هيبة الأمام الهادي عليه السلام من هيبة الله

[حور عين]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روى القطب الراوندي عن الفضل بن أحمد الكاتب, عن أبيه أحمد بن أسرائيل كاتب المعتّز بالله بن المتوكل أنه قال:

كنا مع المعتز يوماً فدخلنا على المتوكّل وكان قاعداً على سريره وعنده الفتح بن خاقان جالس إلى جنبه, فسّلم المعتز ووقف,
ووقفت خلفه, فأطال القيام ولم يؤذن له بالقعود
وكان عهدي أذا دخل المعتز , رحب المتوكّل به وأمره بالقعود

ولكن كان المتوكل في هذا اليوم غاضباً أشدّ الغضب, فلم يلتفت إلى إبنه ونظرت إلى وجهه يتغيّركل لحظة,
فسأل المتوكّل الفتح وقال:
هذا(ويقصد الأمام الهادي (ع)) تقول فيه ما تقول , فعل كذا وكذا.....
فحاول الفتح أن يسكن روعه فقال: مكذوب عليه ياأمير المؤمنين,
فأجاب المتوكّل وهو يتلّظى ويقول: والله لأقتلن هذا المرائي,
وهو الذي يدّعي الكذب ويطعن في دولتي ,
ثم أعقب بقوله:
جئني بأربعة من الخزر أجلاف لايفقهون, وأدفع أليهم أربعة أسياف, وأمرهم أذا دخل أبو الحسن(ع) أن يقبلوا عليه بأسيافهم فيخبطوه.....
والله لأحرقنّه بعد القتل!!!!

فما علمت إلا أبي الحسن(ع) قد دخل وقد بادر الناس قدامّه وقالوا:قد جاء,
وألتفت وأذا الأمام (ع) شفتاه تتحرٍكان وهو غير جازع أو مكروب,
فلما أبصر به المتوكّل رمى بنفسه عن السرير إليه
وسبقه وأنكبّ عليه فقبلّ ما بين عينيه , وسيفه بيده وهو يقول:
ياسيدي ياأبن رسول الله (ص),
ياخير خلق الله, يامولاي ياأبا الحسن!!!
ماجاء بك ياسيدي في هذا الوقت؟
قال عليه السلام: جاءني رسولك
فقال: المتوكّل يدعوك!
قال المتوكّل: كذب أبن الفاعلة, أرجع ياسيدي
من حيث شئت, ونادى بغلمانه الخزرغامزاً إليهم بطرفه, قائلاً:
شيّعوا سيدكم وسيدي!

فلما أبصر به الخزر خرّوا سُجّداً مذعنين, فلما خرج دعاهم المتوكّل, وأمر الترجمان أن يُخبره بما يقولون,( فقد كان
المتوكّل لايعرف لغة الخزر) ثم قال لهم:لِم لم تفعلوا ما أمرتكم به؟
فأجابوا: شدّة هيبته, وفد رأينا حوله أكثر من مئة سيف لم تقدر أن نتأمل ونبصر حامليها من شدّة نورهم, فأمتلأت قلوبنا من ذلك رعباً ومنعنا ذلك عمّا أمرت
فأطرق المتوكل وقال: يافتح هذا صاحبك! فضحك الفتح وقال:
الحمد لله الذي حماه بهيبته وبيّض وجهه وأنار حجّته.

فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ