:d27:ولا ننسي إن الجنة تحت أقدام الأمهات :d27:
قال تعالى :( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُأُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ
كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًاحَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً
قَالَ رَبِّأَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىوَالِدَيَّ) وفي سورة لقمان :
( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُأُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
أَنِ اشْكُرْ لِيوَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) سورة لقمان
فحق أمك أن تعلم أنها حملتك، حيث لا يحمل أحد أحداً، وأطعمتك من ثمرة
قلبها ما لايطعم أحد أحداً، وأنها وقتك بسمعها وبصرها، ويدها ورجلها وشعرها
وبشرها، وجميع جوارحها، مستبشرة بذلك، فرحة موبلة(1) محتملة لما فيه مكروهها
، والمها، وثقلهاوغمها حتى دفعتها عنك يد القدرة، وأخرجتك إلى الأرض، فرضيت أن
تشبع وتجوع هي،وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ وتضحى وتنعمك ببؤسها، وتلذذك
بالنوم بأرقها، وكان بطنهالك وعاءً، وحجرها لك حواءً(2) وثديها لك سقاءً، ونفسها
لك وقاءً، تباشر حر الدنياوبردها لك، ودونك، فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر
عليه إلا بعون الله وتوفيقه..
ما أعظم حقوق الأم، وما أكثر ألطافها وآياديها على ولدها، فهي صانعة حياته ولولاها
عواطفها وحنانها لما عاش، ولما استمرت له الحياة، فقد تعاهدته بروحها منذ تكوينه،
وتحملت أعباء الحمل وأخطار الولادة، وبعد ولادته تذوب في سبيله،وتبذل جميع
طاقاتها للحفاظ عليه، والسهر من أجله، وتبقى تخدمه بإخلاص، وترعاه بعطف
وحنان، إلى أن يكبر ويأخذ طريقه في الحياة، فإذا فارقها أو نأى عنها فكأن الحياة
فارقتها
الأبيات.
لــو كــان يدري الابــن أية غصةيتــجرع الأبـوان عنـــد فراقه
أم تهـيج بـوجده حـيرانة وأب يسـح الــدمـــع من آماقه
يتـجرعان لبـــين هغصص الردى ويبوح ما كــتماه مـن أشواقه
لرثـى الأم ســُلمــن أحشائها وبكــى لشــيخ هـــام في آفاقه
ولبــدل الخــلق الأبـي بعطفه وجـزاهما بالعذب من أخلاقه(3)ما أعجزالإنسان
عن أداء حقوق أمه، ولو قدم لها جميع الخدمات والمبرات لما أدى أبسط شيء من حقوقها.
حق الأب:
(وأما حق أبيك فتعلم أنه أصلك، وأنكفرعه، وأنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت
في نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمةعليك فيه، وأحمد الله وأشكره على
قدر ذلك، ولا قوة إلا بالله.. أما حق الأب على ولده فعظيم جداً، فهو أصله
ولولاه لم يكن، ويجب عليه رعاية حقوقه، والقيام بشؤونه،وما يحتاج إليه
لاسيما عند كبره وعجزه فإنه يتأكد عليه تقديم جميع المساعدات والخدمات
ليؤدي بذلك بعض حقوقه.
حق الولد:
(وأما حق ولدك فتعلم أنه منك، ومضاف إليك، في عاجل الدنيابخيره وشره
، وإنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب، والدلالة على ربه، والمعونة على
طاعته فيك وفي نفسه فم ثاب على ذلك، ومعاقب، فاعمل في أمره عمل المتزين
بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا، المعذر إلى ربه في ما بينه وبينه بحسن القيام
عليه، والأخذ له منه ولا قوة إلا بالله..(.
إن الولد إنما هو امتداد لحياة أبيه، واستمرارلوجوده، فهو بعضه بل هو
كله يقول الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)في وصيته لولده الإمام الزكي
الحسن(عليه السلام): ووجدتك بعضي، بل وجدتك كلي حتى كأن شيئاًلو أصابك
أصابني، وكأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني من أمرنفسي(.
وتلقي التربية الإسلامية العبء الكبير على الأب في تربية ابنه،وعليه أن يغرس
في أعماقه النزعات الكريمة والصفات الشريفة، ويعوده على العاداتالحسنة ويجنب
الرذائل، ويقيم له الأدلة على الخالق العظيم الذي بيده ملكوت كل شيء
،فإن قام بذلك فقد أدى واجبه نحو ابنه ونحو المجتمع بأسره لأن الإنسان الصالح
لبنةفي بناء المجتمع، وإن لم يقم بذلك فهو مسؤول أمام الله تعالى، ومعاقب على ذلك. منقول