التكبر وحب الظهور

[سأكون افضل]

يهتم الاسلام بنوع النظرة التي تصوغها النفس البشرية عن ذاتها , وتحددها بـ :


- نظرة إيجابية : التقويم الحقيقي للذات ( رحم الله من عرف قدر نفسه)


- نظرة سلبية : التقويم الاستعلائي للذات.


ومن اهم مصاديق التقويم الاستعلائي للذات هو التكبر ؛ فلهذا


النوع من السلوك المتصرَف أثر كبير على علاقات الافراد


(التعامل المباشر مع المتكبر) وعلى المجتمعات (حب المتكبر للرئاسة مثلا ً ).


لقد أوضح الامام الصادق (عليه السلام) اجذر المرضي للمتكبر حينما قرر


بأن المتكبر لا يتكبر إلا لذلة يجدها في نفسه..وهذا المريض تارة يتكبر لان


ذاته تافهة ومنحطة ؛ وتارة اخرى يتكبر دون الالتفات الى اسبابه لكنه يشعر


بالارهاق والتوتر وكذلك فهو يدرك تفاهته و حقارته.


يمر كل إنسان بتجارب مؤلمة في حياته بعضها تحسسه بأنه فاشل وعاجز


وقد يدفعه هذا الاحساس الى تعويض آلامه وينمو عنده الشعور بالظلم


ويتحول الى الرغبة في العلو والسيطرة على الآخرين.



إن دافع حب الظهور او التسلط ـــ وإن كان هدفه إصلاحيا ـــ هو التعامل


مع الذات , الشيطان , الشهوات..


إننا مدعوون لمراقبة سلوكنا ومحاولة تصحيح المخطأ منها ؛ وذلك عن


طريق إتباع افضل لشخصيات على وجه الارض ـــ الرسول وأئمة اهل البيت


عليهم السلام.. وكيف كانوا نموذجا للتواضع ..لانهم ادركوا أن الكون كله


وبضمنه البشر افاضة من الله عز وجل وهم على ماعندهم من علم ودين ومكانة...


كانوا متواضعين , فلنراجع أنفسنا نحن المرضى الذين لاقيمة لنا مقابل اهل البيت


عليهم السلام..ولنحاول إصلاح الذات لتحقيق الاستقرار النفسي والفوز بما


وعد به الله سبحانه وتعالى للمتواضعين...