بين أحضان دافئة

[فرقان]

بين أحضان دافئة

الزَّواج نعمه من أجلِّ نِعم الله تعالى على خلقه، بل هي آيه من آياته التي تدلُّ على كماله وحكمته،﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾. (الروم:21)
والإسلام جعل العلاقة الزَّوجيَّة متميِّزة، وأعطاها المكانة العالية، وإنَّ الحفاظ على هذه العلاقة، والتَّعامل بانضباط متقن بين الزَّوجين، وإشاعة أجواء الحبِّ، والجسد الواحد من علامات الزَّواج النَّاجح.
وليحقِّق الزَّواجُ أهدافَه أودُّ الإشارة إلى بعضٍ من المهارات التي تجعل الزَّواج ناجحًا:
١- الكلام العاطفي الصَّريح
إنَّ تضمين الكلام بمفردات الحبِّ، والألفة، والاحترام المتبادل من أقوى علامات الاستقرار الأسريِّ، بل ومن دعائم تثبيته.
فقول: (حبيبتي)، (عمري)، (الله يجمعنا معك دنيًا وآخره)، ونحو ذلك يُعطي للحياة الزَّوجيَّة نكهة خاصَّة، ويذيب الرَّواسب السَّلبيَّة.
قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): (قول الرَّجل للمرأة: "إنِّي أحبُّك" لا يذهب من قلبها أبدًا). (ميزان الحكمة)
٢- الدُّعابة والملاطفة
تشير الدِّراسات النَّفسيَّة إلى أنَّ روح الدُّعابة وسيلة عظمى للتَّصدِّي للضُّغوطات والقلق، كما أنَّها تشعرك بمزيد من الرِّضا عن حياتك.
وتضيف دراسه أخرى:إنَّه عندما يأخذ الشَّخصُ كلَّ الأمور بجدِّيَّة تتغيَّر حالته المزاجيَّة وأسلوبه في الكلام، ونبرة صوته، بل وإشاراته ممَّا يجعله حادَّ الطِّباع وقاسيًا، ممَّا يزيد من الفجوة بينه وبين الآخرين، وهذا ما من شأنه جعل الأجواء الزَّوجيَّة تميل للجفاف، والتي بدورها تتبلور الكثير من المشاكل والمتاعب.
يقول الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): (لا عيش أهنأ من حسن الخلق) . (ميزان الحكمة)
3- الغزل والمديح
إنَّ الغزل الذي يعبِّر عن الحبِّ والاشتياق، أو الحزن والفِراق في حال السَّفر –مثلًا -، أو ذِكر الصِّفات الحسنة،أو غير ذلك من السُّلوكيَّات والمهارات كجميل اللِّباس، جودة الطَّعام، الإعجاب بذوق الزَّوج أو الزَّوجة، حسن تربية الأبناء خير وسيلة لعلاقه متميِّزة، وهو أيضًا يرفع مستوى الحبِّ والعلاقه الزَّوجيَّة لمقامات عالية.
قال الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): (مِن أخلاق الأنبياء حبُّ النِّساء) . (ميزان الحكمة)
الحياة الزَّوجيَّة النَّاجحة تتمثَّل في مثل هذه المهارات السُّلوكيَّة التي أثبتتها الدِّراسات النَّفسيَّة والعمليَّة، وليس من الصَّعب أنْ ينتهجها، فنتائجها بلا شكٍّ ستكون حياة زوجيَّة أكثر دفئًا، وهناء.