إن أبواب رحمة الله واسعة, وقد فتحها الله سبحانه وتعالى على مصراعيها في أوقات خاصة, ومن بين تلك الأوقات الشريفة أيام شهر رجب ولياليه, و قد استفاضت الروايات الشريفة الواردة عن الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و أهل بيته عليهم السلام, في الإشارة إلى جوانب عظمة ذلك العطاء الإلهي, و من شواهد ذلك, ما ذكره شمس الفقهاء العارفين, حفيد الرسول - صلى الله عليه و آله - السيد المقدس ابن طاووس, في كتاب الإقبال :
" عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) ، أنه قال : " إن الله تبارك و تعالى ، نصب في السماء السابعة ملكا ، يقال له : الداعي ، فإذا دخل شهر رجب ، ينادي ذلك الملك ، كل ليلة منه الى الصباح : طوبى للذاكرين ، طوبى للطائعين ، و يقول الله تعالى : أنا جليس من جالسني ، و مطيع من أطاعني ، و غافر من استغفرني ، الشهر شهري ، و العبد عبدي ، و الرحمة رحمتي ، فمن دعاني في هذا الشهر أجبته ، و من سألني أعطيته ، و من استهداني هديته ، و جعلت هذا الشهر حبلا بيني و بين عبادي ، فمن اعتصم به و صل الي "
وقد نقل هذا الحديث العلامة المجلسي في البحار والعلامة النوري في المستدرك.
هذا الحديث عظيم المحتوى, عميق المعنى, ينبغي للمؤمن أن يتخذه شعارا, وأن يستحضره أمامه, فاستحضار هذا الحديث, يشجع الإنسان على الإقبال على الله سبحانه وتعالى, ويعمق لديه الرغبة القوية في تقوية اتصاله بالله سبحانه وتعال خلال ما يضمه هذا الشهر الشريف من برامج متنوعة, وسنشير إلى أبعاد تلك الجوانب و اثرها الإيماني و تأثيرها في الروح, ومدى أهميتها في حياة الإنسان, في الأبحاث القادمة.
يُتبع :