أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) ![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
♣ فاطمية فعالة ♣
![]() تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 48
معدل تقييم المستوى: 0 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشرافوعجلفرجهم ياكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من المسلّمات عندنا أنّ بركات الإئمّة صلوات الله وسلامه عليهم ومننهم وعطاياهم ممتدّة عبر الأزمنة، وتفيض على سائر البشر سواء المتأخّرين عنهم أو السابقين لهم في الوجود الزمانيّ، وبالأخصّ الأنبياء، فهم صلوات الله وسلامه عليهم ساسة العباد، كلّ العباد. وفي حديثنا عن الإمام الرضا سنرى كيف أنّه (ع) حفظ سيرة الأنبياء -بعد أن وثّقها القرآن الكريم- في أكمل وأجلى صورة، ولو خلّي ذلك لكتب التاريخ لأودت بنا إلى التشكيك في نبوّات الأنبياء وكمالاتهم وعصمتهم، وإلى تحريف سيرة رسول الله والأئمّة من بعده صلوات الله وسلامه عليهم. أبونا آدم (ع) علّة انتخاب قصّة آدم (ع) مسألتان: 1/ غموض هذه القصّة وغرابتها، فهي تتميّز بكونها قصّة سماويّة أرضيّة جنّاويّة، بخلاف بقيّة قصص الأنبياء التي تمرّ أحداثها وفق جريانات أرضيّة اجتماعيّة طبيعيّة. قصّة آدم هي قصّة الإنسان في بدء الخليقة، المكان فيها موقع يسمّيه الله بالسماء، وشخصيّاتها من غير هذا العالم المرئيّ، تطرح أسئلة مرتبطة بالإنسان في كلّ زمان: لماذا عصى آدم ربّه وأكل من الشجرة؟ ولماذا أطاع الشيطان الذي حذّره خالقه منه؟ ولماذا يستهجن الشيطان أصل آدم الترابيّ، ويرى أفضليّة عنصره الناريّ على الطين؟ هذه القصّة من أعمق وأدقّ الأبحاث القرآنيّة، والروايات الواردة فيها ممّا يجب على الإنسان معرفته، لما يمكن أن تتركه هذه القصّة من أسئلة وشبهات ترافق الإنسان في كلّ الأزمنة، من قبيل أنّ صدور المعصية من الإنسان أمر طبيعيّ وعاديّ لأنّه ابن آدم الذي عصى ربّه. من الرضا لكنّنا عندما نقرأ قصّة آدم (ع) وفق منهج الإمام الرضا (ع) سنفاجأ بأنّ ما يبدو في القصّة وكأنّه نقاط ضعف في شخصيّة آدم هي في الواقع نقاط قوّة. إنّ أوضح البيانات التي تنفعنا في فهم قصّة آدم وتجيب على الإشكالات المثارة حولها وأفضلها هي تلك البيانات الواردة عن الإمام الرضا، وهي تعيننا على فهم بنوّتنا لآدم. ورد في عيون أخبار الرضا نصّ هذا الحوار الذي دار في مجلس المأمون: عن عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليّ بن موسى عليهما السلام فقال له المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك: الأنبياء معصومون؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عزّ وجلّ: (فعصى آدم ربه فغوى) فقال عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى قال لآدم: (اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة) وأشار لهما إلى شجره الحنطة (فتكونا من الظالمين) ولم يقل لهما: لا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها فلم يقربا تلك الشجرة ولم يأكلا منها وإنما أكلا من غيرها لمّا أن وسوس الشيطان إليهما وقال: (ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة) وإنما ينهاكما أن تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها (إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إنى لكما لمن الناصحين) ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا (فدلاهما بغرور) فأكلا منها ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار وإنما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيره ولا كبيره قال الله عز وجل: (وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه فهدى) (1) وقال ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم على العالمين ) .... [عيون أخبار الرضا /198] إن تركيز الإمام الرضا على التكريم الإلهيّ لآدم، يخلّص سلالة آدم من شعورهم بالنقص جرّاء الانتساب للأب الذي عصى ربّه، ويدفعهم للافتخار بالانتساب إليه، وهذه حقيقة يثبتها القرآن، حيث يبرز النسبة لآدم في الموارد التي يمتدح فيها الإنسان: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ..﴾ [الإسراء : 70 ] ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ..﴾ [الأعراف: 31] ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ ..﴾ [الأعراف: 26] هذه القصّة التي تثير الأسئلة والشبهات إذا قرأناها وفق منهج الإمام الرضا (ع) سنجد أنّ فيها علاجا للإنسان، ومعرفة لنقاط قوّته، أسلحته، إمكانيّاته، الزخم المعنويّ الذي عبّأ الله تعالى آدم به، ونرى أنّ آدم من خلال ما جرى عليه من أحداث قد أثبت بجدارة استحقاقه ليكون صفيّ الله سبحانه وتعالى، ولذلك نحن نقول في زيارة وارث: (السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله). إنّ ما احتجّ به إبليس من خلق آدم من تراب، وساقه كدليل على تفوّقه على آدم هو في الواقع شبهة إبليسيّة، فخلق آدم من تراب هو في الحقيقة سبب أساس لكمالات كثيرة، بل هو سبب الكمال، فمن التراب يأتي النبات، والحياة، والنمو والحركة، وفلسفيّا تبدأ الحركة الجوهريّة الكماليّة للإنسان من التراب، فالتراب أصل الكمال والنماء والخير، وما يوهمنا الشيطان بأنّه نقطة ضعف هو في الحقيقة نقطة قوّة في نبيّ الله آدم، ونقاط القوّة تلك من إمكانيّات وثروات روحيّة ومعنويّة انتقلت لأبناء آدم بالوراثة. لقد أحاط الله تعالى أبانا آدم بمحبّته وعنايته ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴾ [طه : 118-119] الله لا يرضى لآدم الجوع والعطش والعريّ، كما لا يريد ذلك لأبناء آدم، حتّى هواء الضحى الذي هو أقلّ لطافة من هواء الليل والفجر لا يريده أن يتعرّض له، بل يريد له رغد العيش ﴿.. وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا..﴾ [البقرة: 35] إنّ فهم هذه التفاصيل يؤثّر كثيرا على علاقة الإنسان بربّه، وارتباطه به سبحانه وتعالى. الشبه بين زماننا وزمان الرضا (ع) هذا الزمن كثير الشبه بزمان الإمام الرضا (ع)، فقد عاش الإمام زمان انفتاح الدولة الإسلاميّة على سائر الثقافات والديانات والأفكار، ففتحت الجامعات ونشطت حركة الترجمة في الفلسفة وسائر العلوم، هذا الانفتاح غير المدروس سبّب حالة من الالتقاطيّة، فقد كان انفتاحا يصبّ في خدمة السلطات الجائرة لبني العبّاس، هذا الانفتاح أعجب الكثير من المسلمين، خصوصا أنّهم كانوا يعيشون حالة يأس من الدول السابقة، ثم اكتمل اليأس بسبب الدولة العباسيّة، ولا شكّ أن حالة اليأس تدفع الإنسان لتبنّي الثقافة الالتقاطيّة، والبحث عن العلم والمعرفة من مصادر أجنبيّة، وهذا وضع يحتاج إلى تنقية وتصفية وتطهير، ووضع موازين، وهي مسؤولية المعصوم بالدرجة الأولى. الآن شبابنا المبتعثون في الخارج عرضة لتأثّر من هذا النوع، فانتقالهم من بيئة منغلقة ثقافيّا إلى بيئة منفتحة ومتنوّعة فكريّا ومفتقرة للضوابط، ومن محيط تلقينيّ إلى جوّ مشحون بالشبهات والإشكالات، هذا يدخلهم في تجربة فكريّة عاصفة يخشى عليهم منها، فقد يخرج الشابّ من عائلة متديّنة ثمّ تصل به الحال إلى محاولة إثبات وجود الخالق بالعقل، يعني يعود لنقطة الصفر. التعرّض للاغتراب الثقافيّ يحتاج إلى أرضيّة فكريّة متينة لا تقبل التقاط أيّ شيء. وهذا ليس اتّهاما للنوايا، فكثير منّهم نواياهم صالحة، لكنّ البناء الفكريّ ضعيف، وفيه كثير من الخواء ونقاط الضعف، لذلك يهتزّ أمام أيّ ضربة. إذن هناك تشابه بين الانفتاح في زمن الإمام الرضا (ع) والانفتاح الحاصل في هذا الزمن، وما من شكّ فإن الثقافة الالتقاطية تسبّب اختلال الموازين، وهذا يخدم مصالح السلطات، فالحكومات التي تريد أن تبقى وتتمتّع لأطول مدّة على حساب صلاح الأمة فهي تتوسّل لذلك بالترويج للثقافة الالتقاطيّة، والتشويش على عقائد الأمّة، وفي هذا تجريد للأمّة من أقوى أسلحتها وهو سلاح قوّة المعتقد، ولهذا السبب عمدت المجتمعات الشيعيّة إلى الانغلاق على نفسها، فالانغلاق -رغم سلبيّاته- لكنه يحفظ للأمّة تماسكها ويجعلها صعبة الاختراق . لقد صنع المجتمع الشيعيّ لنفسه اكتفاء ذاتيّا فاستقلّ بعلمائه ومفكّريه وحوزاته ومرجعيّته، لذلك فالسمة الغالبة على المجتمع الشيعيّ أنّه مجتمع لا يقبل الشبهات ولا يسلّم بأمر دون دليل، هذا التشدّد حيال قبول الآراء والمستحدثات هو نوع حصانة منحنا إياه اعتقادنا بالعصمة، فحتّى في حال غياب المعصوم يصرّ الشيعة على الارتباط بشخص هو أقرب للعصمة، في فكره وفهمه ومواقفه، اعتقادنا بالعصمة صمّام أمان، جعلنا على درجة من الحصانة الثقافيّة والاستقلال الفكريّ، رغم ما وقع علينا من استضعاف اقتصاديّ وسياسيّ. إنّ اشتراطنا للعصمة شكّل بالنسبة لنا ميزانا لمعرفة الحقيقة في زمن الغيبة، فنحن نبحث دائما عن الأقلّ خطأ، لكنّ هذه الحصانة التي أعطانا إياها الأئمّة نحن الآن مهدّدون بسلبها واختراقها، هذه المسألة مهمّة جدّا وأساسيّة، ويجب إعادة بناء هذا الحصن من جديد على أساسَي التأصيل والتجديد، ليتناسب مع ثقافة وأسئلة شباب اليوم. إلى هنا يمكننا فهم الشعار بوضوح (من الرضا إلى أبينا آدم) فقد عرفنا النسبة لآدم وإرثه، وعرفنا أنّنا نعيش شبهات وتساؤلات تحتاج إلى الرضا (ع) كي يجعلنا نرضى عن الله وعن الدين، ونقبل بقناعة، ونبني معتقداتنا على أرضيّة قويّة ومتينة وصالحة. وجه آخر للتشابه بين زماننا وزمان الإمام الرضا (ع): بعد ضعف الدولة الإسلاميّة وكثرة النزاعات والحروب والثورات كانت الأمّة تبحث عن جهة تثق بها، وتعيد إليها الأمل، وكانت الجهة الوحيدة التي تتّفق الأمّة على أنّها الأصفى والأنظف هم أهل البيت سلام الله عليهم، وقد استغلّ العبّاسيّون هذه المسألة أيّما استغلال. شعار (الرضا من آل محمّد) هناك أسباب أدّت إلى استغلال العبّاسيّين لهذا الشعار: أوّلا: فشل جميع الثورات السابقة سواء الثورات الدينيّة أو ثورات المصالح، والحاجة إلى شعار جذّاب يجمع أطراف الأمّة، ويعرف بنو العبّاس أنّهم مستهجنون ولا يملكون الجاذبيّة، وليس لهم حقّ على الأمّة، وأنّ هذا الحقّ وهذه الجاذبية والإجماع لا يملكه إلا أهل البيت (ع). ثانيا: أراد بنو العبّاس أن يتستّروا ويتترّسوا بجهة، تكون هي كبش الفداء بدلا عنهم في حال لم تنجح ثورتهم، وكان ذلك الترس هو آل محمّد عليهم السلام فدعوا إلى الرضا من آل محمّد، في ظرف كذلك الظرف تصرف الإمام الرضا (ع) بهذا المنطق ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ﴾ [الأنبياء: 18] الدمغ هو الضرب على الدماغ، الإمام الرضا (ع) قذف بالحقّ على الباطل، فدمغ الباطل فأزهقه. نحن نعيش ظروف مشابهة، ولا شكّ أنّه لولا ما علّمنا إيّاه أهل البيت؛ ولولا هذا التراث وهذه العطايا والتحصين والرعاية واللطف منهم (ع) ما استطعنا أن نصل إلى ما وصلنا إليه. بركات الرضا (ع) ثابتة بالحسّ والوجدان: الإمام الرضا (ع) شملت عطاياه وبركاته اللاحقين والسابقين، تلك العطايا غير محدودة بزمان، وإدراكها غير متوقّف على معاصرة زمن الإمام الرضا (ع)، ويمكننا بالرجوع إلى التاريخ وقراءة ما قدّمه الرضا لمعاصريه أن نلمس الدليل الحسّيّ على عظم بركات الرضا (ع) وعطاياه، وهناك بالإضافة إلى الدليل الحسّيّ دليل الوجدان، فنحن ندرك بالوجدان بركة الرضا ولطفه ورحمته، و كلّ منّا مرّ بتجربة إيمانيّة، هذه التجربة دليل وجدانيّ وليست إيهاما أو تلقينا. لقد شملت بركاته (ع) حتّى الأنبياء، بالأخصّ النبيّ الذي انتخبناه وهو آدم عليه السلام. إذن الحديث ليس عن آثار وبركات الرضا علينا، فنحن نعرف بدليل الحسّ والوجدان تلك الآثار والبركات، وإنّما الحديث عن فائدة ثانية من الرضا إلى آدم, آدم الذي هو أبونا، وكلّ نقاط قوّته موجودة فينا، آدم الذي قصّته تحكي قصّتنا، وسنستعرض خلال البحث بعض جوانب قصّة أبينا آدم (بنظرة رضويّة) لينحلّ كثير من الأسئلة والشبهات التي تكتنف هذه القصّة. .................................... الاستاذة العالمة الفاضلة أم عباس رحم الله من قرأ الفاتحة تسبقها الصلوات واهداها لأهل البيت عليهم السلام بالنيابة عن الموتى من المؤمنين والمؤمنات وفقتم لكل خير .. |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة ) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
##الامام الرضا(عليه السلام)## | معصومة اهل البيت | أهل البيت (عليهم السلام) سيرة اهل البيت - مكتبة اهل البيت - موسوعة شاملة عن أهل البيت (ع) | 15 | 17-06-2011 11:35 AM |