ماهو العرفان

[النور الفاطمي]

ما هي عقيدتنا في العرفان؟

العرفان هو الطريق في السيرو السلوك إلى الله عز وجل والوصول إلى معرفته سبحانه وتعالى حيث ورد في الدعاء :
( اللهم عرفني نفسك ، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك ، فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك ، فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني )


كيف يصل المرء الى هذه الدرجة ؟

يصل المرء إلى هذه الدرجة بالإلتزام بما أمره الله سبحانه وتعالى من واجبات والإجتناب عما نهاه من محرمات ، هذا بالإضافة إلى المداومة على المستحبات والأدعية والزياراة والأوراد والأذكار، وترك المكروهات وسائر المنفرات . وتعويد النفس على بعض الرياضات تصل بإذن الله إلى أعلى الدرجات حسب ما تبذله وتؤديه مما ذكر .



هل المعرفة طريق الى العرفان ؟ وما الفرق بينهما؟


المعرفة التي هي العلم هي أساس العرفان وإلا فكيف يكون عرفان بلا معرفة .





اريد معرفة كل ما يتعلق بالعرفان؟

قد شط في هذا الطريق الكثير وزلت أقدام الأكثر فهو طريق شائك ، ويحتاج إلى الصبر والمداومة والإستمرار ، هذا بالإضافة إلى تقوى الله .
فكثير ممن سلك هذا الطريق وأخذه من غير أهله ولم يتق الله ، إما يصاب بالجنون ، أو يصبح مشعوذا أو يحصل له ما لا يحمد عقباه أو يسلك طريقا يوقعه في ضلال .
وقد كثر من يدعي العرفان أو من يدعى له العرفان وهو أقرب إلى الخرفان منه إلى العرفان ، والعرفان منه بريء ، فهو يحاول إسخاط البارئ واتباع الهوى وتسخيره لأمور تعود عليه بالنفع الدنيوي وهو بذلك خسر الدنيا والآخرة .
ولكن من يأخذه عن أهله عن علم ومعرفة وتقوى يصل إلى أعلى الدرجات.


ومن هم أهله ياترى ؟

هم أهل البيت عليهم السلام ، فلا أحد أعرف بالله حق معرفته منهم ، ورد في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام : ( ياعلي ما عرف الله إلا أنا وأنت ، ولا عرفني إلا الله وأنت ولا عرفك إلا الله وأنا ) . فهم أعرف المخلوقات بالله سبحانه ولذلك اختارهم الله دون غيرهم وفضلهم على الخلق كافة وأمرنا بالتمسك بهم واتباعهم .
فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في حقه تعالى قوله : ( أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به ، وكمال التصديق به توحيده ،وكمال توحيده الإخلاص له ، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ....إلخ ) .
ولم يقصر أهل البيت عليهم السلام في تزويدنا وتعليمنا كل ما يعرفنا بالله عز وجل من أدعية ومناجاة وأذكار وأوراد متعلقة بكل خطوة نخطوها وبكل عمل نقوم به وفي كل زمان ومكان .
فما علينا إلا المداومة على هذه الأدعية والأذكار والأوراد والإلتزام بفعل المستحبات الواردة عنهم وترك المكروهات ، مع التزامنا بفعل الواجبات واجتناب المحرمات وسنصل بحول الله إلى أعلى الدرجات .