بحريني يقول للمحكمة : قولو لزوجتي ترحمني ! ( بعد أن كتب لها بيته وقطعة الأرض التي يمل

[احلى ولاء]

المعذبون في قضايا الطلاق والنفقة بالمحاكم الشرعية ليسوا فقط من النساء، بل هناك رجال أيضا يتعذبون ويتألمون.. وأحيانا يبكون لأن الدنيا ضاقت بهم، وأصبحوا لا يعرفون ماذا يفعلون في مواجهة كوارث الطلاق والنفقة، ولسنا هنا مع المرأة أو ضدها.. ولسنا أيضا مع الرجل أو ضده، ولكننا نريد أن نلفت النظر إلى بعض ما وصل إليه الحال في قضايا الطلاق، من خلال قضايا قد لا يصدقها العقل.
على الرغم من استعداده لنشر اسمه كاملا ورقم هاتفه، إلا أننا سنشير إليه باسم السيد "م.ي" وهو رجل في منتصف الخمسينيات يعمل بإحدى الشركات بالمملكة العربية السعودية.

يستشير السيد "م.ي" محاميته فوزية جناحي قبل أن يبدأ في سرد حكايته أو مأساته، ويقول: لقد تزوجت من امرأة في عام 1988 ورزقت منها بابنتين وولد، وعشنا معا حياة بالنسبة إلي كانت سعيدة، منذ زواجنا في التسعينيات، وقد طلبت مني في أثناء تلك الفترة أن اكتب لها كل ما املك من عقارات ومنقولات وقد قمت بتنفيذ ما طلبته مني حباً لها ولأجل استقرار الحياة الزوجية فيما بيننا وبالفعل وهبت لها البيت الذي أقطن فيه في مدينة حمد وقطعة الأرض التي امتلكها في محافظة المحرق.
ولكن دوام الحال من المحال كما يقول السيد "م.ي"، فقد التحقت الزوجة بوظيفة حكومية في مركز مرموق، وبدأت طباعها تتغير تجاهي، إلى أن جاء أحد أيام عام 2005، عندما عدت من عملي لأجدها قد تركت البيت وذهبت لتقيم مع شقيقتها، وكان من الطبيعي بعد أن فشلت في إقناعها في العودة وبعد كل ما أعطيتها، أن ارفع عليها دعوى رجوع، فقامت هي الأخرى برفع دعوى تطلب فيها الطلاق والنفقة في عام 2005، وكانت تلك بداية الرحلة في طريق الآلام التي لم أكن أدري حجمها.
ويستطرد الزوج بسرد حكايته بقوله إن البعض من الأهل والأصدقاء استطاعوا أن يهدئوا من حدة الأزمة القائمة بينه وبين زوجته وعادت الزوجة على اثر هذا التدخل الخير من قبل الأهل والأصدقاء وتصالحوا وتنازلت الزوجة عن دعوى الطلاق، إلا أنها بقيت في بيت أختها وتأتي لزيارتي من حين لآخر وتأخذ مني مصروفها الشهري لتنفق منه على نفسها وأولادها الثلاثة.
ومضت الأيام فيما بينهما وترك السيد "م.ي" القضايا في المحاكم بعد أن تم الاتفاق فيما بينهما على أن تلتزم الزوجة بواجباتها الشرعية تجاه الزوج وألا تنفيذ حكم النفقة الصادر لها من المحكمة الشرعية في عام 2005 بمبلغ 200 دينار ودارت الأيام فيما بينهم وفوجئ الزوج في 2008 بأن الزوجة قامت برفع دعوى جديدة لطلب النفقة وبدل السكن أمام المحكمة الصغرى الشرعية التي قضت لها بنفقة 200 دينار وبدل سكن 170 دينارا ولم تخبر المحكمة أن لها دعوى نفقة سابقة في عام 2005، وهو مايعد تحايلاً على القانون من أجل الاضرار به والحصول على اكبر قدر ممكن من المكاسب المادية منه وفوجئ الزوج بعد ذلك بأنه مطالب بدفع 9687 دينارا متخلفات للنفقة بعد أن تم ضم الدعويين في محكمة التنفيذ.
وقامت الزوجة بعد ذلك برفع دعوى طلاق في عام 2008 وحكمت لها محكمة أول درجة بالطلاق بناء على أقوال الشهود الذين ذكروا انه نما إلى علمهم وتفشى في محيط العائلة أن الزوجة متضررة من اعتداء الزوج عليها وعدم إنفاقه ولقد أطمأنت المحكمة إلى ذلك، وتساءل: هل تبنى الأحكام الشرعية على الجزم واليقين أم تبنى على كلمة نما وتفشى؟! ولأن السيد "م.ي" لم يرض بهذا الحكم طعن عليه بالاستئناف الذي ينظر أمام المحكمة العليا الاستئنافية الشرعية السنية وهناك جلسة في نهاية أبريل المقبل.
ممنوع من السفر
وفوجئ السيد "م.ي" منذ أيام عندما كان متوجها بسيارته إلى المملكة العربية السعودية، حيث يعمل بإحدى الشركات هناك، عندما أوقف من قبل موظفي الجوازات بدعوى صدور قرار من محكمة التنفيذ بمنعه من السفر وحبسه وذلك لعدم سداده الدين المستحق عليه لزوجته من النفقات المتأخرة وقدرها 9687 دينار، وتم توقيفه بالفعل وهو لا يصدق ما يحدث له.
وطلب السيد "م.ي" من محاميته فوزية جناحي أن تتقدم برفع دعوى إسقاط متخلف النفقة التي وجد نفسه مضطرا لرفعهما، بعد ذلك تقول المحامية: تقدمنا بدعوى إسقاط متخلف النفقة أمام المحكمة الصغرى الشرعية وطلبنا من المحكمة توجيه اليمين الحاسمة إلى الزوجة لتقسم أمامها إذا ما كان الزوج ينفق عليها وعلى أولادها من عام 2005 والى الآن.
وفي نهاية الحديث يسأل السيد "م.ي" زوجته كيف يقوم بسداد المبلغ المطالب به وهو مهدد بالفصل من العمل لعدم تمكنه من الذهاب إليه حيث انه متغيب من تاريخ 25/2/2009 إلى يومنا هذا من جراء الإجراءات التي اتخذت ضده ومنها المنع من السفر ويقول: إن السجن هو الحل الوحيد لمن هم في مثل حالتي، وما بعد السجن سيكون أسوأ لأنني معرض للفصل من الوظيفة والطرد من البيت الذي كتبته لها حبا وعن طيب خاطر، إنها مأساة بكل معاني الكلمة، فأنا رجل وجدت نفسي في هذا العمر بلا بيت ولا عمل ولا عائلة فمن يحتمل كل هذا؟!
* قبل أن أتركه سألته: وماذا عن أولادك؟
- قال: أولادي مع أمهم وأنا لا أراهم.. حتى أن إحدى ابنتي كانت قد طلبت مني كمبيوترا محمولا (لاب توب) وقد أحضرته لها منذ ستة أشهر ولم أرها طوال تلك الأشهر حتى أعطيه لها.


29/3/2009 م