طفلي يعاني حساسية من حليب الأبقار... ماذا أُطعمه؟

[نور فاطمة]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ


الحساسية على البروتينات في حليب الأبقار ثالث نوع حساسية يظهر لدى الأطفال، بعد الحساسية تجاه البيض والفستق السوداني. ويُشار إلى أن 70 في المئة من الاختصاصيين في مجال الصحة يعجزون عن التمييز بين هذه الحساسية وأنواع أخرى من الأمراض.







تظهر عوارض هذه الحساسية بين عمر الـ15 يوماً والستة أشهر، ويبدأ الطفل بتطويرها وهو لا يزال في رحم أمه. في 20 % من الحالات تظهر العوارض مباشرة، أي خلال الساعة التي تلي تناول الطفل الحليب، لأنها مرتبطة بوجود الغلوبولين المناعي IgE في الدم. وبالنسبة إلى الـ80 في المئة المتبقين، تظهر العوارض بعد بضعة أيام.

تشخيص دقيق

عوارض هذه الحساسية متعددة. في أكثر من 50 % من الحالات، يعاني الطفل مشاكل معوية: تجشؤ، تقيؤ، إسهال، إمساك حاد... وقد يصاب بمشاكل جلدية مثل الأكزيما والشرى... أو مشاكل تنفسية كالتهاب الأذن المتكرر، التهاب مخاطية الأنف المستمر، والربو... في الحالات الأشد خطورة، قد يتعرّض لصدمة.

تشخيص هذا المرض صعب، إذ لا يمكن الوثوق بنتائج الاختبارات على رغم كثرتها. فإلى جانب التحدث مع الآباء بشأن السوابق التحسسية وإجراء اختبار سريري للطفل، يلجأ الطبيب إلى فحوصات مكملة. في حال ظهور أي ردود فعل فورية يٌقاس مستوى الغلوبولين المناعي IgE في الدم. لكن ظهور مستوى مرتفع من الغلوبولين المناعي لا يعني بالضرورة حساسية تجاه البروتينات في حليب الأبقار، فقد يشير ذلك إلى حساسية أو إصابة فيروسية أو جرثومية.

وفي حال ظهور ردود الفعل في وقت لاحق، يلجأ الأطباء إلى اختبارات جلدية من خلال اللصوق. لكن أحياناً تُظهر هذه الاختبارات نتيجة سلبية على رغم أن الطفل يكون مصاباً بالحساسية.

يتوافر أيضاً اختبار آخر عن طريق التحفيز بالفم. بعد اعتماد نظام غذائي لا يشمل الحليب طوال شهر ونصف، يُدخَل الطفل مجدداً إلى المستشفى للتأكد مما إذا كانت هذه العوارض ستظهر مجدداً.

ما هي الحلول؟

العلاج الفاعل الوحيد هو حذف الحليب ومشتقاته كافة (اللبن، الجبنة الصفراء، الجبنة البيضاء، الزبدة، الكريما الطازجة وغيرها) من نظام الطفل الغذائي، بالإضافة إلى المنتجات المصنعة كالصلصات والغراتان وأنواع الحساء والأطعمة المهروسة التي تحتوي على الحليب. ويمكنك التأكد من وجود الحليب في أي من المنتجات إذا كان أحد المكونات التالية مذكوراً على الغلاف: بروتينات الحليب، بروتين اللاكتوز، الكازين، الكازينات، اللاكتوز، اللاكتالبومين، بروتينات سيروم اللاكتوز...

- إذا كنت ترضعين طفلك: في الحضانة، احرصي على ألا تعطيه المربية أي رضاعة، وأنت بدورك أحذفي الحليب ومشتقاته كافة من نظامك الغذائي. تناولي يومياً مكملاً غذائياً يحتوي على الكالسيوم (كبسولة). عندما يحين وقت فطام الطفل، ويفضّل ألا يحصل ذلك قبل بلوغه شهره السادس، أعطيه حُلالة مائية Hydrolysate (من نوع Alfaré أو Galliagène progress أو Nutramigen أو Petit Junior أو Prégestimil). هذه البدائل متوافرة في الصيدليات ويمكن الحصول عليها بوصفة طبية.

- تعطين طفلك حليباً للأطفال: عوارض الحساسية خفيفة لديه، يمكنك استبدال حليب الأطفال بحُلالة مائية معززة بالبروتينات. إذا استمرت العوارض حتى بعد ذلك (قيء، نوبة ربو، وذمة. يدلك طبيب الأطفال على منتج يحتوي في تركيبته على أحماض أمينية حرة (Néocate وNutramigen AA). تُلَيِّن هذه البدائل معدة طفلك.

- بدأت بإعطاء طفلك أنواعاً مختلفة من الأطعمة: لا تفعلي ذلك قبل أن ينهي شهره السادس. أعطيه ملعقة صغيرة من نوع معين من الخضار مرة أسبوعياً لتعرفي ردة فعله. كذلك يمكنك أن تقدمي له فاكهة مطبوخة بقليل من السكر. ثم تنتقلين إلى اللحم مع تجنب لحم العجل والبقر لأنهما يحتويان على مركبات تثير الحساسية كتلك الموجودة في حليب الأبقار.

خطة

بين الستة أشهر والعام الأول، إليك طريقة تساعدك في تنظيم وجبات الطفل:

- الفطور: رضاعة تحتوي على 240 ملل من المياه + 8 قياسات من الحُلالة المائية أو أحماض أمينية حرة. ترغبين في تقديم الحبوب له، اختاري التي لا تحتوي على الحليب (Babybio، Biocarrefour، أو Picot).

- الغداء: خضار مهروسة (جزر، كوسا. محضرة مع الحُلالة المائية (ابتداء من شهره التاسع، ملعقتان إلى ثلاث ملاعق صغيرة من اللحم) + كتحلية (قطعة فاكهة مطبوخة بقليل من السكر أو تحلية تحضرينها له أنت في المنزل).

- العصرونيّة: رضاعة تحتوي على 240 ملل من الماء + 8 قياسات من الحُلالة المائية أو أحماض أمينية حرة.

- العشاء: رضاعة تحتوي على 240 ملل من الماء + 8 قياسات من الحُلالة المائية أو أحماض أمينية حرة أو حساء الخضار (ابتداءً من شهره التاسع، يمكنك أن تقدمي له التحلية).

بعد أن يتخطى طفلكِ عامه الأول، إبدئي بزيادة هذه الكميات. ويشير معظم الأطباء إلى أنه في 80 % من الحالات، تشفى الحساسية تجاه حليب الأبقار قبل أن يبلغ الطفل عامه الثاني.

أنواع الحليب الأخرى
سواء كان الأمر يتعلق بحليب الماعز أو حليب الأغنام... ما من حليب يناسب الطفل الذي يعاني من حساسية تجاه حليب الأبقار. البروتينات في أنواع الحليب هذه متشابهة جداً ولا تمد الطفل بكمية كافية من الفيتامينات والأحماض الدهنية الأساسية... الأمر سيان بالنسبة إلى أنواع العصير النباتية (الصويا واللوز.، فالبروتينات الموجودة في عصير الصويا تسبب الحساسية لدى بعض الأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه حليب الأبقار. وتحتوي أنواع العصير هذه على مركبات الأستروجين النباتي Phytoestrogen القادرة على إحداث تغيير في الجهاز الخاص بالغدد الصماء وفي مناعة الطفل. كذلك احترسي من الأدوية التي تحتوي على الحليب أو أحد مشتقاته.