[بقلمي] دروس عقائدية للناشئة

[مسك وعنبر]

الدرس الثالث

العدل


ما معنى الاعتقاد بالعدل؟
أن نعتقد أن الله عادل لا يظلم أحداً ولا يفعل ما ينافي الحكمة، فكل خلق أو رزق أو إعطاء أو منع، صدر عنه لمصالح وإن لم نعلم بها، كما إن الطبيب إذا داوى أحداً بدواء، علمنا أن فيه الصلاح وإن لم نكن نعرف وجه الصلاح في ذلك الدواء.

أمثلة على عدالة الله تعالى.
إن العبد إذاا مرض في الدنيا، فإن الله تعالى يعوضه بالثواب ورفع الدرجات في الآخرة، وإذا أنفق ماله في سبيل الله تعالى فإن الله تعالى يعوضه أضعافا مضاعفة، وإذا مرض الإنسان ولم يستطع أن يؤدي الصلاة وهو واقف فإن الله تعالى رخصه أن يصليها وهو جالس، وإذا مرض ولم يستطع الصوم فيسقط عنه وجوب الصوم إلى أن يتماثل للشفاء، وهكذا هناك أمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى...
ولبيان عدل الله تعالى وإنه لا يظلم أحد لأنه هو الخالق وهو أرحم الراحمين بعباده، قال تعالى: (وما ربك بظلام للعبيد) فصلت 46.

أنواع عدالة الله تعالى
العدالة لا تستلزم أن يعطي الله تعالى الجميع بمقدار واحد. فعدالة الله تعالى على نوعين:
النوع الأول : العدالة في الآخرة: وهو الذي يعطي فيه كل صاحب حق حقه وكل مظلوم ينصف، ويجازي كل إنسان حسب ما قدم وأخر وهو العدل الأكبر.
أما النوع الثاني : العدالة في الدنيا وتنقسم إلى عدة أقسام:
1- عدل كوني في التكوين: حيث يتساوى فيه كل جنس من المخلوقات فجنس البشر يتساوى والحيوانات من فصيلة معينة متساويين وهكذا.
2- عدل سببي: وهو قائم على ما يبذله الإنسان من جهد وكدح حيث أمر الله سبحانه الإنسان بإقامة العدل في الحياة الدنيا.
3- من عدالته أنه أرسل الرسل والكتب السماوية لنعدل في الأرض ولا نصبح ظالمين.



من العدل الإلهي إرسال الرسل والأنبياء إلى البشر؟
الله تعالى عندما خلق البشر لم يتركهم هملا دون أن يحدد لهم طرق الهداية والنجاة، ويبين لهم السبل التي توصلهم إلى الجنة، أن الله تعالى بعث الأنبياء والرسل لهداية البشر، وهذا من أوضح مظاهر عدل الله ورأفته وشفقته ورحمته على عباده، فوظيفة الأنبياء والرسل أن يعلموا البشر، وأن يخرجو الناس من الظلمات إلى النور، وأن يوضحوا لهم الطريق المؤدي إلى رضوان الله تعالى والفوز بالجنة، ويحذرهم من الطرق التي تؤدي إلى سخط الله تعالى واستحقاق العقاب الأبدي.. وإن عملية إصلاح المجتمع هي على عاتق الأنبياء، وبالتالي فالإنسان بالخيار بين أن يسلك الطريق المؤدي إلى رحمة الله والفوز بالجنة، وبين الطريق الذي يغضب الله تعالى ويؤدي إلى النار وبئس المصير.
قال تعالى: (إنا هديناه السبيل أما شاكراً وأما كفوراً) الدهر 3. وهذا يسمى باللطف الإلهي .. أي أن الله تعالى من لطفه بعباده بعث إليهم الأنبياء والرسل كمبشرين ومنذرين ليقوموا ببيان الحق من الباطل .. والهدى من الضلال.