كن كا القمر

[جنة الفردوس]

تحية لكل بدر أنار الوجود بجمال روحة التي تضيء كما يضيء القمر في كبد السماء حيث يريح النفوس المرهفة فتتفجر من جنباتها عذب الكلام فيكون شعرا غزليا لذلك الحيب الذي تراه تلك النفس كالقمر في ليلة كماله وجماله
من معاجز النبي الأكرم
القمر من مخلوقات الله العجيبة والتي تتجلى فيه المقدرة الإلهية ليكون معجزة من معاجز خير البشرية صلى الله عليه وآله حينما أمره بالإنشقاق وبكل خضوع وخنوع يستجيب لأمر الخاتم فينشق ليكون نصفين ويبهر بذلك كفار قريش الذين حاولوا وبكل ما أوتوا من مكر واحتيال أن يبعدوا الرسالة الإلهية عن شخصه المبارك إلا أن الله أراد أن يتم نوره من خلال شخصه الأعظم والأكرم ولو كره المشركون
فوائد القمر
وللقمر فوائد كثيرة أذكر لكم أخوتي الكرام فائدتين مهمتين
الأولى : حركة المد والجزر للبحار تتم بواسطة جاذبية الأرض للقمر ولولا ذاك لغرقت الأرض بمن عليها حيث لا نظام يوقف تلك البحار عن الفيضان فتحل الكارثة على الأرض ومن عليها
الثانية : حساب الزمن يتم بواسطة القمر لتعدد منازله ولكل منزل وقت معين من خلاله يتم التعرف على الليالي والأيام وعددها ومتى تكون بداية الشهور ومتى تكون نهايتها وكذا السنوات القمرية تحسب
بواسطة القمر
قال تعالى (( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرجُونِ الْقَدِيمِ )) .
حقيقة القمر
هو كوكب مظلم تابع للأرض لا توجد به حياة ولا هواء وعديم الجاذبية يعكس أشعة الشمس الساقطة على ظهره إلى الأرض فيبدو للناظر إليه بهذا الجمال الأخاذ والذي يسحر القلوب بهدوء نوره الفضي الذي يصل إلينا من خلاله
القمر والجمال
يكسب القمر جماله من خلال تجرده من من الحياة والهواء والجاذبية فهو كالصفحة البيضاء التي يطبع فيها كل ما له مداد لذا نجد أن أشعة الشمس تطبع على أرضه فيعكسها كالمرآة إلى الأرض ليخيل إلينا أن هذا النور إنما يشع منه فنشعر بجماله وحسن ضيائه وهنا نلتمس فائدة تجرد القمر مما مر ذكره بأن نجرد قلوبنا وأنفسنا من كل ما هو درن لتصفوا وتكون مرآة عاكسة لما يختلج فيها من صفات جليلة وأخلاق حميدة فتظهر للطرف المقابل جميلة مشرقة كجمال القمر تماما للناظرين إليه
إقتران القمر بالمحبين والشعراء
كما تقدم ذكره فإن القمر يرسل ضياءه الفضي الهادئ إلى الأرض فتسحر به القلوب وتتغنى به الشعراء خصوصا في قصائدهم الغزلية فنادرا ما نرى قصيدة غزلية تخلو من كلمة قمر أو بدر أو الضياء المرسل وكذا الأحباء في تخاطبهم الذي يميل إلى الرومانسية التي تأخذ بالقلب إلى عالم لا يراه إلا الحباء فكلمة قمر أو يا قمر أو كالقمر أو أحلى من القمر لا تخلو من مضمون الأحاديث الودية التي تكون بينهم فهذه الكلمات تهيج النفس وتقربها إلى من تحب لأن النفس من طبيعتها تحب أن تخاطب بأجمل ما في الوجود وحيث أن القمر يمثل جمال الوجود من خلال نوره الأخاذ واستدارة وجهه للناظر إليه فهو يمثل رمز الجمال وإذا أخذ هذا الرمز ولقب به المعشوق يكون هائما في بحر الغرام فيساعد ذلك العاشق على الوصول لقلب من يعشق دون عوائق فيهنأ بذلك العشق ويتم له ما يريد من معشوقه
فسبحان الله الذي سخر لنا هذا المخلوق الجميل بتجرده والجميل بإستقباله لنور الشمس والجميل بعكس ذلك النور بالكيفية التي نراها ونعشقها ونتغنى بها ونصف من نحب بإشراقتها والحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم من عموم نعم إبتداها وسبوغ آلاء أسداها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته