عمق الفجيعة .. وقفة على عتبة شهادة الزهراء عليها السلام, أجواء الشهادة ....

[حروف فاطم]

باسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و آل محمد
عظم الله أجورنا و أجوركم بمصاب سيدة نساء العالمين

صوت في السماء يهتف .. قد حان موعد الرحيل ..
صوت كله أسف وحسرة نفسها الأملاك لم تستوعب الإلهام .. أي رحيل انطوى عليه الخبر ..
بقيت تتأرجح بين الاسترابة والاستيقان هل هو قرار أم احتمال ...؟ كأنما تفوح رائحة رحيل آية القدس !
باليت الخبر لا يصدق ! ليته يخيب في هذا الحدث ويصيب في غيره ..
نداء بين الأرض والسماء حسم القرار .. رسمته كلمات اصطكت فيها الحروف بالحروف لتبعث بروقا تلقي ظلال الحزن على أنفاس الكون .

كان للقدر حروف خطتها سقيفة الظلم ... وللقضاء كلمة رسمها غرز المسمار وكسر الأضلاع
وللأوجاع أنينا تركته أثارها سياط الرجس ... و تقييد عليا بسلاسل الغدر والنفاق ..
ولقد كانت فاطمة عليها السلام عندئذ تسمع ما تنطق به الصور وتشهد ما ترسم الكلمات .. و حزن عميق على غربة الكرار
فرحلت مهضومة مظلومة شهيدة .. فتركتنا براعما فازهرتنا الأيام بعيدا عنها حتى قطفتنا يد الجور

يوم بلا نهار .. في دائرة الشعور رحل نور البتول !
الشمس احترقت ، وغدت كومة من الرماد .. ألوان العالم تحولت إلى سواد
القمر اختنق وراء الأفق بعد شوط غير قصير .. أصابه الخسوف الحزين
والأرض أصابها الحزن والجفاف فابتلعت العبرة والدموع ..

زهراء يا نور العيون .. يا سراج الظلمات يرتق جلابيبها ، كم تحن ابنتك الحوراء إلى حضنك الحنون وكم تحن إلى قلبك العطوف .
اماه .. ضمينا لحظة يتوقف فيها الزمن فنرتاح من الفتن والمحن بظهور حفيدك المحجوب المنتظر
زهراء .. في القلب ستبقين دوما حاضرة فسلاما سلاما لك من بعيد المدى يردد رجع الصدى ما عشنا وبقيت نفوسنا حرى

بثوب الأسى وسربال الحزن نقدم أحر التعازي إلى صاحب العصر والزمان ولكافة علمائنا ولجميع شيعة آل البيت عليهم السلام
سائلين الله ان يجعلنا من المقتدين بالزهراء عليها السلام