الأعتداء على دار الأمام الهادي عليه السلام

[حور عين]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روى جماعة من العلماء ومنهم المسعوديّ أنّه سُعي بأبي الحسن محمد بن عليّ (ع) ألى المتوكل وقيل أن في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها,
فوجّه أليه ليلاً من الأتراك وغيرهم من هجم عليه في منزله على غفلة
ممن في داره, فوجدوه في البيت وحده وعليه مدرعة من شعر, ولابساط في البيت ألا الرمل والحصى
وعلى رأسه الشريف ملحفة من الصوف ,متوجهاً ألى ربّه, يترّنم بآيات القرآن في الوعد والوعيد,
فأخذه أقزام المتوكل على ماوُجد عليه, وحُمل الى المتوكل في جوف الليل, فمثل بين يديه
والمتّوكل يشرب وفي يديه كأس الخمر
فلما رآه أعظمه وأجلسه ألى جنبه ولم يكن في منزله شئ مما قيل فيه
ولاحالة يتعللّ بها عليه, فناوله المتوكل الكأس الذي في يده
فقال عليه السلام: والله ماخامر لحمي ودمي قطّ,
ثم قال المتوكل, أنشدتي شعراً أستحسنه, فقال (ع): أني لقليل الرواية للأشعار,

فألح عليه المتوكّل فأنشد الأمام (ع) القصيدة التالية

باتوا على قلل الاجبال تحرسهم....غلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستنزلوا من بعد عز من معاقلهم....فاودعوا حفرا يابئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا....أين الاسرة والتيجان والحلل
اين الوجوه التي كانت منعمة....من دونها تضرب الاستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم....تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طالما اكلوا يوما وما شربوا....فأصبحوا بعد طول الاكل قد اكلوا
وطالما عمروا دورا لتحصنهم....ففارقوا الدور والاهلين وانتقلوا
وطالما كنزوا الاموال وادخروا....فخلفوها على الاعداء وارتحلوا
أضحت منازلهم قفرا معطلة.... وساكنوها الى الاجداث قد رحلوا

فبكى المتوكّل بكاءاً طويلاً حتى بلّت دموعه لحيته, وبكى من حضره, وجاء في رواية كنز الفوائد للكراجكي.
فضرب المتوكّل بالكأس الأرض, وتنّغص عيشه في ذلك اليوم

تفسير نور الثقلين: ج٤, ص ٥٣٧, مناقب آل أبي طالب: ج٤ ,ص٤٠٧