10-01-2010, 09:03 PM | #1 |
♣ فاطمية فعالة ♣
تاريخ التسجيل: Sep 2009
العمر: 39
المشاركات: 69
معدل تقييم المستوى: 30 |
بناتنا ، كيف نربِّيهنَّ ؟
المقدَّمة :
لم تقتصر الشريعة الإسلامية الحقة في تربيتها للإنسان على تربية الولد فقط ، بلشملت البنت كذلك ، وربَّما اهتمَّت بتربية البنت أكثر ، لأنَّها الوعاء الذي يحفظ الأجنَّة وينمِّيها ، والحضن الذي يكتنف الإنسان الوليد ويرعاه ويربِّيه ويؤدِّبه ،والصديق الذي يلازم الإنسان طفلاً وحدثاً وشابّاً ، ويعينه في أموره ، ويرشده ويرفده برأيه المجرَّب حينما يلزم ، وحقّاً قيل وراء كل عظيم امرأة . مكانة المرأة في الإسلام : قال الله عزَّ وجلَّ :(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )الروم : 21 . وقال رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله ) :(خَيْر أوْلادِكُم البَنَات ) . ووردعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام ) أنه قال :(البَنَاتُ حَسَنَات ، والبَنُونُ نِعْمَة ، فإنَّمَا يُثابُ عَلَى الحَسَنَاتِ ويُسْألُ عَنِ النِّعمَةِ) . تربية البنت : إنَّ التربية الإسلاميَّة تحثُّ الوالدين على حُبِّ البنت وإكرامها ، لتمتلئ نفسها ارتياحاً واطمئناناً ووثوقاً ، ولتنشأَ في ظِلِّ أجواء نفسيَّة وتربويَّة طيِّبة ، تعدّها وتؤهِّلها للحياة الاجتماعية المستقبلية ، وتمكنها من التعامل مع الآخرين بوحي من تلك القيم ، وتكون سليمة من الأمراض النفسية ، والعُقَد الاجتماعية ، فتكون بذلك الأمُّ الصالحة لتربية أولاد صالحين ، تخرجهم إلى المجتمع أفراداً نافعين وعناصر خيِّرين . إنَّ القرآن الكريم حينما يتحدَّث عن المرأة والرجل ، والإنسان والناس ، والذين آمنوا ، إنَّما يقصد بذلك الجنس البشري الواحد ، بعنصريه الرجل والمرأة . وفينظره أنَّهما يقومان على أساس التكامل ونظام الزوجيَّة العام في عالم الطبيعة والحياة ، وهو في آيات مباركة كثيرة يُعلم عن هذه الحقيقة العلميّة الثابتة(وِحدة الجنس البشري ) ، ومن هذه الآيات قوله تعالى :(خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ)النساء : 1 . وأمَّا ما تختلف المرأة به عن الرجل إنَّما هو لتركيبها العضوي والفسلجي ،وتكوينهاالنفسي ، ووظيفتها الحياتيَّة كأنثى ، تلد وترضع وتربِّي ، وتحمل غريزةالأمومة والميل الأنثوي ، وأنَّها هي التي تسير إدارة البيت وشؤون الزوج والأولاد ،لذا تعيَّن أن تتلاءم تربية الأنثى وإعدادها مع تركيبها النفسي والجسمي ودورها في الحياة . لذا نرى أن هناك عناصر تربوية مشتركة بين الجنسين ، كما أن هناك نمطاً تربويّاً خاصّاً بكلِّ منهما ، يتلاءم وأوضاعه الجنسيَّة الخاصَّة به . ولذا صار التوجه والاهتمام بالفوارق بين الجنسين أساساً لوضع المنهج التربوي الإسلامي المتكامل ، ودراسة السلوك في بعديه الإيجابي والسلبي . على أن هذه الفوارق التربوية لا تكون على أساس النيل من إنسانية وكرامة المرأة ،أوتهدف إلى إضعافها ، بل هي ترمي إلى إعداد الطبيعة الإنسانية ضمن النوع والانتماء النوعي ، كي تنسجم تربيتها وإعدادها مع الطبيعة وقوانينها . وقد أكَّدت الدراسات والتجارب العلمية التي أجراها العلماء المتخصِّصون في شؤون النفس ، والعلاج النفسي ، والطب ، والاجتماع ، أن هناك فوارق نوعية بين الرجل والمرأة ، تؤثِّر في سلوك كلٍّ منهما على امتداد مراحل الحياة . من هنا كانت التربية العلمية الناجحة هي التي تنظر إلى الفوارق النوعيَّة بين الجنسين ، والتي تُعِدُّ كُلاًّ من الرجل والمرأة وفق طبيعة تكوينه النفسي والعضوي لتحمل مسئوليته في الحياة المستقبلية . وقد اعتنت التربية الإسلاميَّة بالأنثى عناية فائقة ، واهتمَّت بتربيتهااهتماماً شديداً يقوم على قاعدة من المساواة في الحبِّ والتعامل ، لإشعارها بإنسانيَّتها وبتساويها مع الرجل في الإنسانية . ويُروى عن سعد بن سعد الأشعري : قلت للإمام الرضا ( عليه السلام ) : الرجل تكون بناته أحبُّ إليه من بنيه . فقال(عليه السلام) :(البَنَاتُ والبَنونُ في ذَلك سَوَاء ، إنَّمَا هُوَ بِقَدَرما يُنزِلُ الله عَزَّ وَجَلَّ ) . وبما أنَّ للمرأة مكانتها السامية ودورها المهمُّ في تربية وإعداد جيل صالح مؤمن مقتدر ، لذا فإن الإسلام العظيم يكرمها بتوجيه هذه المسؤولية الكبرى إليها ،ويوصيها باعتبارها منبع الحبِّ والحنان ، ومستودع الكرامات ، ومصدر الاستقراروالطمأنينة في البيت ، بأن تحرص على خلق جوٍّ عائليٍّ مفعم بهذه الروح الطيبة ،والعلاقة الحسنة . فقد جاء رجل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله) فقال : إنِّي لي زوجة ، إذا دخلتُ تلقَّتْني ، وإذا خرجتُ شيَّعتني ، وإذا رأتني مهموماً قالت لي : ما يهمُّك ؟ ، إن كنتَ تهتمّ لرزقك فقد تكفَّل به غيرك ، وإن كنت تهتمّ لأمر آخرتك فزادك الله همّاً . فقال الرسول ( صلى الله عليه وآله) :)إنَّ للهِ عُمَّالاً ، وَهَذِهِمِن عُمَّالِهِ ، لَهَا نِصْفُ أجْر الشَّهِيد ) . على ما تقدَّم يتعيَّن احترام المرأة وإكرامها ، وإعزازها وتقديرها حق قدرها ،والنظرإليها من خلال مكانتها الكريمة ، ومنزلتها العظيمة التي وضعها الإسلاما لحنيف فيها ، من عِفَّة وطهر وأدب ومثل سام ، ومسؤولية مقدَّسة كبرى في بناء جيل صالح مؤمن بالله جَلَّتْ عَظَمَتُه ، وبرسوله وأوصيائه وخلفائه الأئمَّة الاثني عشرالمعصومين)عليهم السلام) .
__________________
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بناتنا وعاشوراء الحسين .. | معصومة اهل البيت | كل يوم عاشوراء و كل أرضٍ كربلاء | 10 | 05-09-2014 03:44 PM |