العلماء يوقفون بناء وهدم المساجد والحسينيات

[معصومة اهل البيت]

في لقاء مع أكثر من 150 حسينية
كبار العلماء يوقفون بناء وهدم المساجد والحسينيات حتى إسقاط قرار وزارة العدل




التقى كبار علماء البحرين وهم (الشيخ عيسى قاسم، والشيخ حسين النجاتي، والسيدعبدالله الغريفي، والشيخ عبدالحسين الستري) وبحضور السيد جواد الوداعي ممثلي أكثر من 150 حسينية في مأتم سار الكبير في مساء الخميس التاسع عشر من فبراير الجاري، وذلك لتبليغهم الرؤية العلمائية تجاه قرار وزارة العدل بشأن تنظيم رخص بناء وهدم وترميم المساجد والمآتم.
قاسم: العلماء مصرّون على إسقاط القرار
وقال سماحة الشيخ عيسى قاسم في كلمته بأن قرار وزارة العدل سياسي بحت، وأن لا غبار على ذلك، مشيراً إلى أنه منكر واضح.
وخاطب سماحته ممثلي المآتم قائلاً: أنتم أشد حرصاً مني بحسب مواقعكم العملية من أن أدفع بكم للتجاوب مع الرؤية العلمائية وأني أستحي من حثكم عليها، مضيفاً بأنه لابد أن تيأس الوزارة من أن أحداً سيتقدم لها لطلب رخصة بناء أو تجديد بناء المسجد أو الحسينية، مؤكداً أن عدم التسليم لهذا القرار هو دين وليس سياسة.
وطلب سماحته من ممثلي المآتم عدم هدم أي مسجد أو حسينية، وعدم تقديم أي طلب رخصة لوزارة العدل لحين سقوط القرار، والإصرار على إحياء الشعيرة في المسجد والحسينية قدر ما أمكن، حتى لو في الأرض المكشوفة.
وأكد سماحته بأن العلماء مصرون على أن القرار لابد أن يسقط، موضحاً بأنهم حريصون على وضع أمني مستقر، وأن تصوّر الأمن بلا دعدل أمر مسرف في الخيال.
وأشار سماحته بأن العلماء لا يريدون اختلاق مشاكل اضافية للمشاكل الموجودة، مبدياً أسفه لأن المشاكل تأتي دائماً من قبل المسئولين، داعياً وزارة العدل إلى سحب القرار من أجل ان لا تفتعل مشكلة جديدة في الساحة.
وأوضح سماحته بأنه عندما نقول بأن هذا القرار معادي للدين، لا نقول أن الوزير عدواً للدين، ولكن للسياسة أهدافها.
وفي رده على أحد الاستفسارات، قال سماحته بأنه اذا كان هناك علم بأن الأوقاف الجعفرية تتعامل مع هذا القرار فلا نتعامل معها.
الغريفي: أطالب إدارة الأوقاف الحالية بموقف صريح
من جانبه.. أكد سماحة السيد عبدالله الغريفي بأن المسؤولية الشرعية هو أن نرفض هذا القرار، قائلاً: لسنا مشاكسين، ولسنا هواة عبث بأمن البلاد، ولسنا هواة فتنة، وإنما ننطلق من التكليف الشرعي، وليس الحسابات السياسية أو المزاجية.
وقال سماحته بأن المسألة خطرة عندما يتحول الشأن الديني بيد السياسة، ومشيراً إلى أن هذا الرفض لا يعني أن تتحول المساجد والحسينيات إلى مؤسسات معادية للدولة، وإنما الرفض ينطلق من التكليف.
وقال سماحته مخاطباً ممثلي المآتم: أنتم أمناء على هذه الصروح الإيمانية التي منذ أن تأسست تحمل استقلالها، مؤكداً بأنه ليس مسموحاً أن نفرط بهذه الأمانة، وخيانة أن نفرط.
وأضاف: أنتم تشكلون الممانعة الحقيقية التي ستسقط أمامها كل القرارات الظالمة، مؤكداً بأن إصرار العلماء والمؤمنين سيسقط هذا القرار ولو طال الزمان.
وطالب سماحته إدارة الأوقاف الحالية بموقف صريح، وأن تمارس دورها الحقيقي في الصمود وعدم المجاملة على حساب الدين، شاكراً الإدارة السابقة للأوقاف على مواقفها الرافضة للقرار.
الستري: أحذر أرباب المآتم من التساهل
وبدوره، أكد سماحة الشيخ عبدالحسين الستري بأن مطلب عدم الهدم أو البناء إلا بعد إسقاط القرار من الأهمية بمكان عظيم ولا يمكن التساهل فيه، محذراً أرباب المآتم من التساهل في ذلك.
وقال سماحته بأن هناك بعض الأخبار تفيد تقديم بعض المآتم لطب رخص بناء وأعطوا تلك الرخص من قبل الوزارة، مشيراً إلى أن هؤلاء هم في اتجاه آخر غير شرعي.
وأشار سماحته لضرورة التضامن مع بعضنا البعض، للتكاتف من أجل إسقاط القرار.
النجاتي: لا تهدموا المسجد أو المأتم حتى لو كان خربة
وفي كلمات مختصرة.. أكد سماحة الشيخ حسين النجاتي بأن صعوبات بناء المساجد والمآتم كانت موجودة، ولكن يريدون تقنينها، مشيراً بأن كل الإعتراضات السابقة لم تجدي، والآن العلماء يطلبون منكم أن تنتصروا للمسجد والمأتم.
وقال سماحته بأنه ما دام هذا القرار قائماً فلا بناء ولا هدم للمسجد أو المأتم، مؤكداً على عدم الهدم حتى لو كان المسجد أو المأتم خربة إلا أن تستصدروا إجازة من دون مراجعة وزارة العدل.
وكان سماحة الشيخ محمد جواد الشهابي استعرض في بداية اللقاء الجهود التي بذلت من أجل إيقاف القرار، مشيراً إلى أكثر من 14 موقفاً رافضاً للقرار لم يتم التجاوب معها، ضمنها بيان كبار العلماء، وبيان المجلس العلمائي، وعريضة موقعة من قبلي إدارات عدد كبير من المآتم، والعريضة الموقعة من العلماء وطلبة العلوم الدينية، بالإضافة للتصريحات المتكررة من قبل إدارة الأوقاف الجعفرية السابقة، وإعتصام العلماء وطلبة العلوم أمام وزارة العدل في التاسع من نوفمبر العام الماضي، وإلتقاء 8 من العلماء بالوزير بعد عناء شديد رغبة في التحاور إلا أنه لم يصدر أي بيان رسمي يتجاوب مع كل هذه المواقف. وكشف سماحته بأن الوزير خلال اللقاء معه طلب لقاء كبار العلماء وعندما تم ترتيب ذلك اعتذر عن الحضور.
وقال سماحته بأن اللقاء هدفه هو إيصال رسالة من علماء البلد ومن إداريي الحسينيات عن رفضهم وإستنكارهم لهذا القرار الجائر الذي يعطي وزارة العدل حق المنع، مشيراً بأنه وصاية على شأن ديني في حين الشأن الديني لا يقبل هذه الوصاية.