بقلمي: هل صلاتي تنهى عن الفحشاء والمنكر؟؟

[فداء شسع نعل فاطمة]

قال الله عز وجل في كتابه العزيز : بســـم الله الرحمن الرحيم
"ان الصلاة تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والمنكر" صدق الله العلي العظيم

من هذه الاية المباركة ندرك ان نتيجة الصلاة هي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك الفواحش ما ظهر منها وما بطن....... ولكن...لحظة......
هل كل صلاة هي ناهية عن الفحشاء والمنكر وآمره بالمعروف؟؟؟
الجواب سيكون:لا

* هل فكرتِ يوماً هل ان صلاتكي هي صلاة تنهى عن المنكرات والفواحش؟؟
* هل فكرتِ يوماً هل ان صلاتكي هي صلاة تأمر بالمعروف؟؟
* هل فكرتِ يوماً هل ان صلاتكي تأخذ بكي الى الغاية والنتيجة المطلوبة؟؟

لنتعرف على نوعين من الصلاة حتى نستطيع ان نقيم صلاتنا......
النوع الاول: الصلاة الصادقة
أي الصلاة التي يؤديها المسلم بحضور القلب والعقل والجسد وليس الجسد فقط، أي الصلاة التي يصليها الانسان خالصةً لوجه الله عزو وجل لايريد فيها رياءاً ولا خداعاً للناس، ليست صلاة مظهر وفقط وانما هي صلاة عن عقيدة وخوف من الله عز وجل وإيماناً بوجود الجنة والنار والثواب والعقاب

كصلاة انسان بسيط يصلي لله في الظلام ويعبده اذا سكنت الانفس ونامت العيون يوجه قلبه وروحه وجسده الى الله وينقطع عن كل مايحيط به فيركع ويسجد وكأنه يرى الله امامه، يرفع رأسه فأذا بعينيه ملأتها دموع الخوف من الله ودموع الخشوع والشوق الى بلوغ رضى الله، فأذا اصبح الصباح لم يحكي لأحد عن صلاته وعبادته، فهو لايريد التباهي بها امام الناس في الدنيا بل يريد ان يباهي بها الناس في الاخرة وقد نال الجنة ودخلها مسروراً

النوع الثاني: الصلاة الصورية
هذه هي الصلاة التي لايحضر فيها القلب ولا العقل وانما الجسد فقط فهي بذلك لاتكون إلا حركات يؤديها المصلي من قيام وقعود وركوع وسجود فهو يصلي وهناك مايشغل تفكيره من امور الدنيا او ان هناك حاجة في قلبه تطغي على افكاره، او قد يصليها لخداع الناس،وللاسف هذه الصلاة كثيراً مانراها هذه الايام حيث اصبح الدين مظهر يظهر به الكثير بل اصبح ساتراً وغطاءاً يستر البعض فيه اخطائهم فأصبحت العبادات تقام للتباهي لا للتقرب من الله سبحانه وتعالى

وخير مثال لذلك مانراه اليوم من الحكام الظالمين فهم يظلمون شعوبهم ويسرقون اموال الشعب فيعاني الشعب مايعاني من الجوع والحرمان والفقر ونحن نرى هذا الحاكم على شاشات التلفاز وهو يصلي لله، وهو يطوف البيت العتيق، وهو يدعو ربه ويبكي خشوعاً ونسمع عن الاعمال الخيرية التي يقوم بها
ولنا مثل اخر وهم اهل الغناء والطرب والفضائح (اهل الفن والتمثيل) ففي كل عام في الشهر المبارك _شهر رمضان_ نسمع الكثير الكثير من الاخبار التي تروي احاديث الفنان الفلاني والفنانة الفلانية عن قيامهم لاداء الصلاة وكثرة تعبدهم وتقديم الصدقات والوجبات للمحتاجين وكذلك في موسم الحج نراهم يحرمون لمكة المكرمة ويطوفون بالكعبة الشريفة ويصلون ويبكون ولكن لو فكرنا لوجدناهم يريدون من ذلك الشهرة لا مرضاة الله يريدون ان يصبحوا حديث الساعة فيكون الدين عندهم مظهر وصورة


فلنحاسب انفسنا ونقف معها وقفة لنجعل صلاتنا آمره بالمعروف وناهية عن المنكر لنجعل منها سبيلاً وطريقاً يقربنا الى الله عز وجل ويجعلنا من من ينال رضاه، فلنصلي في الخفاء كما نصلي في العلن، فلنخاف الله سراً كما نخافه جهراً، فلنتقدم الى محراب الصلاة ونحن نحضر معنا قلوبنا وعقولنا وليست اجسادنا فقط فنحن واقفين بين يدي الله عز وجل، وهذا إمامنا الحسن (عليه السلام) إذا توضئ استعداداً للصلاة رجفت اعضائه واصفر وجهه وعندما سُئِل عن ذلك اجاب: كيف لا ارتجف وانا واقف بين يدي خالقي القوي الجبار.


اللهم لا تجعل صلاتنا صلاة مظاهر بل اجعلها صلاة صادقة لنيل رضاك ليست واجباً نؤديه متثاقلين بل اجعلها عقيدةً في نفوسنا نصليها عن خوف وحب.......برحمتك يا ارحم الراحمين