنتــــــعرف عــــــــــــــــــــلى
سيـــــــــــــــــــــــــــــ المرسلين ــــــــــــــــــــــــــد

ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــا القاسم محمد
اسمــــــــــــــه:هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي

كنيتــــــــــــــه:يكنــــــى صلى الله عليــه وآلــه بــأبا القاسم

من القابـــــــــه:الهادي &المصطفى&المختار&احمد&البشير&النذير&الصـــــــادق& الاميـــــــــــن

حــــــــــياتــــه: احتفلت أسرة بني هاشم بمولده المبارك احتفالاً باهراً، وذلك لأن عبد الله كان أحبّ بني هاشم إلى أنفسهم. غير أن المنيّة اختطفته وهو في نُضرة شبابه.. وبقيت منيته ثلمة في قلوبهم وجرحا عميقا في نفوسهم. فكان ميلاد محمد (ص) بلسماً لذلك الجرح، وسدَّاً لذلك الفراغ، وذكرى لذلك الشاب العظيم.
وحيث كان من عادة الشرفاء في مكة ان يطلبوا لأبنائهم مراضع من أهل البادية، لتكون نشأة أولادهم سليمة عن الضعف الجسمي والنفسي، فقد اتخذ عبد المطلب شيخ بني هاشم، وكفيل النبي محمد امرأة عربية من أفصح القبائل العربية لساناً وأكرمهم خُلقاً لتكون مرضعةً ومربيةً له. تلك كانت " حليمة " المنسوبة إلى قبيلة " بني سعد " التي كانت تسكن أطراف مدينة طائف.
ودرج الطفل المبارك في أحضان القبيلة البدوية التي كانت تنظر إليه نظرة المحبة والود، لانه كان منشأ البركة والخير فيها، وأخذ ينمو نمواً سريعاً.
ولما بلغ السادسة من عمره، رافق أمه آمنة في سفرة ودّية الى يثرب " المدينة ".. وحينما قفلوا راجعين. توفيت آمنة في منزل " الأبواء " تاركة ابنها الوحيد يتيم الأبوين.
ولما بلغ الثامنة توفّي عبد المطلب جد النبي وكفيله، وترك كفالة محمد (ص) إلى أبي طالب، كما خوّل إليه سيادة بني هاشم. ووفادة الحاج.
ولم يكن أبو طالب كفيل النبي فقط، بل كان بمثابة والدٍ حنون يرى في إكرام ابن أخيه " محمد " وفاءً لحق أخيه عبد الله، وإطاعةً لأمر أبيه عبد المطلب، وأداءً لمسؤولية سيادته على بني هاشم، وعملا بوظيفته الإنسانية المقدسة في الحياة.
فكان النبي (ص) يذهب معه الى المرافق العامة، حتى تلك المناطق التي كانت محرّمة على غير السادة والأشراف، مثل دار الندوة التي كانت بمثابة رئاسة الوزراء في المملكة. وكان لايدخلها إلاّ من كان سيداً في قومه، ذلك لأن أبا طالب كان حريصا على حياة محمد وتربيته، حتى أنه لما أراد أبو طالب أن يواصل رحلة قريش التي كانت تتّجه إلى كل من اليمن في الشتاء، والشام في الصيف لغرض التجارة، اصطحب معه النبي (ص) وهو فتىً لم يبلغ مبلغاً من العمر يؤهله الى مثل هذه الرحلة المليئة بالأخطار.
وحينما سارت القافلة، رأوا شيئا غريباً لم يكونوا عرفوه من قبل. فقد رأوا أن سحابة ترفرف على القافلة فَتُظللهم من الشمس. وتُبدِّل الرحلة الخطيرة إلى رحلة سعيدة مريحة.



البشائر بمولدهاتفقت الإمامية إلا من شذ منهم على أن ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت في السابع عشر من شهر ربيع الأول يوم الجمعة عند طلوع الفجر في عام الفيل بمكة المعظمة في الدار المعروفة بدار محمد بن يوسف، وكان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فوهبه لعقيل بن أبي طالب فباعه أولاده محمد بن يوسف أخا الحجاج فأدخله في داره فلما كان زمن هارون أخذته الخيزران أمه فاخرجته وجعلته مسجداً فصار مكاناً معروفاً يزار ويصلى فيه ويتبرك به.

روي الشيخ الصدوق بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: كان أبليس لعنه الله يخترق السموات السبع فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سموات وكان يخترق أربع سموات فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجب عن السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم وقالت قريش هذا قيام الساعة التي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه. وقال عمرو بن أمية وكان من أزجر أهل الجاهلية انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها زمان الشتاء والصيف فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شيء وإن كانت تثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه وارتجس في تلك الليلة ايوان كسرى وسقطت منه أربعة عشر شرفة وغاضت بحيرة ساوة وفاض وادي السماوة وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ورأى المرزبان في تلك الليلة في المنام إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم وانفصم طاق الملك كسرى في وسطه وانخرقت عليه دجلة وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطال حتى بلغ المشرق ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوساً والملك مخرساً لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها وعظمت قريش في العرب وسموا آل الله قال أبو عبد الله عليه السلام إنما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام وقالت آمنة ان ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج مني نور أضاء له كل شيء وسمعت في الضوء قائلاً يقول انك قد ولدت سيد الناس فسميه محمداً واتى به عبد المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه فاخذه ووضعه في حجره ثم قال:
هذا الغلام الطيب الاردان
الحمد لله الذي اعطاني
قد ساد في المهد على الغلمان

ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه أشعاراً، وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه فقالوا ما الذي افزعك يا سيدنا فقال لهم ويلكم لقد انكرت السماء والأرض منذ الليلة لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم (عليهما السلام) فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا ما وجدنا شيئاً فقال إبليس لعنه الله أنا لهذا الأمر ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوفاً بالملائكة فذهب ليدخل فصاحوا به فرجع ثم صار مثل الصر وهو العصفور فدخل من قبل حرا فقال له جبرئيل عليه السلام وراك لعنك الله فقال له حرف أسألك عنه يا جبرئيل ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض؟ فقال له ولد محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال هل لي فيه نصيب؟ قال لا، قال: ففي أمته؟ قال: نعم. قال: رضيت.

وروي ابن شهر آشوب عن أمير المؤمنين عليه السلام قال لما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القيت الأصنام في الكعبة على وجوهها فلما أمسى سمع صيحة من السماء جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وروي أنه أضاء تلك الليلة جميع الدنيا وضحك كل حجر ومدر وشجر وسبح كل شيء في السموات والأرض لله عز وجل وانهزم الشيطان وهو يقول خير الأمم وخير الخلق واكرم العبيد وأعظم العالم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وروي الشيخ الكليني عن أبي جعفر عليه السلام قال لما ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء رجل من أهل الكتاب إلى ملأ من قريش فيهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة والعاص بن هشام وأبو دخرة بن أبي عمرو بن أمية وعتبة بن ربيعة فقال أولد فيكم مولود الليلة فقالوا لا قال فولد إذاً بفلسطين غلام اسمه أحمد بن شامة كلون الخز الادكن ويكون هلاك أهل الكتاب واليهود على يديه قد اخطاكم والله يا معشر قريش فتفرقوا وسألوا فاخبروا انه ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام فطلبوا الرجل فلقوه فقالوا انه قد ولد فينا والله غلام قال قبل ان أقول لكم أو بعد ما قلت لكم قالوا قبل ان تقول لنا قال فانطلقوا بنا إليه حتى ننظر إليه فانطلقوا حتى أتوا أمه فقالوا أخرجي ابنك حتى ننظر إليه فقالت ان ابني والله لقد سقط وما سقط كما يسقط الصبيان لقد اتقى الأرض بيديه ورفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج منه نور حتى نظرت إلى قصور بصرى وسمعت هاتفاً في الجو يقول لقد ولدتيه سيد الأمة فقولي اعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمداً قال الرجل فاخرجته فنظر إليه ثم قلبه ونظر إلى الشامة بين كتفيه فخر مغشياً عليه فاخذوا الغلام فادخلوه إلى أمه وقالوا بارك الله لك فيه فلما خرجوا افاق فقالوا له مالك ويلك قال ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة هذا والله من يبيرهم ففرحت قريش بذلك فلما رآهم قد خرجوا قال فرحتم أما والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل المشرق والمغرب وكان أبو سفيان يقول يسطو بمضر.

في قوله تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين).

قال الطبرسي: قال ابن عباس: كان اليهود يستفتحون، أي يستنصرون على الأوس والخزرج برسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل مبعثه، فلما بعثه الله من العرب ولم يكن من بني إسرائيل كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولونه فيه فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور: يا معشر اليهود اتقوا الله وأسلموا، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل الشرك وتصفونه وتذكرون أنه مبعوث فقال سلام بن مسلم أخو بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه وما هو بالذي كنا نذكر لكم.. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

في أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجبت له النبوة وآدم بين الروح والجسد.

[صحيح الترمذي: ج 2 ص 282] روي بسنده عن أبي هريرة (قال) قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة. (قال) وآدم بين الروح والجسد.

[مستدرك الصحيحين: ج 2 ص 600] روي بسنده عن العرباض ابن سارية السلمي (قال) سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول إني عند الله في أول الكتاب لخاتم النبيين وان آدم لمنجدل في طينته.

[حلية الأولياء: ج 7 ص 122] روي بسنده عن ميسرة الفخر (قال) قلت يا رسول الله متى كتبت؟ (قال) فقال الناس مه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعوه كتبت نبياً وآدم بين الروح والجسد.

[تاريخ بغداد: ج 3 ص 70] روي بسنده عن أبي هريرة (قال) سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) متى وجبت لك النبوة؟ (قال) بين خلق آدم ونفخ الروح فيه.


اوصافه صلى الله عليه وآله وسلم:
[طبقات ابن سعد: ج 1 القسم 2 ص 120] روي بسنده عن رجل من الأنصار أنه سأل علياً ـ وهو محتب بحمائل سيفه في مسجد الكوفة ـ عن نعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصفته (قال) كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبيض اللون مشرباً حمرة ادعج العين سبط الشعر كث اللحية سهل الخد، ذا وفرة دقيق المسربة، كأن عنقه أبريق فضة، له شعر من لبته إلى سرته، تجري كالقضيب ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، شئن الكف والقدم، إذا مشى كأنما ينحدر من صبب، وإذا مشى كأنما يتقلع من صخر، إذا التفت التفت جميعاً كأن عرقه في وجهه اللؤلؤ، ولريح عرقه اطيب من المسك الأذفر، ليس بالقصير، ولا بالطويل، ولا بالعاجز، ولا اللئيم، لم أر قبله ولا بعده مثله.

[كنز العمال: ج 4 ص 34] قال عن أبي هريرة (قال) توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول فلما كان صبيحة الخميس إذا نحن بشيخ قد جاء فقال أنا حبر من أحبار بيت المقدس، فقال يا علي صف لنا صفات رسول الله (صلى الله عليه وآله) كأني أنظر إليه فقال: بأبي وأمي لم يكن بالطويل الذاهب، ولا بالقصير، كان ربعة من الرجال، أبيض مشرباً حمرة، جعد المفرق، شعره إلى شحمة أذنيه، صلت الجبين، واضح الخدين مقرون الحاجبين، ادعج العينين، سبط الأشفار أقنى الأنف، دقيق المسربة، مفلج الثنايا، كث اللحية، كأن عنقه أبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، شئن الكفين والقدمين، له شعرات ما بين لبته إلى صدره تجري كالقضيب لم يكن على بطنه ولا على ظهره شعرات غيرها، يفوح منه ريح المسك إذا قام غرم الناس وإذا مشى فكأنما يتقلع من صخرة إذا التفت التفت جميعاً وإذا انحدر فكأنما ينحدر في صبب اطهر الناس خلقاً واشجع الناس قلباً واسخى الناس كفاً لم يكن قبله مثله ولا يكون بعده مثله أبداً (قال) الحبر يا عليّ أني أصبت في التوراة هذه الصفة، ايقنت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال أخرجه ابن عساكر (أقول): وذكر المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 195) حديثاً عن ابن عمر ان اليهود جاءوا إلى أبي بكر فقالوا صف لنا صاحبك فاحالهم على علي ابن أبي طالب (عليه السلام) فوصفه لهم بما يقرب مما ذكر في حديث أبي هريرة.


*****************
مو عجب تزهر الارض وانت ساكن ثراها موعجب يختفي القمر من تنور دجاها
موعجب تخجل الشمس وانت ماحي ضياها
السور تشهد الك ونورك يدور الفلك فاز من بيكم مسك واليعاديكم هلك
الله بك انقذ امم تايهه بجور وظلم تجمع مأسي
ضايعه بجهل وعدم رسخت فيها قيم مثل الرواسي
******************************
ولادته صلى الله عليه وآله


كان عبد المطلب، شيخ بني هاشم، ورئيسها المطاع. وكان له عشرة أولاد، أصغرهم وأفضلهم هو عبد الله.
وكانت في مكة قبيلة قريبة تعرف ببني زهرة، منحدرة من نسل زهرة بن كلاب بن مُرة.. وكانت امرأة من هذه القبيلة تسمى بـ "آمنة " بنت أحد شرفائها " وهب بن عبد مناف. فلمّا شبَّ عبد الله، زوّجه والدُه بآمنة، وتمَّ الزواج على أسعده.

الميلاد المبارك :
ولم تمض إلاّ مدة يسيرة حتى حملت آمنة بسيّد البريّة النبي محمد(ص) في حين أن عبد الله، والده الكريم، كان قد سافر في رحلة تجارية إلى الشام. فلما بلغ مدينة " يثرب" التي سميت فيما بعد بالمدينة
الرسول، وافاه الأجل، فولد النبي يتيما.
ورافقت ميلادَه الكريم حوادث خارقة حيث انخمدت نيران فارس المجوسية، وغاضت بحيرة ساوة وسقطت شرفات قصر كسرى ملك الفرس، ونُكّست الأصنام





ياربي صلي على النور الممجد هل الحزن من اسمه يتبدد بالسماء محمود وبالارض محمد











♀♂√بسم الله الرحمن الرحيم♀♂√
〖اللهم صلي وسلم وزد وبارك على رسول الله وآله الاطهار〗
شع النور من غرة نبينه وازدانت مكة والمـدينة
------------------
سطع بالكون أحمد عالي الشـــــان يمحلى هالبشـــاره طول الزمان
يوردة بهالمــــعالم تزهي ألـــــوان تفوح ابها الطهاره وكلها قـرآن
أمل اسمك عليـــنه وفوز ورضوان محمد يا محـــــــمد إنت عنـوان
عليك الباري صلى وضوت اجــنان ومن خدك تشعشع نور وإيمان
برهانك الأعلى بدى والدنيا بسمه امردِده انت الــــــهداية الخالدة
محلاها طلة موردة متبلله ابـــماي الندى نســمة مــــــحبة باردة
هاديـــنا وهدانا يا محمد محمد شيّـــد هالديانة يا محمد محمد
نال أعلى مكانه يا محمد محمد غامرنه بحنانه يا محمد محمد
وصلى الكون من بيّن علينه وازدانت مكة والمـدينة
------------------
هله يا حي ومرحب شرّف الــنور ملا الدنيـــه ابتسامه فرحةوسرور
غدا جبريل يــــسبّح والسمه تدور وإسرافيـــل ايهــــيئ بِســمَه الصور
وأمسى كل نبي بالـ ـفرحة مغمور فرح نوح بسفـــــينه تقطـــع ابحور
وإبـراهـــــيم اهنـي وبيته معـمور وفرحة موسى غطت جانب الطـــور
في مولده خــــير البشر العالم بنـــــوره ازدهر قرآن وساطع بالسور
سبحانه من سوّى وأمر صلى على البدر الأغر نور البصيرة والبصر
يا بو الزهرا أحـمد يا محمد محمد ليك الدنيه تشـهد يا محمد محمد
وصوت القدرة ردد يا محمد محمد ونورك ما إله حد يا محمد محمد
صار الكون زاهر من جبينه وازدانت مكة والمـدينة
------------------
سلام الله وتحـــــــية وروح وريحان يوردة امحمديــــة بأحلى بستــان
يعَذْب بكل صفـــــاته ونهره ريــــان وكوثر فينا يجري بأعذب الحــان
شربنا بكاسك أصفى حب ووجـــدان لأنك يا حبــــيـبي أعـــظم انسان
مرج بحرينك أسمى ما في الأكـوان صفا لؤلؤ يــلالي واحلى مرجان
حبك شغف قلبي وسمى ما تحبسه أرض وسمه وصار اعلى صدري أوسمة
حبك يوالد فاطـــــــــمة رحـمة وشرف أتسلمه يكـــــــــــفيني نار الحاطمة
بالهادي وجماله يا محمد محمد وبنوره وكمـــاله يا محمد محمد
وبهيبة جــــلاله يا محمد محمد صلوا اعليه وآله يا محمد محمد
بين الناس في المحشر ولينه وازدانت مكة والمدينة
----------------






احبتي
لقد استمتعنا باستماعنا الى
اسمه &كنيته&القابه&حياته&ولادته&القصيده التي انشدتها لنا العزيزه غريب طوس &الاحاديث الشريفه
اما الان
سنتمتع وسأعلن لكن اخواتي الفاطميات ماخبيته لكم
وهو فضائــــــــــــــــــــــــــــــل مرسول الرحمه محمد ومعجزاته وهجرته




الجود والكرم والسخاء
فكان (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يجاري في هذه الأخلاق الكريمة ولا يباري بهذا، وصفه كل من عرفه قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أجود الناس كفاً وأكرمهم عشرةً من خالطه فعرفه أحبه.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: وأنا أديبي الله وعلي أديبي أمرني ربي بالسخاء والبر ونهاني عن البخل والجفاء وما شيء أبغض إلى الله عز وجل من البخل وسوء الخلق وإنه ليفسد العمل كما يفسد الطين العسل. وروي عن الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أقبل إلى الجعرانة فقسم فيها الأموال وجعل الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجأوه إلى شجرة فأخذت بردة وخدشت ظهره حتى جلوه عنها وهم يسألونه فقال: أيها الناس ردوا علي بردي والله لو كان عندي شجر تهامة نعماً لقسمته بينكم ثم ما ألفيتموني جباناً ولا بخيلاً.
ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة قال: فما رأيت تلك الشجرة إلا خضراء كأنما يرش عليها الماء.
الجعرانة وهو موضع بين مكة والطائف وهي إلى مكة أقرب، والأموال التي قسمت بينهم هي غنائم حنين وأعطى غير واحد مائة من الإبل.
وروي أهل السير أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في مرض موته للعباس: يا عم رسول الله تقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضي ديني قال العباس: يا رسول الله عمك شيخ كبير ذو عيال كثير وأنت تباري الريح سخاءً وكرماً وعليك وعد لاينهض به عمك قال الشيخ الأزري (قدس سره):
وكذا أشرف الطبـــاع ســـخاها
كــــم سخــى منعماً فأعتق قوما
كســــيول جــــرت إلـى بطحاها
وهبـــــات لـــــه عقــــيب هبات

وقال البوصيري:

بالحســـن مشـــتمل بالبشـر مبتسم
أكـــرم بخـــــلق نبــــــي زانه خلق
والبحـــر فـي كرم والدهـر في همم
كـالزهر في ترف والبدر في شرف
فـــي عسـكر حين تلقاه وفي حشم
كـــــأنه وهـــــو فرد فـــــي جـلالته

قال جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) ما سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيء قط فقال: لا، وروي أن رجلاً أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ما عندي شيء ولكن أتبع علياً فإذا جاءنا شيء قضيناه.
قال عمر: فقلت: يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه قال: فكره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال الرجل: أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالاً قال: فتبسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعرف السرور في وجهه.

أو يـــرجع الجـــار منه غيـــر محترم
حــاشــاه أن يحرم الراجي مكارمه

ولما أعجب كلام هذا الرجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتلقاه بالقبول استشهد به مولانا أبو الحسن الرضا (عليه السلام) في كتابه إلى أبي جعفر الجواد (عليه السلام) فقد روي الصدوق عن البزنطي رحمة الله عليهما قال قرأت كتاب أبي الحسن الرضا إلى أبي جعفر (عليه السلام): يا أبا جعفر بلغني أن الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير وإنما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيراً فأسألك بحقي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلا من الباب الكبير وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ثم لا يسألك أحداً إلا أعطيته ومن سألك من عمومتك إذ تبره فلا تعطه أقل من خمسين ديناراً و الكثير إليك ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين ديناراً والكثير إليك إني إنما أريد أن يرفعك الله تعالى فأنفق ولا تخش من ذي العرش إقتاراً.
أقول: ولقد سرت السخاوة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى رهطه حكى المسعودي في مروج الذهب أن سائلاً وقف على عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وقال: تصدق بما رزقك الله فإني نبئت أن عبيد الله بن العباس أعطى سائلاً ألف درهم واعتذر إليه فقال: وأين أنا من عبيد الله قال له: أين أنت في الحسب أو في كثرة المال قال: فيهما جميعاً قال: إن الحسب في الرجل مروءته وحسن فعله فإذا فعلت ذلك كنت حسيباً فأعطاه ألفي درهم واعتذر إليه فقال له السائل: إن لم تكن عبيد الله فأنت خير منه وإن كنت هو فأنت اليوم خير منك أمس فأعطاه ألفاً أيضاً فقال: لئن كنت عبيد الله إنك لأسمح أهل دهرك وما أخالك إلا من رهط فيهم محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأسألك بالله أنت هو قال: نعم قال: والله ما أخطأت إلا باعتراض الشك بين جوانحي وإلا فهذه الصورة الجميلة والهيئة المنيرة لا يكون إلا في نبي أو عترة نبي.

الشجاعــة
فكان (صلى الله عليه وآله وسلم) منهما بالمكان الذي لا يجهل قد حضر المواقف الصعبة وفر الكماة والأبطال عنه غير مرة وهو ثابت لا يبرح ومقبل لا يدبر سأل رجل البراء وقال: أفررتم يوم حنين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يفر ثم قال: لقد رأيته (صلى الله عليه وآله وسلم) على بغلته البيضاء وأبو سفيان آخذ بلجامها والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
أنـــــا ابـــــن عــبـــد المــطلب
أنـــــا الـنـــبـــي لا كــــذب
قيل فما رؤي يومئذ أحد كان أشد منه قلت: المراد بأبي سفيان هنا أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب وقد تقدم ذكره في أولاد عبد المطلب.
وذكر مسلم، عن العباس قال: فلما التقى المسلمون والكفار ولّى المسلمون مدبرين وطفق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يركض بغلته نحو الكفار وأنا آخذ بلجامها أكفها إرادة أن لا تسرع وأبو سفيان آخذ بركابه وقيل: كان (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا عضب ولا يغضب إلا لله لم يقم لغضبه شيء وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إنا كنا إذا (اشتد خ ل) حمي البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو أقربنا إلى العدو وكان أشد الناس يومئذ باساً.

فمـــــا تـــفــــرق بيـــــن البهم والبهم
طــــارت قـــلوب العدى من بأسه فــرقا
إن تــلقه الأسد في آجامها تجم (1)
ومــــن يــــكن بــــرسول الله نصــــرته
وقيل: كان الشجاع هو الذي يقرب منه إذ دنا العدو لقربه (صلى الله عليه وآله وسلم) منه وكان أبي بن خلف يقول للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندي رمكة(2) أعلفها كل يوم فرقاً من ذرة أقتلك عليها فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بل أنا أقتلك إن شاء الله تعالى فلما كان يوم أحد يقول أبي: أين محمد لا نجوت إن نجا حتى إذا دنى منه شد على فرسه على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاعترضه رجال من المسلمين فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): دعوه فلما دنا منه تناول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحربة من الحرث بن الصمة ثم استقبله فطعنه في عنقه فخدش خدشة فتدهده عن فرسه وهو يخور خور الثور ويقول: قتلني محمد فاحتمله أصحابه وقالوا: ليس عليك بأس فقال: بلى لو كانت هذه الطعنة بربيعة ومضر، وفي رواية أخرى: لو كان ما بي بجميع الناس لقتلهم أليس قد قال لي: أنا أقتلك فلو بزق علي بعد تلك المقالة لقتلني فلم يلبث إلا يوماً حتى مات.

منـــقذ الهـــالكين مــن بأساها
بـــأســـه مهـلــك وأدنى يـداه
جـــــاوزت نيــــراته جــــوزها
ســـؤدد قــارع الكواكب حتى

وقال مالك بن عوف حين أسلم وهو الذي جمع هوازن لحرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخذ ماله وأسر أهله في الأسارى فلحق برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل فأسلم وحسن إسلامه وقال:

فــــي النــــاس كــــلهــــم بمثل محمد
مـــا إن رأيـــــت ولا ســــمعت بـمثــــله
ومتــــــى تــــشـــا يخبرك عما في غد
أوفى وأعطى للجزيل إذا اجتدى(3)
بالسمهري وضـــرب كـــــل مهــــــنـد
وإذا الكتيــــبة عــــردت أنــــيابـــــــــها
وســــط الهبــــائة خـــــادر في مرصد
فـــكأنــــه ليـــــث عـــــلى أشـــــبالـــــه

قيل: وكأنه أخذ من قوله وإذا الكتيبة عردت (الخ) السيد الحميري في مدحه لأمير المؤمنين (عليه السلام):

والمــــرء عمــــا قــال مسؤول
أقســــم بــالله وآياته (آلائه خ)
عــلى التــــقى والبـــر مجــبول
إن عــــلي بــــن أبــــــي طالب
وأحــــجمت عنــــها البــــهاليل
كــــان إذا الحــرب مـرتها القنا
أبيـــض مــاضي الحد مصقول
يــمشي إلـــى القــرن وفي كفه
أبــــرزه للقــــنص الغيــــــــــل
مشــــى العــفــرنــا بين أشباله
عليـــــه ميــــكال وجبـــــريـــل
ذاك الــــذي ســـلم فـــي ليـــلة
ألــــف ويــــتلوه ســــرافــــــيل
جبـريــل فـــي ألف وميكال في
كـــأنــــهم طــــير أبــــابيـــــــل
لـــيــــلة بــــدر مــــدداً أنــزلوا
الحياء والإغضاء
أي التغافل عما يكره الإنسان بطبيعته فكان (صلى الله عليه وآله وسلم) منهما بالمحل الأعلى وفائزاً بالقدح المعلي قال الله تعالى: (إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم). وقال أبو سعيد الخدري: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيياً لا يُسئل شيئاً إلا أعطاه وقال: كان (صلى الله عليه وآله وسلم) أشد حياءً من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) لطيف البشرة رقيق الظاهر لا يشافه أحداً بما يكرهه حياءً وكرم نفس وكان إذا بلغه عن أحد ما يكرهه لم يقل ما بال فلان يقول كذا ولكن يقول: ما بال أقوام يصنعون كذا ويقولون كذا ينهى (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه ولا يسمي فاعله.

وروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كان من حيائه لا يثبت بصره في وجه أحد وأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يكني عما اضطره الكلام إليه مما يكره.

التعامل الإجـتماعي
كان أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال كان أجود الناس كفاً وأجرأ الناس صدراً وأصدق الناس لهجةً وأوفاهم ذمةً وألينهم عريكةً وأكرمهم عشرةً من رآه بديهة هابه ومن خالطه فعرفه أحبه لم أرَ مثله قبله ولا بعده.
لله در القائل:

ما فيــه مــن كـرم الأخلاق والشيم
فمـــا تطـــاول آمـــال الـمــديـــح إلـى
فـــإنـــه اتــصـــلت مـن نــوره بهم
وكـــل آي أتـــى الــرســـل الكرام بها
يظــهرن أنـوارها للناس في الظلم
فـــإنــه شـمـــس فــضل هـم كواكبـها

وذكر العلماء في أخلاقه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كان يؤلف الناس ولا ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويقول (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره ولا خلقه يتفقد أصحابه ويعطي كل جلسائه نصيبه لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه من جالسه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس خلقه وبسطه فصار لهم أباً وصاروا عنده في الخلق سواء.
وكان يجيب من دعاه، ويقبل الهدية ولو كانت كراعاً ويكافئ عليها يغضب لربه عز وجل ولا يغضب لنفسه وينفذ الحق وإن عاد ذلك بالضرر عليه وعلى أصحابه. عرض عليه الانتصار بالمشركين على المشركين وهو في قلة وحاجة إلى إنسان واحد يزيد في عدد من معه فأبى وقال: إنا لا نستنصر من مشرك.
وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) دائم البِشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا فحاش ولا غياب ولا مداح يتغافل عما لا يشتهي ولا يؤيس منه.
وقال الله تعالى: (فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) وقال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن).
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إن يهودياً كان له على رسول الله دنانير فتقاضاه فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك فقال: فإني لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني فقال: إذاً أُحبس معك فجلس (صلى الله عليه وآله وسلم) معه حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة وكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتهددونه و يتواعدونه فنظر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليهم فقال: ما الذي تصنعون به فقالوا: يا رسول الله يهودي يحبسك فقال: لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهداً ولا غيره فلما أعلا النهار قال اليهودي: أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وشطر مالي في سبيل الله.
وعن أنس قال: خدمت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عشر سنين فما قال لي أُف قط وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته ولا لشيء تركته لِمَ تركته وقال: كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شربة يفطر عليها وشربة للسحر وربما كانت واحدة وربما كانت لبناً وربما كانت الشربة خبزاً يماث فهيأتها له (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات ليلة فاحتبس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فظننت أن بعض أصحابه دعاه فشربتها حين احتبس فجاء بعد العشاء بساعة فسألت بعض من كان معه: هل كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أفطر في مكان أو دعاه أحد؟ فقال: لا، فبتّ بليلة لا يعلمها إلا الله من غم أن يطلبها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يجدها فيبيت جائعاً فأصبح صائماً وما سألني عنها ولا ذكرها حتى الساعة.
وقالت عائشة: ما كان أحد أحسن خلقاً من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما دعاه أحد من أصحابه ولا أهل بيته إلا قال: لبيك.
وقال جرير بن عبد الله: ما حجبني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قط منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم وكان يمازح أصحابه ويخالطهم ويحادثهم ويداعب صبيانهم ويجلسهم في حجره ويجيب دعوة الحر والعبد والأمة والمسكين ويعود المرضى في أقصى المدينة ويتبع الجنائز ويقبل عذر المعتذر ولا يرتفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا ملبس ولا يأتيه أحد حراً وعبداً أو أمةً إلا قام معه في حاجته لا فظ ولا غليظ لا يجلس متكئاً ولا يتقدمه مطرق ولا يثبت بصره في وجه أحد ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن يغضب لربه ولا يغضب لنفسه.
وعن أنس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائباً دعا له وإن كان شاهداً زاره وإن كان مريضاً عاده.
وروي أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يدع أحداً يمشي معه إذا كان راكباً حتى يحمله معه فإن أبى قال تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد ودعاه قوم من أهل المدينة إلى طعام صنعوه له ولأصحاب له خمسة فأجاب دعوتهم فلما كان في بعض الطريق أدركهم سادس فماشاهم فلما دنوا من بيت القوم قال للرجل السادس: إن القوم لم يدعوك فاجلس حتى نذكر لهم مكانك ونستأذنهم بك.
وروي عن طريق العامة أنه كان في سفر فأمر بإصلاح شاة فقال رجل: يا رسول الله عليّ ذبحها وقال آخر: عليّ سلخها وقال آخر: عليّ طبخها فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): وعليّ جمع الحطب فقالوا: يا رسول الله نحن نكفيك فقال: قد علمت أنكم تكفوني ولكني أكره أن أتميز عليكم فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه وقام فجمع الحطب.
وكان في سفره فنزل إلى الصلاة ثم كرّ راجعاً فقيل: يا رسول الله أين تريد؟ قال: أعقل ناقتي قالوا: نحن نعقلها قال: لا يستعن أحدكم بالناس ولو في قضمة من سواك.
وقال أنس: ما التقم أحد أُذن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فينحّي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحّي رأسه. وما أخذ أحد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخر وما قعد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل قط فقام حتى يقوم ولم يرَ مقدماً ركبتيه بين يدي جليس له وكان يبدأ من لقيه بالسلام ويبدأ أصحابه بالمصافحة لم ير قط ماداً رجليه بين أصحابه يكرم من يدخل عليه وربما بسط له ثوبه ويؤثره بالوسادة التي تحته ويعزم عليه في الجلوس عليها إن أبى ويكني أصحابه ويدعوهم بأحب أسمائهم تكرمةً لهم ولا يقطع على أحد حديثه.
روي عن سلمان قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو متكئ على وسادة فألقاها إليّ ثم قال: يا سلمان ما من مسلم دخل على أخيه المسلم فيلقي له الوسادة إكراماً له إلا غفر الله له.
وعن الصادق (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقسم لحظاته بين أصحابه فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية قال: ولم يبسط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجليه بين أصحابه قط وإن كان يصافحه الرجل فما يترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يده من يده حتى يكون هو التارك فلما فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه قام بيده فنزعها من يده.
وروي أنه لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته وسأله عن حاجته فإذا فرغ عاد إلى صلاته وكان أكثر الناس تبسماً وأطيبهم نفساً ما لم ينزل عليه قرآن أو يعظ ويخطب.
وروي أنه كان خدم المدينة يأتون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا صلى الغداة بآنيتهم فيها الماء فما يؤتى بآنية إلا غمس يده فيها وربما كان ذلك في الغداة الباردة يريدون به التبرك.
وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو يسميه فيأخذه فيضعه في حجره تكرمةً لأهله فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين بال فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله ثم يفرغ له من دعائه أو تسمية فيبلغ سرور أهله فيه ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعد ودخل رجل المسجد وهو جالس وحده فتزحزح له فقال الرجل:في المكان سعة يا رسول الله فقال: إن حق المسلم على المسلم إذا رآه يريد الجلوس إليه أن يتزحزح له.
وروي أن علياً (عليه السلام) صاحب رجلاً ذمياً فقال له الذمي: أين تريد يا عبد الله؟ قال: أريد الكوفة فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه علي (عليه السلام) فقال له الذمي: أليس زعمت تريد الكوفة؟ قال: بلى فقال له الذمي: فقد تركت الطريق فقال: قد علمت فقال له: فلم عدلت معي وقد علمت ذلك فقال له علي (عليه السلام): هذا من تمام حسن الصحبة أن يشيّع الرجل صاحبه هنيهة إذا فارقه وكذلك أمرنا نبينا فقال هكذا أمركم نبيكم قال: نعم فقال له الذمي: لا جرم أن تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة وأنا أشهدك أني على دينك فرجع الذمي مع علي (عليه السلام) فلما عرفه أسلم.

رحمة للعالمين
فقد قال الله تعالى فيه: (عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) وقال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين) قيل: من فضله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الله تعالى أعطاه اسمين من أسمائه فقال: (بالمؤمنين رؤوف رحيم).
روي أن إعرابياً جاءه يطلب منه شيئاً فأعطاه ثم قال: أحسنت إليك قال الأعرابي: لا ولا أجملت فغضب المسلمون وقاموا إليه فأشار إليهم أن كفوا ثم قام ودخل منزله وأرسل إليه وزاده شيئاً ثم قال: أحسنت إليك قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي من ذلك شيء فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب ما في صدورهم عليك قال: نعم فلما كان الغد أو العشي جاء فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم أنه رضي أكذلك قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): مثلي ومثل هذا مثل رجل له ناقة شردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفوراً فناداهم صاحبها خلوا بيني وبين ناقتي فإني ارفق بها منكم وأعلم فتوجه لها بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوى عليها وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار.
وروي عن العلاء بن الحضرمي أنه قال: إن لي أهل بيت أحسن إليهم فيسيئون وأصلهم فيقطعون فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك … الآية، فقال العلاء: إني قلت شعراً هو أحسن من هذا قال (صلى الله عليه وآله وسلم): وما قلت فأنشده شعره فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن من الشعر لحكماً وإن من البيان لسحراً وإن شعرك لحسن وإن كتاب الله أحسن.
وروي أن أعرابياً من بني سليم يتبدى في البرية فإذا هو بضب قد نفر من بين يديه فسعى وراءه حتى اصطاده ثم جعله في كمه وأقبل يزدلف نحو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما أن وقف بإزائه ناداه: يا محمد يا محمد أنت الساحر الكذاب الذي ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة هو أكذب منك أنت الذي تزعم أن لك في هذه الخضراء إلهاً بعث بك إلى الأسود والأبيض، واللات والعزى لولا أني أخاف أن قومي يسمونني العجول لضربتك بسيفي هذا ضربة أقتلك بها فأسود بك الأولين والآخرين فوثب إليه عمر بن الخطاب ليبطش به فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): اجلس يا أبا حفص فقد كاد الحليم أن يكون نبياً.
ثم التفت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الأعرابي فقال له: يا أخا بني سليم هكذا تفعل العرب يتهجمون علينا في مجالسنا يجبهوننا بالكلام الغليظ يا أعرابي والذي بعثني بالحق نبياً إن من ضرَّ بي في دار الدنيا هو غداً في النار يتلظى …
وروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم سليم الصدر.
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دخل يهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعائشة عنده فقال: السام عليكم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليك ثم دخل آخر فقال مثل ذلك فرد عليه كما رد على صاحبه فغضبت عائشة فقالت: عليكم السام والغضب واللعنة يا معشر اليهود يا أخوة القردة والخنازير فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عائشة إن الفحش لو كان ممثلاً لكان مثال سوء إن الرفق لم يوضع على شيء قط إلا زانه ولم يرفع عنه إلا شانه.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتوضأ إذ لاذ به هر البيت وعرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه عطشان فأصغى إليه الأناء حتى شرب منه الهر وتوضأ (صلى الله عليه وآله وسلم) بفضله.

حسن العهد و صلة الرحم
فروي عن أنس قال: كان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) إذا أُتي بهدية قال: اذهبوا بها إلى بيت فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة إنها كانت تحب خديجة.
وعن عائشة قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة لما كنت أسمعه (صلّى الله عليه وآله وسلم) يذكرها وإنه كان ليذبح الشاة فيهديها إلى خلائلها. وعن أبي قتادة قال: وفد وفد للنجاشي فقام النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) يخدمهم فقال له أصحابه: نكفيك فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين وإني أحب أن أكافئهم. ولما جيء بأخته من الرضاعة (شيماء) في سبايا هوازن وتعرفت له بسط لها رداءه وقال لها: إن أحببت أقمت عندي مكرمة محببة أو متعتك ورجعت إلى قومك فاختارت قومها فمتعها.
وقال أبو الطفيل رأيت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأنا غلام إذ أقبلت امرأة حتى دنت منه فبسط لها رداءه فجلست عليه فقلت: من هذه؟ قالوا: أُمه التي أرضعته.
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أتته أخت له من الرضاعة فلما أن نظر إليها سر بها وبسط رداءه لها فأجلسها عليه ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها ثم قامت فذهبت ثم جاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها فقيل: يا رسول الله صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل فقال: لأنها كانت أبر بأبيها منه.
وعن عمرو بن السائب قال: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان جالساً يوماً فأقبل أبوه من الرضاعة فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه ثم أقبل أخوه من الرضاعة فقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فأجلسه بين يديه وكان (صلّى الله عليه وآله وسلم) يبعث إلى ثويبة مولاة أبي لهب مرضعته بصلة وكسوة فلما ماتت سأل من بقي من قرابتها فقيل لا أحد.
وفي حديث خديجة (رضي الله عنها) أنها قالت له: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسي المعدوم وتقري الضيف وتعين على النوائب.

التواضع
فكان أشد الناس تواضعاً وحسبك أنه خُيّر بين أن يكون عبداً رسولاً متواضعاً أو ملكاً رسولاً ولا ينقصه مما عند ربه شيئاً فأختار أن يكون عبداً متواضعاً رسولاً.
وعن أبي إمامة قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متوكئاً على عصا فقمنا له فقال: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً وقال أنس: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيته وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس حين يدخل وكان يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويقول: إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد.
قال الصادق (عليه السلام): ما أكل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متكئاً منذ بعثه الله عز وجل نبياً حتى قبضه الله إليه متواضعاً لله عز وجل.
وقال: مرت امرأة بذيئة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يأكل وهو جالس على الحضيض فقالت: يا محمد والله إنك لتأكل أكل العبد وتجلس جلوسه فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ويحك أي عبدٍ أعبدَ مني؟ قالت: فناولني لقمة من طعامك فناولها فقالت: لا والله إلا التي في فمك فأخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اللقمة من فمه فناولها فأكلتها. قال أبو عبد الله (عليه السلام): فما أصابها داء حتى فارقت الدنيا روحها.
وعنه (عليه السلام): كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يحب الركوب على الحمار موكفاً والأكل على الحضيض مع العبيد ومناولة السائل بيديه وكان يركب الحمار ويردف خلفه عبده أو غيره ويركب ما أمكنه من فرس أو بغلة أو حمار. وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف عليه أكاف من ليف.
وعن أبي جعفر (عليه السلام): قال خرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يريد حاجة فإذا بالفضل بن العباس فقال: احملوا هذا الغلام خلفي قال: فاعتنق رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بيده من خلفه على الغلام ثم قال: يا غلام خف الله تجده أمامك يا غلام خف الله يكفك ما سواه.
وروي أنه أردف أسامة في حجة الوداع حين دفع من الموقف وأردف الفضل لما دفع من المشعر.
وقال أهل السير: وكان في بيته في مهنة أهله ويقطع اللحم ويجلس على الطعام محقراً وكان يلطع أصابعه ولم يتجشأ قط يحلب شاته ويرقع ثوبه ويخصف نعله ويخدم نفسه ويقم البيت ويعقل البعير ويعلف ناضحه ويطحن مع الخادم ويعجن معها ويحمل بضاعته من السوق ويضع طهوره بالليل بيده ويجالس الفقراء ويؤاكل المساكين ويناولهم بيده.

العدالة و الأمانة و العفة
فهو من هذه الخصال بمكان اعترف له بذلك محادوه وأعداؤه فكان يسمى قبل نبوته الأمين ويودعون عنده الودائع.
فروي أنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) لما أراد الهجرة خلف علياً (عليه السلام) لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده ولما اختلفت قريش عند بناء الكعبة في من يضع الحجر حكموا أول داخل عليهم فإذا بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) داخل وذلك قبل نبوته فقالوا: هذا محمد هذا الأمين قد رضينا به.
وعن الربيع بن خثيم قال: كان يتحاكم إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في الجاهلية قبل الإسلام وفي قصة دار الندوة واجتماع قريش وإبليس في تدبير قتل رسول الله قال أبو جهل في كلام له: حتى نشأ فينا محمد بن عبد الله فكنا نسميه الأمين لصلاحه وسكونه وصدق لهجته حتى إذا بلغ ما بلغ وأكرمناه ادعى إني رسول الله.
وروي أن أبا جهل قال للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): إنا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به فنزلت: (فإنهم لا يكذبونك…).
وقيل: إن الأخنس بن شريق لقي أبا جهل يوم بدر فقال له: يا أبا الحكم ليس هنا غيري وغيرك يسمع كلامنا تخبرني عن محمد صادق أم كاذب؟ فقال أبو جهل: والله إن محمداً لصادق وما كذب محمد قط.
وسأل هرقل عنه أبا سفيان فقال: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال: لا.
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم) لخويصرة في كلام له عند تقسيم غنائم حنين: ويلك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون.
وروي عن عمار (رضي الله عنه) قال: كنت أرعى غنيمة أهلي وكان محمد يرعى أيضاً فقلت: يا محمد هل لك في فخ فإني تركتها روضة برق قال: نعم فجئتها من الغد وقد سبقني محمد وهو قائم يذود غنمه عن الروضة قال: إني كنت واعدتك فكرهت أن أرعى قبلك.

الوقار و المرؤة
فكفى في ذلك التعبير عنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) بصاحب الوقار والسكينة مع ما روي أنه كان أوقر الناس في مجلسه لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه وكان خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء وكان أعف الناس وأشدهم إكراماً لأصحابه لا يمد رجليه بينهم ويوسع عليهم إذا ضاق المكان ولم يكن ركبتاه تتقدمان ركبة جليسه.
وكان كثير السكوت لا يتكلم في غير حاجة يعرض عمن تكلم بغير جميل وكان ضحكه تبسماً وكلامه فصلاً وكان ضحك أصحابه عنده التبسم توقيراً له واقتداء مجلسه مجلس حلم وحياء وخير وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير.
وكان يجلس حيثما انتهى به المجلس ويأمر الناس بذلك وكان (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول: أعطوا المجالس حقها قيل: وما حقها؟ قال: غضوا أبصاركم وردوا السلام وأرشدوا الأعمى وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ويقول (صلّى الله عليه وآله وسلم): إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع فهو أولى بمكانه وكان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر وإذا جلس إليه أحدهم لم يقم (صلّى الله عليه وآله وسلم) حتى يقوم الذي جلس إليه إلا أن يستعجله أمر فيستأذنه.
وكان أهل بيته المقتبسون من مشكاته كذلك فقد روي اليسع بن حمزة قال: كنت أنا في مجلس أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أحدثه وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام إذ دخل عليه رجل طوال أدم فقال له: السلام عليك يابن رسول الله رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك (عليهم السلام) مصدري من الحج وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ به مرحلة فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله عليّ نعمة فإذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك فلست موضع صدقة فقال له اجلس رحمك الله وأقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا فقال: أتأذنون لي في الدخول فقال له سليمان: قدم الله أمرك فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ثم خرج ورد الباب وأخرج يده من أعلى الباب وقال: أين الخراساني؟ فقال: ها أنا ذا فقال: خذ هذه المائتي دينار واستعن بها في مؤنتك ونفقتك وتبرك بها ولا تتصدق بها عني واخرج فلا أراك ولا تراني ثم خرج فقال سليمان: جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه؟ فقال: مخافة أن أرى ذلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته أما سمعت حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجة والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له أما سمعت قول الأُوَل:

رجعت إلى أهلي ووجهي بمائة
متى آته يوماً لأطلب حاجةً
الفصاحة و البلاغة
فقد كان (صلّى الله عليه وآله وسلم) من ذلك بالمحل الأفضل والموضع الذي لا يجهل أوتي جوامع الكلم وخص ببدائع الحكم يخاطب العرب كل أمة منها بلسانها ويحاورها بلغتها ويباريها في منزع بلاغتها حتى كان كثيراً من أصحابه يسألونه في غير موطن عن شرح كلامه وتفسير قوله عن تأمل حديثه وسيره علم ذلك وتحققه.
وليس كلامه مع قريش والأنصار وأهل الحجاز ونجد ككلامه مع ذي المشعار الهمداني وطهفة النهدي وقطن بن حارثة العليمي ووائل بن حجر الكندي وغيرهم من قبائل حضرموت وملوك اليمن قال له أصحابه ما رأينا الذي هو أفصح منك فقال وما يمنعني وإنما أنزل القرآن بلساني وقال مرة أخرى: بيد أني من قريش ونشأت في بني سعد فجمع له بذلك قوة عارضة البادية وجزالتها وفصاحة ألفاظ الحاضرة ورونق كلامها.
قالت أم معبد في وصفها له (صلّى الله عليه وآله وسلم): حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظمن.
وقال ابن عباس كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إذا حدث الحديث أو سأل عن الأمر كرره ثلاثاً ليفهم ويفهم عنه.
قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما كلم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) العباد بكنه عقله قط قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم. قال بعض العلماء: كان (صلّى الله عليه وآله وسلم) أفصح الناس منطقاً وأعلاهم كلاماً ويقول: أنا أفصح العرب وأهل الجنة يتكلمون فيها بلغة محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكان نزر الكلام سمح المقالة إذا نطق ليس بمهذار وكان كلامه كخرزات النظم.
وكان (صلّى الله عليه وآله وسلم) أوجز الناس كلاماً وبذلك جاء جبرئيل وكان مع الإيجاز يجمع كل ما أراد وكان يتكلم بجوامع الكلم لا فضول ولا تقصير.كلامه يتبع بعضه بعضاً بين كلامه توقف يحفظه سامعه ويعيه وكان جهير الصوت أحسن الناس نغمة وكان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة ولا يقول في الرضا والغضب إلا الحق.
وأما نظافة جسمه وطيب ريحه وعرقه ونزاهته عن الأقذار
خصه الله بخصائص لم توجد في غيره قال أنس: ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم). وعن جابر بن سمرة أنه مسح خده قال: فوجدت ليده برداً وريحاً كأنما أخرجها من جونة(4) وكان يصافح المصافح فيظل يومه يجد ريحها ويضع يده على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان بريحها.
روي أنه نام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في دار أنس فعرق فجاءت أمه بقارورة تجمع فيها عرقه فسألها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك فقالت: نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب وفي أخبار تزويج فاطمة من علي (عليهما السلام) كان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أمر نساءه أن يزينها ويصلحن من شأنها في حجرة أم سلمة فاستدعين من فاطمة (عليها السلام) طيباً فأتت بماء ورد فسألت أم سلمة عنه فقالت: هذا عرق رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كنت آخذه عند قيلولة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) عندي. وعن جابر: لم يكن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) يمر في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه سلكه من طيبه.
وذكر إسحاق بن راهويه أن تلك كانت رائحته بلا طيب. وروي أنه كان يتطيب بالمسك حتى يرى وبيضه(5) في مفرقه وكان يستجمر بالعود القماري وكان يعرف في الليلة المظلمة قبل أن يرى بالطيب فيقال هذا النبي.
وعن الصادق (عليه السلام) قال كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ينفق على الطيب أكثر مما ينفق على الطعام. وروي أنه كان يتجمل لأصحابه فضلاً على تجمله لأهله ويقول: إن الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيأ لهم ويتجمل.

الزهد و العبادة
روي أنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) صلى حتى انتفخت قدماه وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عند عائشة ليلتها فقالت: يا رسول الله لِمَ تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة ألا أكون عبداً شكوراً.
قال: وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل الله سبحانه: (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) وقال علي بن الحسين (عليه السلام): إن جدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له وتعبد بأبي هو وأمي حتى انتفخ الساق وورم القدم.
وروي أنه كان إذا قام إلى الصلاة يسمع من صدره أزيز كأزيز المرجل.
وقال ابن هالة: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) متواصل الأحزان دائم الفكرة ليست له راحة. وقال أبو ذر (رضي الله عنه) قام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ليلة يردد قوله تعالى: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم).
ولما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لابن مسعود اقرأ عليّ قال: ففتحت سورة النساء فلما بلغت: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) رأيت عيناه تذرفان من الدمع فقال لي: حسبك الآن.


من معجزاته

القرآن الكريم
وانزل الله تعالى على نبيّه حين بعثه بالنبوّة قرآناً عربيّاً مبيّناً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد أعجز النبي(صلى الله عليه وآله) به البلغاء وأخرس الفصحاء وتحدّاهم فيه فلم يستطيعوا معارضته وهم أفصح العرب بل واليهم تنتهي الفصاحة والبلاغة، وقد حوى هذا الكتاب العزيز المنزل من لدن حكيم عليم من أحكام الدين وأخبار الماضين وتهذيب الاخلاق والأمر بالعدل والنهي عن الظلم وتبيان كل شيء ما جعله يختلف عن كل الكتب حتّى المنزّلة منها وهو ما يزال يتلى على كر الدهور ومر الأيام وهو غض طري يحيّر ببيانه العقول ولا تملّه الطباع مهما تكررت تلاوته وتقادم عهده.
وقد كان القرآن الكريم معجزة فيما أبدع من ثورة علمية وثقافية في ظلمات الجاهلية الجهلاء وقد أرسى قواعد نهضته على منهج علمي قويم، فحثّ على العلم وجعله العامل الأوّل لتسامي الانسان نحو الكمال اللائق به وحثّ على التفكير والتعقّل والتجربة والبحث عن ظواهر الطبيعة والتعمق فيها لاكتشاف قوانينها وسننها وأوجب تعلّم كل علم تتوقف عليه الحياة الاجتماعية للانسان واهتم بالعلوم النظرية من كلام وفلسفة وتاريخ وفقه وأخلاق، ونهى عن التقليد واتباع الظن وأرسى قواعد التمسك بالبرهان.
وحثّ القرآن على السعي والجد والتسابق في الخيرات ونهى عن البطالة والكسل ودعا الى الوحدة ونبذ الفرقة. وشجب العنصرية والتعصبات القبلية الجاهلية.
وأقرّ الاسلام العدل كأساس في الخلق والتكوين والتشريع والمسؤولية وفي الجزاء والمكافاة، وهو أوّل من نادى بحق المساواة بين أبناء الانسان أمام قانون الله وشريعته وأدان الطبقية والتمييز العنصري وجعل ملاك التفاضل عند الله أمراً معنويّاً هو التقوى والاستباق الى الخيرات، من دون أن يجعل هذا التفاضل سبباً للتمايز الطبقي بين أبناء المجتمع البشري.
وبالغ الاسلام في حفظ الأمن والمحافظة على الأموال والدماء والأعراض وفرض العقوبات الشديدة على سلب الأمن بعد أن شيّد الارضية اللازمة لاستقرار الأمن والعدل وجعل العقوبة آخر دواء لعلاج هذه الأمراض الاجتماعية بنحو ينسجم مع الحرية التي شرّعها للانسان. ومن هنا كان القضاء في الشريعة الاسلامية مرتكزاً على إقرار العدل والأمن وإحقاق الحقوق المشروعة مع كل الضمانات اللازمة لذلك.
واعتنى الاسلام بحفظ الصحة والسلامة البدنية والنفسية غاية الاعتناء وجعل تشريعاته كلها منسجمة مع هذا الأصل المهم في الحياة.

مجيء الشجرة إليه
مجيء الشجرة إليه قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة القاصعة: (وكنت معه ـ مع النبي ـ لما أتاه الملأ من قريش فقالوا له: يا محمد إنك قد أدعيت عظيماً لم يدعه آباوك ولا أحد من أهل بيتك ونحن نسألك أمراً إن أجبتنا إليه وأريتناه علمنا إنك نبي ورسول وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب فقال (صلى الله عليه وآله) لهم: وما تسألون قالوا: تدعوا لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف ما بين يديك فقال (صلى الله عليه وآله) : (إن الله على كل شيء قدير فإن فعل الله ذلك لكم أتأمنون وتشهدون بالحق؟) قالوا نعم قال: فإني سأريكم ما تطلبون وإني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير... ثم قال (صلى الله عليه وآله) : (يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله) فو الذي بعثه بالحق انقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله مرفوفة.. فقلت أنا: لا إله إلاّ الله إني أول مؤمن بك يا رسول الله وأول من أقر بأن الشجرة فعلت بأمر الله تعالى تصديقاً لنبوتك فقال القوم كلهم بل ساحر كذاب عجيب السحر خفيف فيه وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا يعنونني).
اطعام النفر الكثير بزاد قليل
وإنه (صلى الله عليه وآله) أطعم النفر الكثير في منزل جابر الأنصاري وفي منزل أبي طلحة ويوم الخندق بزاد قليل فمرة أطعم ثمانين رجلاً من أربعة أمداد شعير أما في يوم الخندق أكثر من سبعمائة رجل أكلوا من زاد جابر الأنصاري ببركة النبي (صلى الله عليه وآله) وكتب الحديث مليئة بالتفصيلات في مسألة الإطعام.
شفاء المرضي علي يديه (ص)
وقد أشفى الله المرضى على يديه والأمراض هذه مختلفة وأبرز مثل في تأريخنا الإسلامي ما ورد في يوم خيبر حيث كان الإمام علي (عليه السلام) أرمد العين فتفل (صلى الله عليه وآله) في عينيه ودعا له وقال: (اللهم أذهب عنه الحر والبرد) فما وجد حراً ولا برداً وكان يخرج في الشتاء في قميص واحدٍ كما في الروايات.
وهذه الظاهرة العظيمة لا زالت ترافق الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) لمن يلوذ به طالباً حاجة بقلب صادق ومصلحة يعلمها الله سبحانه تقضى تلك الحاجة سواء كانت طبية أو نفسية وبالفعل أصبحت أضرحة النبي وآل بيته من الأئمة الأطهار مستشفيات خاصة للظروف الطارئة وغالباً تستعمل حين ييأس الأطباء من مداواتهم والأمثلة على هذه القضية لا تعد ولا تحصى.


الهجره
الهجرة
وابتدأ النبي (صلى الله عليه و آله) بتنظيم الهجرة الى المدينة . فأخذ يرحّل أصحابه إليها واحداً بعد آخر على حين غفلة من كفّار قريش .
وحينما سمع الكفّار بذلك قالوا في ما بينهم : إنَّ المسلمين إذا اجتمعوا في المدينة ، كَوَّنوا قوةً معارضة تكلفنا كثيراً من المال والدم .. ففكروا في إعاقة الهجرة بمنع المسلمين ترغيباً أو ترهيباً .. بيد أنَّ المسلمين أخذوا يفلتون من أيديهم تحت أجنحة الظلام وفي غياهب الليل .. فقال الكفَّار لأنفسهم : إنَّ النبيّ لايزال بين ايدينا ، وليس له منعة عنّا . فلو هاجر إلى المدينة وجمع أنصاره حوله ، فهنالك يصبح من الصعب القضاء عليه . فاجتمعوا في دار الندوة وتشاوروا في الأمر . حتى استقر رأيهم على أن يأتوا من كل قبيلة برجل ، ثمَّ يهجموا على النبيِّ هجمةً واحدةً فيقتلوه ويضيع دمه بين قبائل العرب ، فلا يستطيع بنو هاشم من أخذ الثأر منهم .
واختاروا من كل عشيرة رجلاً ، فجاؤوا وأحاطوا بدار النبيِّ (صلى الله عليه و آله) ، ولكن الوحي نزل وأمره بأن يتخذ الليل جملاً مهاجراً إلى المدينة ، ثم أوضح له كل شيء من تدابير قريش وخططهم .
فجعل النبي الإمام عليّاً مكانه يبيت في فراشه لكي يظن الكفار ان النبيّ (صلى الله عليه و آله) موجود فيشتغلوا به ويخرج هو من طريق آخر .. فبات الإمام على فراش الموت ينتظر المصير الكائن .. بينما ذهب النبيّ يلتمس طريقه إلى غار ثور .. حيث بقي هناك وقتاً كافياً ثم سار إلى المدينة على غير الجادة ، لكي لا تلحقه قريش أو عملاؤها الذين جعلت لكل من أخذ محمدً منهم مقداراً كثيراً من المال .
وعندما وصل النبيّ إلى المدينة احتفلت احتفالاً رائعاً بقدومه ، وسارت فيها مواكب السرور بأهازيج الفـرح .
وتمت بذلك الهجرة النبويَّة التي كانت بداية حياة جديدة للمسلمين ، حياة العزة والمنعة ، وحياة الدفاع عن حقوقهم ، والجهاد لأعدائهم ، وحياة التوسع والانطلاق إلى آفاق العالم .. وفي الواقع كانت الهجرة بدء تكوين الأمة الإسلامية الموحدة ولذلك اتخذ المسلمون منها بدء تاريخهم الديني ، لأنها كانت أهم الأحداث بالنسبة إليهم .
وبقيت في مكة طائفة من المسلمين تَمَّ ترحيلُهم ايضاً بقيادة الإمام علي بن أبي طالب (ع) ، بعد التغلب على صعوبات شديدة . وهناك فكّرت قريش في أساليب أخرى للقضاء على الإسلام والمسلمين بعد ما فات وقت الأساليب السابقة .
الأساليب الجديدة كانت توجز في خطتين اتبعتهما قريش الواحدة تلو الأخرى :
الخطة الأولى : كانت بعث رسائل إلى أهل المدينة يريدون فيها منهم تسليم محمد (صلى الله عليه و آله) إليهم مع شيء من الترهيب والترغيب ، بيد أن المسلمين هزئوا بهذه الفكرة ، وسخروا من أهلها ، وبعثوا بقصيدة هجائية إلى قريش بيَّنوا بها جوابهم الصريح بعد أن أثبتوا حقيقة النبي (صلى الله عليه و آله) وحقيقة قريش التي تناوئه .
والخطة الثانية : وضع الحصار الإقتصادي على المدينة حيث كانت لقريش كل التجارة العربية .. وكانوا قد أمَّنوا طرق تجارتهم بالتحالف مع القبائل البدوية التي كانت تسكن في طريق الشام وطريق اليمن . فأصدروا إليها بياناً حظروا فيه بيع المواد الغذائية لأهل المدينة ، أو الإجازة لمرور القوافل التجارية لأهل المدينة التي ترمي إلى استيراد المواد إليها .
وأما النبي (صلى الله عليه و آله) الذي أخذ على عاتقه مسؤولية الدفاع عن المدينة والذي كان يرى أن الحصار الإقتصادي الذي ابتلي به أهل المدينة إنما هو لأجله وبسببه . فإنه دبر خطة دفاع عن هذا الحصار بما سيأتي من أمر غزوة بدر ، إلاّ أنه يجب علينا أن نلقي نظرة عاجلة على حالة أهل المدينة وامكانيتهم المادية والمعنوية قبل الحديث عنها .



سوف نبتداء في المشاركه التاليه ذكرى اليمه انتضروها


__________________

وردة 30
~|*|الوردة الهاشميه|*|~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir