[بقلمي] حياة الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه ... من محاضراتي

[مسك وعنبر]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

أعرض عليكم الجزء (الأول) من محاضرة تشرفت بكتابتها وألقائها على منبر سيدي ومولاي الإمام الحسين صلوات الله تعالى عليه
بمناسبة قرب ذكرى استشهاد سيدي ومولاي الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه.

وهي كالآتي:




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا أشرف المرسلين وخاتم النبيين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم إلى يوم الدين.

قال تعالى في محكم كتابه الحكيم:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }الأنبياء/73 .
آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

الرسالة التي جاء الأنبياء لتبليغها هي هداية الناس إلى عبادة الله وإخراجهم من الظلمات إلى النور. الأنبياء والأئمة صلوات الله تعالى على نبينا وآله وعليهم وإن اختلفت أدوارهم وأساليب أعمالهم بحسب الظروف التي يعيشونها والأزمنة أو الأمكنة التي يحلون بها فإن هدفهم واحد لا يتبدل وهو عبادة الله والتعرف عليه .

الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله تعالى عليه هو أحد الكوكبة النيرة في هذا العالم .. أحد أئمة الهدى الذين هم أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء .

ولد إمامنا زين العابدين صلوات الله تعالى عليه سنة 36 للهجرة وقيل 38 وقد أدرك جده الإمام أمير المؤمنين، وقبض صلوات الله تعالى عليه 95 من الهجرة وله من العمر 57 أو 59 سنة.

أمه (شهربانه ويه) بنت كسرى يزدجر تزوجت من الإمام الحسين صلوات الله تعالى عليه بقضية مفصلة، وتوفت أمه (شهربانه ويه) في النفاس، ولما استشهاد محمد بن أبي بكر رضوان الله تعالى عليه تزوج الإمام الحسين صلوات الله تعالى عليه زوجته (شاه زنان) التي هي خالة الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه وهي من رافقته في طفولته وربته.


حياة الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه صلوات الله تعالى عليه حافلة وفي هذه العجالة سأتطرق إلى محور من حياته الشريفة صلوات الله تعالى عليه.
وهو ما يتعلق بنضال الإمام صلوات الله تعالى عليه وجهاده.

جهاد الإمام ونضاله، الكثير منا لما يذكر الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه تتبادر إلى ذهنه صورة البكاء والمرض والمعاناة والضعف فقط. وهذا ظلم للإمام صلوات الله تعالى عليه،
ولكننا حينما نمر على جهاده ونضاله نرى أنفسنا نمر على ثلاث مراحل من جهاده صلوات الله تعالى عليه:

فالمرحلة الأولى : في كربلاء.
والمرحلة الثانية : في الأسر.
والمرحلة الثالثة : عند عودته إلى المدينة المنورة.

أما في كربلاء

أتعلمون أن الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه قد شارك في المعركة وقاتل، في بعض النصوص يذكر المحققين ويقولون : (شارك في المركة حتى اُرتُثَ بالدماء).
المُرْتَث : في اللغة تقال لمن حُمِلَ من المعركة ، بعد أن قاتل ، وأثخن بالجراح فأُخرج من أرض القتال وبه رَمَقٌ. أي به حياة.

ومن ثم أصابه المرض وهو مرض طارئ ويذكر بعض المحققين نوع هذا المرض إنه قد يكون مرض في المعدة وكان هذا المرض من الشدة التي معها الإمام صلوات الله تعالى عليه على الموت،
وبقي معه هذا المرض لفترة من الزمن ثم شفي منه، فلم يكن مرض مزمن بل طارئ، المهم أن هذا المرض جاء لحكمة إلهية وهي بقاء نسل آل محمد صلوات الله تعالى عليهم وعدم خلو الأرض من الحجة.

وبفرض إننا شككنا بهذه النصوص التي تقول بمشاركته صلوات الله تعالى عليه بالمعركة.
يكفينا المشهور بأن الإمام زين العابدين صلوات الله تعالى عليه لما سمع استغاثة أبيه روحي له الفداء ( هل من ناصر ينصرنا هل من معين يعيننا هل من مغيث يغيثننا)
أخذ السلاح وكان يتوكأ على عصا ونزل إلى الميدان حتى صاح الإمام الحسين المظلوم صلوات الله تعالى عليه : ( أخية زينب إحبسيه ).

هذا في كربلاء. هذا من شجاعته وبطولته صلوات الله تعالى عليه.

يتبع،،،،