بركة الأمام الرضا (ع) على الطالب العابد

[حور عين]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة سمعتها فوجدت فيها من العبر مايجعلها تستحق الذكر, فتأملوا معي أخواتي المؤمنات في حسن الأدب والتأدب الذي تخلق به صاحبها وماكان لذلك الأثر في عظمة الجزاء والثواب الذي ناله.

فقد حُكى أنّ في سبق الزمان كان هناك شاب عابد ملتزم وهوصاحب هذه القصة ,
آثر السير في درب الله ووظف نفسّه في الطاعات وحسن العبادات.
وكان معروفاً بين أهله وناسه ومجتمعه بأنه يستطيع التنبأ بالغيب وأستطلاع الأمورقبل أوآنها ومعرفة ماتحمله الأقدار فسأل أحد الأشخاص بعضاً من العارفين به,
ماالسر وراء تلك النعمة؟

فبدأ المسؤول بروي أحداث قصّة ذلك الشاب العابد بالقول:
كانت تقام حلقات من الدروس الدينية لتعلّم الفقه وعلوم الدين والأصول والشرع في الحوزات الدينية
في مدينة النجف الأشرف في العراق وفي مدينة قم ومشهد المقدستين في أيران.
فسافر الشاب العابد من مدينة النجف الأشرف للألتحاق بالحلقة الدينية المقامة في حوزة دينية كان مقرّها في ليوان حضرة الأمام الرضا عليه السلام,
في مدينة مشهد المقدسّة وكانت الحوزة تشتمل على غرف يقيم فيها طالبواالعلم أثناء مدة دراستهم فيها.

فبدأ الطالب العابد يوم دراسته الأول وثابر وأجتهد وتعلّم وجد , ولماحان وقت نومه في غرفته ,
أعتلى سريره وماأن مدد رجليه وجد أن وضع قدميه تٍُقابل قبة الأمام الرضا (ع),
فأستوقفته نفسه وخجل من حاله أن أجترأت قدميه أن تواجه قبة ثامن الأئمة وضامن الجنّة الأمام الرضا (ع) فأستعبر وأعتذر لله تعالى عزّ وعلا وللأمام (ع) وقررّ أن ينام جالساً ,
فكان هذا هو حاله ولمدة عام كامل.

ولم يشأ أن يسأل أويستفسر من القائمين على الحوزة والحلقات الدراسية أن كانت هناك غرفة أخرى فارغة بسبب أن كل الغرف مشغولة,
وخشي أن الشخص الذي يستبدل معه الغرفة, يكون قد حمله مالايطيق وكلفه مالا يستطيع.
وماأن أتم عامه الدراسي وماكابده من التعب والمشقة وهو لايستطيع أخذ كفايته من الراحة والنوم.

فكان له ذلك الثواب العظيم من الله تعالى عزّوجلّ والكرم الفياّض ببركة الأمام الرضا (ع)
جزاء لأحترامه وحُسن تأدبه مع الأمام (ع) في نفسه وجوارحه
ولنستوقف أنفسنا ونسألها ,
هل نستطيع وأن نفعل كما فعل ,وأن نصبر كما صبر, لنُكرّم ونؤجر!!!!!!