مستحبات هذا اليوم (م ن)

[خادمه الحوراء زينب (ع)]

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
مساكم الله بالخير وأسعد أيامكم الجميلة هذه بالحب وجعل بيوتكم عامرة بالأفراح والمسرات
في أيام الجمع من كل أسبوع يتهيأ المؤمن للسعي إلى ذكر الله ملبياً لنداء الله تاركاً مصالحه الدنيوية والتي تشغله عن الذهاب إلى بيوت الله ليؤدي صلاة الجمعة ويستمتع بخطبتيها والتي فيها النصح والإرشاد
نعم اليوم هو أحد أيام الجمع المباركة الحاوية للدعوات الطيبة للسير في طريق الخير وتجنب كل ما فيه سوء الأعمال
وأول الأعمال التي حث عليها الشارع الكريم وأكد على فعلها هو غسل الجمعة على أن يبدأ المؤمن بهذا العمل الطيب بعد طلوع الفجر ويمتد وقته إلى الزوال عن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال: مَن أراد أن يزور قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وقبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وقبور الحجج عليهم السلام وهو في بلده ، فليغتسل في يوم الجمعة ، وليلبس ثوبين نظيفين ، وليخرج إلى فلاة من الأرض ثمّ يصلّي أربع ركعات : يقرأ فيهن ما تيسّر من القرآن ، فإذا تشهّد وسلّم فليقم مستقبل القبلة وليقل :
" السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته !.. السلام عليك أيّها النبي المرسَل !.. والوصيّ المرتضَى ، والسيدة الكبرى ، والسيدة الزهراء ، والسبطان المنتجَبان ، والأولاد الأعلام ، والأمناء المنتجَبون ، جئتُ انقطاعاً إليكم وإلى آبائكم ، وولدكم الخلف على بركة الحقّ ، فقلبي لكم مسلّم ، ونصرتي لكم معدّة ، حتّى يحكم الله لدينه ، فمعكم معكم لا مع عدوّكم ، إنّي لمن القائلين بفضلكم ، مقرٌّ برجعتكم ، لا أُنكر لله قدرة ، ولا أزعم إلاّ ما شاء الله ، سبحان الله ذي الملك والملكوت ، يسبّح لله بأسمائه جميع خلقه ، والسلام على أرواحكم وأجسادكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته" مصباح المتهجد صـ330 ــ
وعليه في هذا اليوم المبارك أن يكثر من الصلوات على محمد وآله الطاهرين فهي من أفضل الأعمال عند الله تعالى وثوابها عظيم لا يحصيه إلا رب الجلال قال مولانا الصادق عليه السلام:ما من عملٍ يوم الجمعة أفضل من الصلوات على محمد وآل محمد ولو مائة مرّة ومرّة ، قيل : كيف أُصلّي عليهم ؟.. قال : تقول : اللهم اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك على محمد وأهل بيت محمد عليه وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته مصباح المتهجد صـ333 ـ
ومن جمال العمل في هذا اليوم ذكر الأهل والأحبة والدعاء لهم بالخير والصلاح والموفقية وطول العمر وعدم نسيانهم ومواصلتهم بما تجود به النفس من نعم تبادل النعم في هذا اليوم قال رسول الله صلى الله عليه وآله:أطرفوا أهاليكم في كلّ جمعة بشيءٍ من الفاكهة واللّحم ، حتى يفرحوا بالجمعة جمال الأسبوع صـ344 ـ
ومن المستحبات في هذا اليوم والتي لها أثر في حفظ النفس من الآفات وإنماء الرزق وحفظ المال من الضياع ، وإن مات المؤمن في ذلك اليوم وهو فاعل لهذا العمل كان في عداد الشهداء نعم إن هذا العمل الطيب هو فتحُ كتاب الله والتمعن في قراءة سورة الصافات قال مولانا الصادق عليه السلام: مَن قرأ سورة الصافات في كلّ يوم جمعة لم يزل محفوظاً عن كلّ آفةٍ ، مدفوعاً عنه كلّ بليةٍ في الحياة الدنيا ، مرزوقاً في الدنيا بأوسع ما يكون من الرزق ، ولم يصبه الله في ماله ولا ولده ولا بدنه بسوءٍ من شيطانٍ رجيمٍ ولا من جبّارٍ عنيد ، وإن مات في يومه أو في ليلته بعثه الله شهيداً وأماته شهيدا وأدخله الجنّة مع الشهداء في درجة من الجنّة تفسير العياشي صـ350 ـ
ومن أعمال هذا اليوم زيارة القبور ففي ذلك توسيع على من هو في ضيقٍ منهم وفيه سرورهم بالإلتقاء بأحبتهم الذين أتوا ليهدوهم ثواب ما قاموا به من أعمال طيبة تخفف عنهم أهوال القبر وتسعدهم برحمة الله قال مولانا الباقر عليه السلام حينما سئل عن ذلك: إذا كان يوم الجمعة فزرهم ، فإنه مَن كان منهم في ضيقٍ وُسّع عليه ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، يعلمون بمَن أتاهم في كلّ يومٍ ، فإذا طلعت الشمس كانوا سدى ، قيل : فيعلمون بمَن أتاهم فيفرحون به ؟.. قال : نعم ، ويستوحشون له إذا انصرف عنهم جمال الأسبوع صـ353 ـ
وآخر عمل أذكره هنا حتى لا يطول بنا المقام وهو من الأعمال التي لها أثر بالغ في المد في العمر ودفع البلاء ألا وهي الصدقة والتي تعد في هذا اليوم بألف مقارنة بسائر الأيام قال مولانا الصادق عليه السلام:الصدقة ليلة الجمعة ويومها بألف العلل صـ362 وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأحد أصحابه في يوم الجمعة: هل صمت اليوم ؟.. قال : لا ، قال : فهل تصدّقت اليوم بشيءٍ ؟.. قال : لا ، قال : قم فأصب من أهلك ، فإنه منك صدقةٌ عليها عدة الداعي صـ361 ـ
بارك الله للمؤمنين أينما كانوا هذا اليوم المبارك وبارك لكم أيها الأحبة وتقبل منكم صالح الأعمال وأعاده عليكم وأنتم تنعمون بالصحة والعافية والموفقية فيما ترجون من خير وصلاح