حديث النفس .. كلمآ سآلت نفسي آجابتني ..!

[زهرة الياسمين]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حديث النفس


لطالما بحثت كثيراً وتعمقت فى نفوس الناس لأعرف ما سر الثقة بالنفس؟

أهوالمال؟


قلت من الجائزأن يكون عامل أساسى فى ثقتهم بأنفسهم لأنه حامى لهم من صروف الدهر وتقلباته ويجعل لهم مكانة بين الناس فلا يقف أمامهم أحد ولايعترضهم أحد لكن ماقيمة المال إذاحملته نفوس بلا قيم ومبادىء؟


إنه لن يجدى معهم شيئا وما فائدة هذه الثقة المزعومة أمام الناس والنفس لاتملك مقومات الثقة الحقيقية؟ إنها ثقة وقتية موهومة لا تغنى من جوع


..............................


سألت نفسى ثانية فماهو السبب إذا يا نفسى وراء الثقة بالنفس ؟

أجابتنى : بأنه
الجما ل و حسن الهيئة والقوام

قلت لها يانفسى ولم لا ! والجمال يعطى صاحبه بريق وجاذبية لمن حوله يجعلهم يلتفتون حوله منبهرين بجماله يستمعون لحديثه بشغف ولهفة وكأنه سيد القوم ثم فكرت قليلا فى الأمر

وقلت لها :لا يانفسى لقد اخطأت فالجمال ليس كل شىء ما قيمة جسد جميل ووجه جميل يحملان نفسا فاسدة وروحا خاوية من الأخلا ق والأهداف النبيلة التى تحمى هذا الجمال وتصونه!

قالت لى نفسى : قد يكون السبب إذا فى الثقة بالنفس الأهل قلت لها:نعم يانفسى إن للأهل دور كبير فى بث الثقة فى نفوس أولادهم وإشعارهم بالأمان
............ ....
ثم تفكرت فى الأمر مليا ً لكن هناك يانفسى من فقدوا أقرب أهاليهم أومن وجدوا أهاليهم لكنهم لم يزرعوا فيهم هذه الثقة ومع ذلك كانت لهم نفوس جعلتهم من العظماء الخالدين .

.................................................


قالت نفسى:أظن العمل

قلت: نعم يا نفسى كيف لا وإتقان العمل يجعل الجميع يثق فى صاحبه ولكن ما قيمة العمل إذا خلا من توفيق الله ؟

ما قيمة العمل إذا فقد مقومات بقائه واستمراره؟ قالت نفسى :لقد تحير ت كثيراً ولا أدرى ماذا تريدين أهذه الأسباب كلها لاقيمة لها ؟ فما الذى يعطى الثقة غيرها ؟

..........................................

قلت لها : يانفسى لقد بلغت من الحيرة مبلغا كبيرا كما هو شأنك أو يزيد لأنى فكرت فى كل هذه الأسباب وحاولت فهم السبب الحقيقى فتخبطت كثيرا
......................

قلت : إذا كان المال فمن يضمن بقاءه ؟ ومن يضمن بقاء الأهل والأحباب ؟وما الضامن لبقاء الجمال ؟ فهو عرضة للتلف فى أى وقت . والعمل لا يختلف عنهم وقد يكون غايته الإفساد لا الإصلاح .

..............................


إنه يا تفسى بعد طول تفكير وعناء البحث وجدت أن الثقة الحقيقية تكمن فى سبب واحد هو الثقة بالله والإيمان به .
إن هذا والله هو المعين الذى لا ينضب ولا ينقضى أبدا على كثرة السنين .

الإيمان بالله واليقين بأنه الخالق الرازق مالك الأمر بيده مقاليد الأمور العدل فى قضائه الرحيم بعباده الذى لا يتخلى عنهم فى شدائدهم .


..................................


إذا كان الأمرهكذا فإن النفس المؤمنة تستمد ثقتها منه تعالى وترتوى وتستزيد كما تشاء ووقت أن تشعر بأى نقص بثقتها فى نفسها ما عليها إلا أن تقول يارب وستجد الثقة التى ملأتها بل ثقة تكفيها هى وغيرها ما على النفس إلا امر واحد هو أن تزيد إيمانها بربها فكلما زاد إيمانها زادت ثقتها فالله وحده الباقى وغيره فانى هو القادر على بقاء الأسباب لها أو تحويلها عنها فإذا اهتزت هذه النفس فى ثقتها فلتبحث عن السبب و العمل الذى فعلته فأنقص من إيمانها ؛حتى تعرف خطأها وتعود لرشدها ولا ترجع إلى ما فيه هلاكها .


.................................


إ ن هذه النفس المؤمنة ما ينبغى لها أن تحزن مهما كان من الزمان ومهما أصابها إنها تحيا عامرة بحب الله بل وحب كل خلقه هى راضية على كل أحوالها إ ن عملت جودت وأتقنت عملها وجعلته مرضاة لربها لا يهمها مال أوجمال كبرت هى أم صغرت فهى العزيزة فى نفسها تأبى أن يكون لأحد فضلا لها لأنها موصولة بربها .

فهل بعدهذا يمكن لأىشىء أن يفقدها ثقتها فى نفسها التى هى فى الأصل قبس ومدد من إيمانها بربها ؟


ممآراق لي كثيراً

تحياتي

منقووووول