«محمد» مثال حي للبذل والتضحية لأصدقائه

[احلى ولاء]

«محمد» مثال حي للبذل والتضحية لأصدقائه


البلاد القديم - محمد الجدحفصي
بينما انهمرت دموع الجميع على فقده وارتفع صوت البكاء بين جموع المشيعين، كان الوالد حينها يراقب الحدث من قريب محتسبا صابرا راضيا بقضاء الله وقدره، حينها تأكد الجميع أنه حبس دموع عينيه كي لا تعبران عن الصدمة بفقد الابن قبل أن يقرر أخيرا البوح بما اعتراه من ألم الفراق ومرارته لـ «الوسط» قائلا: «كلما ابتعدت قليلا عن التفكير بفقد ابني، أعادتني روح التضحية والإيثار له مرة أخرى، لتعزف بذلك ألحان حزن فقده وتعلن للجميع بأن الصديق الحق الوفي المخلص مازال موجودا في أيامنا هذه، وما تضحية ابني محمد في سبيل إنقاذ صديقه إلا خير دليل على ذلك».
وأضاف الوالد قائلا: «ذهبت مع زوجته فور تلقينا النبأ إلى مجمع السلمانية الطبي حينما فوجئنا بخبر وفاته هناك قبل أن تنهار زوجته أمامي وقامت بضرب رأسها بالسرير، فعلا موقف كان صعبا لي حينها فكيف لي أن أنهار بينما يجب عليّ أن اخفف وطأة فقده على زوجته التي فجعت بالموقف وهي التي حتى اليوم لم تستطع احتمال الأمر، إذ لا تزال تمكث حاليا بمنزل أهلها لأنها لم تعد تحتمل الجلوس في الغرفة دون وجوده».
وتابع «فقد ابني كسر ظهورنا ومزق قلوبنا جميعا ولكن ما خفف وطأة ذلك هو مواساة أهالي البلاد القديم والمواطنين إلينا بهذه المحنة، لندرك حينها أنه بين يدي رحيم بصير بعباده ونسأل له المغفرة والرضوان».
أما الأم المفجوعة ولحبها الشديد له فقد قامت بإهدائه خيلا» لأنها تعلم حبه وتعلقه الشديد بهم. وكانت قد تلقت الخبر بعد الانتهاء من القراءة الحسينية بأحد المآتم بالقرية لتبقى شاخصة ببصرها قبل أن تصرخ قائلة: «تركتني يا فلذة كبدي ورحت عني، من سيجالسني وقت الطعام ويحادثني، الوحدة مؤلمة يا ولدي».
«أما آن للحزن أن ينجلي عنا قليلا فالموت بات يخطف شابا تلو الآخر من قريتنا»، بهذه الكلمات بدأ بعض أهالي قرية البلاد القديم حديثه لـ «الوسط»، قائلا إن وفاة الشاب محمد تعتبر سابع حالة بالآونة الأخيرة للقرية سائلا الله أن يلهم ذويه الصبر والسلوان على فقده.
«محطات كثيرة في حياتنا، بعضها يأتي والبعض الآخر يمضى رغما عنا ولكن تبقى ذكراه باقية في قلوب جميع محبيه على رغم ألم الفراق ومرارته، كما أن موقع ومكان جلوسه فارغ وجميعنا يفتقده وبشدة»، هكذا يقول صاحب الحظيرة فتحي بعد يوم من وقوع حادث وفاة الشاب محمد.
وكان الفقيد قد لقي مصرعه بعد محاولته إنقاذ صديقه إثر إصابته بتماس كهربائي داخل حظيرة لتربية المواشي بإسكان جدحفص، ما أدى لوفاته وإصابة شابين آخرين بإصابات متفرقة.

[معصومة اهل البيت]

مشكوره خيتوة ع نقل الخبريه الحزينه
تحياتي الولائيه..

[لؤلؤة الزهراء]

مشكورة ..

ربي يعطيك الف عافية ..

يسلمو خيو ..