اسلاميات - برامج اسلامية, منوعات, دروس ,محاضرات أخلاق آداب إسلامية, مسابقات اسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-01-2014, 08:01 PM   #1
الزهرائية
"عشقي حسيني ابدي"
 
الصورة الرمزية الزهرائية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الدولة: العراق
المشاركات: 239
معدل تقييم المستوى: 2236
الزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond repute
افتراضي الروح السليمة

الروح السليمة
لو أن شجرة سليمة الجذع سالمة الجذور تعرضت إلى بعض الحوادث فتساقطت ثمارها وتناثرت أوراقها أو بريت أغصانها أو عصف البرد بخضرتها أو التهمت الطير ثمارها وأفسدتها، فإن ذلك أمر يدعو إلى الأسف ولكنه لا يدعو إلى القلق أبداً، لماذا؟ لأن جذعها سالم ولذا فهي ستورق من جديد وستعود إليها خضرتها مرة أخرى، ثم تكتض بالثمار ملقية ظلالها الوارفة من جديد، ومادام الأمر كذلك فإن من حق الإنسان أن يشعر بالأمل.
إن الوجود يشبه إلى حد بعيد شجرة مثمرة، فإن كانت سالمة من العيوب كانت نضرة قوية تهب الخضرة والثمار وتلقي بظلالها الوارفة على الطريق فيستريح عندها العابرون ويتفيأون ظلالها بعد أن أحرقتهم حرارة الشمس ولكن هذه الشجرة قد تتعرض لبعض الحوادث من قبيل عبث الأطفال فتذهب تلك المعاناة في رعايتها أدراج الرياح.
وهكذا الإنسان يعاني ويتألم سنوات طويلة لكي يعد نفسه ويكون حياته وإذا كل ذلك يذهب في لحظة واحدة في ضربة من ضربات القدر تجعل منه بائساً فقيراً، ذلك ان متاع الحياة الدنيا معرض لآلاف الآفات كالغرق والحرق والخطف وغيرها. وبالرغم من أن كل ذلك يبعث على الأسى، ولكنه لا يدعو إلى القلق خاصة بالنسبة لأولئك الذين يتمتعون بالروح القوية والأمل.
إن الجسم السليم الذي يخضع لجراحة ما لا يدعو إلى القلق لأنه يملك استعداداً ذاتياً على التئام أنسجته، بعكس الجسم الذي يعاني من مرض السكري ـ مثلاً ـ فإن هنا أمر يصعب علاجه وتجنب أخطاره، ولذا فهو يدعو إلى القلق، ذلك أن أدنى جرح بسيط يستغرق وقتاً طويلاً لالتئامه.
إن الإنسان الذي يتمتع بالمعنويات العالية وبالأمل يمكنه أن يجبر كل كسر يتعرض له، غير أن الطامة الكبرى تحل فيما إذا تعرض الجذر نفسه للآفات، وإذن فلن يبقى للخضرة والثمار من أثر.
لو أصيب الإنسان ـ لا سمح الله ـ في روحه وقلبه وذبلت عواطفه وأحاسيسه، وأصبح ساخطاً على الناس متشائماً منهم، ورأى نفسه وحيداً دون سند ومعين، إن مثل هذا الإنسان سيكون عديم النفع لنفسه وللآخرين وعندها يتساوى موته مع حياته.
وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك بالخسران المبين، وهم أولئك الذين خسروا أنفسهم وأرواحهم، فليس مهماً أن يخسر الإنسان بعض ثمار حياته ولكن الخسارة الكبرى أنه يخسر الأمل والرجاء، والأكبر من ذلك أن يخسر الإنسان الإيمان الذي هو نبع الأمل، ذلك أن الإيمان يصنع التوكل والاعتماد والأمل.
إن الإنسان المؤمن لا يعتبر نفسه وحيداً أبداً وهو يردد دائماً: (إياك نعبد وإياك نستعين) و(ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير). [الممتحنة: 4]
فالمؤمن يتأثر بالحوادث ولكنه لا يتزعزع أبداً ولا يشعر بالقلق، ذلك أن مصابه ليس في دينه وإيمانه وعقيدته.
قال تعالى مخاطباً رسوله الكريم: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنما الهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً). [الكهف: 110]
إن الإيمان وفي الوقت الذي يمنح الإنسان الأمل ويهبه الرجاء فإنه يقف بوجه بعض الأماني الباطلة ويمنع من نموها، ذلك أن الإنسان تحده الأماني، حيث تموج في أعماقه الأماني المحال، فقد يتمنى أن تلك الحادثة التي وقعت له فيما مضى لم تقع أبداً أو يتمنى وقوعها على نحو آخر، أو يتمنى أن تعود إليه أيام الشباب أو أنه كان من أسرة فلان أو من عائلة الفلاني.
إن هذه الآمال الوهمية التي يعبر عنها الدين بأماني الشيطان تخدع الإنسان وتبدد عمره وتجعله هباءً منثوراً، فيستهلك وقته وفكره في الخيال.
وهنا ينسحب مثل الشجرة أيضاً. إذ تبرز ضرورة البستاني الذي يرعاها إذ لا يقتصر عمله على سقيها وحمايتها من الآفات فقط بل يتعدى ذلك إلى تشذيب أغصانها إذ يقطع ما يراه زائداً من أغصانها لكي لا تستهلك طاقتها في نمو الأغصان التي لا طائل من ورائها.
الإنسان هو الآخر يزخر بالكثير من الأماني الباطلة التي تستهلك فكره وعمره تماماً مثل الأغصان الزائدة التي يعمد البستاني إلى التخلص منها والإبقاء على الأغصان المكتظة بالثمار.
ولهذا فإن على الإنسان أن يكافح ويتخلص من أمانيه الباطلة ذلك أنها مجرد أوهام شيطانية فارغة.
قال تعالى: (وما يعدهم الشيطان إلا غرورا). [النساء: 119]

الزهرائية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2014, 09:15 AM   #2
نسائم الزهراء
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية نسائم الزهراء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الدولة: العراق كربلاء المقدسة
العمر: 41
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
نسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond reputeنسائم الزهراء has a reputation beyond repute
افتراضي رد: الروح السليمة

اللهم صل على محمد وآل محمد

بارك الله فيك وفي جهودك

في ميزان اعمالك عزيزتي
__________________




نسائم الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2014, 10:08 AM   #3
العُروَة الوُثْقَى
مشرفة سابقة
●• يا رب ارحمني •●
 
الصورة الرمزية العُروَة الوُثْقَى
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
العُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond reputeالعُروَة الوُثْقَى has a reputation beyond repute
افتراضي رد: الروح السليمة

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم

جزاك الله خيرا


وفقكــ الباري تعالى
__________________


















العُروَة الوُثْقَى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-2014, 06:58 PM   #4
الزهرائية
"عشقي حسيني ابدي"
 
الصورة الرمزية الزهرائية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الدولة: العراق
المشاركات: 239
معدل تقييم المستوى: 2236
الزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond reputeالزهرائية has a reputation beyond repute
افتراضي رد: الروح السليمة

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عطرتم صفحتي بعطر الورد والياسمين شكرا
الزهرائية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الفاطميات الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 (0 فاطمية و 1 زائرة )
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الطرق السليمة لغذاء الأطفال قبل الدراسة تفاؤل و أمل التربية والطفل 4 30-11-2013 04:12 PM
حوار عن التربية السليمة عبير الزهــــــــراء الحوار العام - نقاشات وحوارات تهم المرأة و المجتمع 3 12-03-2011 03:38 PM


الساعة الآن 12:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir