نموذج الوفاء في جواد الحسين /ع/
أدب عاشوراء أكبر وأشمل من أن يقيد أو يحصر في زمان ومكان، أو أن تحليله والخلوص إلى نتائج به يعود إلى عقود سابقة، حيث أن هذه المدرسة من بركاتها اﻹلهية أنها تتجدد في كل زمان ومكان ولعل المأثور الحسيني الشهير )كل يوم عاشوراء...وكل أرض كربﻼء( يجسد ذلك، وبما أن الناس تقدم عليها*بحب ولهفة من دون أن يعلموا على وجه الدقة ما فعل اسﻼفهم من حب ووفاء لهذه الملحمة اﻷبدية، ولعل ذلك مكرمة لكي يقدموا هم ما يعتبر لديهم بأنه خﻼصة الصدق والعطاء والوفاء وكم هذا جميل.ففي السابق تفرد الشيعة في تبني خيار العقل في ايصال صوت كربﻼء فكانت القصيدة وكان الرثاء وكان الشعر بفنونه وعلومه وطرقه ولكل ناحية ثقافة خاصة وطريقة معتبرة ولو كان هناك في سالف اﻷزمان طرق مشابهة لعمليات التديون المعاصر لناحية حصر التراث وترتيب اﻵرشيف لكان وصلنا ما يذهل العقول واﻷلباب عما قيل في الحسين واصحابه وأهل بيته عليهم السﻼم.*واليوم مع وجود اﻷنترنت وبداية ظهور طرق جديدة في غاية اﻷهمية مثال الفيلم القصير الذي ﻻ يتجاوز الخمس دقائق، وبدء ظهور الفن المسرحي لتجسيد كربﻼء أحببنا أن نستل ورقة تكاد تكون منسية وذلك لما يقال في بعض حاﻻت الغلو عن أنّ هناك مشاهد جرت في كربﻼء تبعث بالخجل عندما يطلع اﻹنسان عليها وهي من اﻷمور الشاذة ولكن في مقابل ذلك إن المجزرة التي حصلت تخرج ايضا عن اطار العقل ولعل رواية تفاصيلها وتفاصيل تفاصيلها يخرج ايضاً عن مصطلح )مهولة( )دامية( )مقززة لﻸبدان( وكفى بمشهد واحد مؤكد هو ذبح رضيع في حضن والده...*مع أننا نؤمن أن اﻹحتمال بحدوث الخوارق والمعاجز والمباهر ليس بغريب عن ساحة آل بيت النبي اﻷعظم صلى الله عليه وآله إﻻ أن اﻹحتياط في النقل لجمهور الناس هو اﻷصوب حيث أمر اﻷنبياء أن يخاطبوا الناس على قدرعقولها. فمما نذكر به بأن هذه الملحمة الحزينة قد شارك بها على ما وصلنا الحجر والبشر والطير والمدر وكل ما له أثر في تلك الناحية بعد استشهاد الحسين )حيث يروى بأن الطير مرغت نفسها بدم الحسين، أو أن أسدا فعل ذلك وما شابه( فنحن أحببنا اليوم أن نروي قصة ثابتة عاقلة هادئة وهي من المجربات مع كل إنسان انتمى إلى ثقافة اﻷرض حيث تربى المواشي والخيول وغيرها فتنشأ عﻼقة حميمة واقعاً بينها وبين صاحبها فتأكل من يده وتشعر بها أنها فرحة عندما تراك... فكيف إن كان ما سنتكلم عنه هو من خيول النبي )صلى الله عليه وآله( اﻷصيلة والذي كان الحسين عليه السﻼم على ظهره حينما سقط على اﻷرض فيكف كانت هذه المشاهد... دعونا نقرأها في زيارة الناحية المقدسة وفي بعض كتب السير. عودة فرس اﻹمام الحسين إلى المخيم وكان فرس اﻹمام الحسين.. فرسا أصيﻼً من جياد خيل رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( وقد بقي حياً إلى ذلك اليوم فلما رأى ما جرى على صاحبه )أي سقوط اﻹمام عن ظهره إلى اﻷرض( جعل يحمهم ويصهل صهيﻼً عالياً ويشم اﻹمام الحسين ويمرغ ناصيته بدمه، ثم توجه نحو خيام اﻹمام )عليه السﻼم( بكل سرعة.. وهو هائج هياجا شديدا،ً وقد مﻸ البيداء صهيﻼً عظيماً، فلما وصل إلى المخيم جعل يضرب اﻷرض برأسه عند خيمة اﻹمام الحسين، وكأنه يريد إخبار العائلة بما جرى على راكبه، حتى سقط على اﻷرض عند باب الخيمة. فخرجت النساء واﻷطفال من الخيام فرأين الفرس خاليا من راكبه، فارتفعت صياح النساء، وخرجن حافيات باكيات، يضربن وجوههن، لما نزل بهن من المصيبة والبﻼء، وهن يصحن: «وا محمداه، واعلياه، وافاطماه، واحسناه، واحسيناه .» وصاحت سكينة: «قتل والله أبي الحسين، ونادت: واقتيﻼه، وا أبتاه، واحسيناه، واغربتاه .» المصدر: معالي السبطين، ج 2، الفصل العاشر، المجلس الرابع عشر، رواه عن كتاب )تظلم الزهراء( وورد بين مقاطع زيارة الناحية المقدسة لﻺمام المهدي )عج(. وَأسَرعَ فَرسَكَ شَاردِا إلِىَ خِيَامِكَ، قَاصِدا مُحَمْحِما باَكِيا،ً فَلمَّا رأَيَنْ النِّسَاءُ جَوَادكَ مَخْزيِّا،ً وَنظَرْنَ سَرْجَكَ عَليَهِ مَلوْيّا،ً برَزَنْ مِنَ الخدُور،ِ ناَشِراَت الشُّعُور عَلى الخدُود،ِ ﻻطِمَاتُ الوُجُوه سَافِراَت، وبالعَوِيلِ داَعِيَات، وبعَْدَ العِز مُذَللَّاتَ، وإلِىَ مَصْرعَكَ مُبَادرِاَت، والشِّمْرُ جَالسِ عَلى صَدْركِ، وَمُولغِ سَيْفَهُ عَلى نَحْرِكَ، قَابِضٌ عَلى شَيْبَتِكَ بيِدِهِ، قَدْ سَكَنَتْ حَوَاسُّكَ، وَخفِيَتْ أنفْاسُكَ، وَرفُع عَلى القَنَاةِ رأَسُكَ.كما أوصي أخوتي اﻷعزاء بهذه الزيارة العظيمة اﻷثر ففيها الخير الكثير واﻷجر العظيم، وآخر دعواناأن الحمد لله رب العالمين
|
09-12-2012, 05:57 AM
.jpg)
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري