ردود بلا حدود
مَنْ غيّر الأذان الأول ؟!
إن قول المؤذن ( الصلاة خير من النوم ) لم تكن موجودة في زمن رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ) ، وقد شهد بعض علماء السنة بذلك ، وأنها ليست من السنة بل أَدخلت في زمن عمر بن الخطاب ، الذي حذف جملة (حي على خير العمل ) من الأذان ، وجعل موضعها (الصلاة خير من النوم) ، كما أنهم قد وضعوا إضافات أخرى أضافوها إلى الأذان كقولهم ( الصلاةخير من النوم ،ومَنْ قعدْ فلا حرج ) ، وقولهم ( الصلاة فيالرحال)، فقد روى البيهقي بإسناده .. عن نُعَيْم بنِ النّحّام قال : كنتُ مع امرأتي في مِرْطَهَا في غَداة باردةٍ، فنادَى مُنادَى رسول الله إلى صلاة الصبح ، فلمّا سمعتُ قلتُ : لو قال (ومَنْ قَعدْ فلا حرَجْ) قال: فلما قالَ (الصلاة خير مٍنَ النوم) قال : ـ ومَنْ قعدْ فلا حرجْ ـ وعند التأمل في مَتنِ هذهِ الرواية يظهر لنا عدم صحة متنها ، لأن جملة (الصلاة خير من النوم ) فيها حثّ على ترك النوم والنهوض إلى الصلاة ،فهي تنافي جملة (ومَنْ قعدْفلا حرج ) فإنها تدلْ على الإباحة وترك القيام إلى الصلاة لا حرج فيهِ ،وهذا الكلام لا يمكن أن يصدر عنْ مشَرّع كرسول الله صلى الله عليهِ وآلهِ ، الذي قال الله تعالى في شأنه : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ،إنْ هُوَ إلاّ وَحْيٌ يُوحَى)النجم / 3ـ 4 بل ﺈنهُ صادر منْ رجل عادي فلا حجة لمثل هذهِ الروايات، وزعموا أنهم كانوا يُنادون (الصلاة خير في الرحال) عند عدم تمكنْ الناس من الحضور إلى المسجد ، فقد روى الترمذي بإسناده : «عن عبد الله بن الحارث قال : خطبنا ابن عباس في يوم ذي ردغ * فلمّا بلغ المؤذن ( حي على الصلاة ) أمرهُ أنْ ينادي (الصلاة في الرحال) ، فنظر القوم بعضهم إلى بعض ، فقال : كأنكم أنكرتم هذا ، قد فعل هذا مَنْ هوَ خيرٌ منّي وإنها عَزْمَةٌ .(رواهُ البخاري في الصحيح عنْ مُسَدّدٌ ، ورواهُ مسلم عن أبي الرّبيع عَنْ حمّادِ بْنِ زيْدٍ وعَاصِم ومِنْ وجْهَيْنَ آخرَيْن عَنْ عَبْدِ الحميِد ) ، * (ردغ) ـ بمعنى الطين وقيل : هو المطر الذي يبلْ وجه الأرض .
فالظاهر أنّ كل هذهِ الإضافات ما هي إلا محاولات لتمرير حذف جملة(حي على خير العمل) مِنَ الأذان لأنهم كانوا يضيفون هذهِ الإضافات في موضع (حي على خير العمل) ولنا أنْ نقول : إذا كان حذفهم (حي على خير العمل ) من الأذان ليس بدعة في نظرهم ،وإضافتهم (الصلاة خير من النوم ) ،وإضافتهم ( الصلاة في الرحال)، وإضافتهم (ومن قعد فلا حرج) ،كل هذهِ الإضافات ليست بدعة وأنها جائزة عندهم ،فلم لا يجوز لنا أنْ نضيف (أشهد أن عليا ولي الله) في الأذان طالما أنها مكملة للشهادة بالرسالة ، وان لمْ تكنْ جزء من الأذان والإقامة ، فلم يقل أحد من علمائنا بأنها جزء من الأذان ،وقد أفتى علماء الأمامية باستحباب قول (أشهد أن عليا ولي الله) بعد الشهادة بالرسالة ، ـ وذلك ـ مضافاً إلى الشهرة عملاً وفتوى بين الأصحاب قديماً وحديثاً ـ لدليلين من (عموم) قول الصادق (عليهِ السلام) في خبر القاسم بن معاوية المروية في الاحتجاج ( إذا قال أحدكم لا اله إلا الله ، محمد رسول الله ، فليقل علي أمير المؤمنين ) و (خصوص) ما روي مرسلاً إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بأن يؤذن يوم الغدير ويضاف الشهادة بالولاية لعلي عليه السلام ، فاعترض على النبي بعض الأصحاب ،فقال لهُ رسول الله صلى الله عليهِ وآلهِ ففيم كنا؟)
ــ وهكذا تتضح براءة الشيعة من تهمة تغيير الأذان ...ـ
|